أنين الصمت

شهقة قلب

أمنياتنا تقيدنا بطوق يخنقنا تجعلنا ندرك ماهية ضعفنا وعجزنا عندما تقتحم الخيبة صدورنا وتحطم أحلامنا بلا شفقة
يتامى نحن أمام واقعنا المرير
شلوان حلم نحن أمام صدمات القدر
جسد مسجى نحن أمام محطات العمر
صرخة غريق أمام دمعة القمر
فهلا أغمضت عيناك لأقبلهما بأنفاسي
بأن أتجرد لك فلا وطن لي غيرك
بأن أعبدك فلا وقت لي لألهو عنك
بأن أرقد بين ضمات الخيال فلا أهرب منك
دع أناملي تسطر ذاكرة لاتموت
وحب سما فوق الظن والشكوك
لعلي أسرق من الأساطير حكاية وطن
حكاية نغمة شجن
تشدو بلا صخب
حكايتي مع طفل هرم
وهو لم يبلغ العاشرة
ليغزو الشيب طفولته المنسية
وهو لم يطئ عتبة الاكتفاء
ولم يشبع من ضمة حنان
فصغت من آلامه شعلة لانطلق
لأتحرر
لأطير فوق السحب والغمام
وأنا احتضن جناحي خشية الغربة والاحتراق
فأسقط رغم الضحكات والابتسامات
بين أنياب الوحدة والاعتزال
فمن يهب قلوبنا عشق القدر؟
وقد سلب منا تغريدة الطير
و قطرة المطر
وحفيف الشجر
فما أقساك!!
رحلت بصمت
كما جئت بلا انذار 
فأنتَ لاتفقه الوجع
ولاتتقن لغة الانكسار
تلك هي حربنا البشرية الملغمة
حيث لا أمل بالخلاص دون دفع الثمن
أمّا أنت يا رفيق الدرب
صدحت بصوتك في الظلام
وأنا اعتكف السواد
عمياء عن عيوب الناس
صماء عن ثرثرة الحساد
بكماء عن زلل الأصدقاء
أتزين بصومي عن الكلام
فلا أملك لحنآ لأغني
وأرقص حد الانهيار
لا أملك شعرآ لأنعي أمآ ثكلى
وأفقد نفسي بدمع طفلها المشرد
لا أملك ريشة لأرسم ابتسامة عشق
وأعيد عقارب الزمن للوراء
فلا فراق ولا خيانة
لا غدر ولا خوف
فأنتِ وحدك سرّ النبض
ولمعة العين
وسكون الجسد
وانتعاش الروح
يا ملجأي ومسرح طفولتي
يا حلم فقدت فيه ذاتي
ياأنيس وحدتي
ياكتابي المقدس
أرشف منه ولا ارتوي
فمن أين ابدأ لأحكي لك؟
فكل لغات الكون لاتصف رغبتي
رغبة هوجاء عاصفة
من منابت حلمي أزلي
أن أحلق عاليآ مخترقة سراب الوهم
وضباب اللاوعي
والشعور بالسلام داخل أوردتي
فلا صراخ ولا نكران
فقط التنعم بنعمة الفضاء الشاسع
فقط الرضى بالقضاء القادم
فما أنا سوى كلمة بين بحار السطور
ومن حقي أن أحلم دون يأس أو قنوط