زمــــــــــن الضيــــــــــــــــاع

42

زمـــــــــــن الضيـــــــــــاع
الجزء الثــــانــــــي
الحلقة ..... 27 .......
تركت شغل البيت وبقيت أتنصت على أبوي .. وانتظر رده ..
طلب منهم يعطونه فرصة بين ما يستشيرني ويأخذ رأيي ..
بعد ما راحوا صاح لي .. وطرح علي موضوع الزواج ..
كنت بداخلي رافضة مبدئيا مسالة الزواج من أي كان .. كل تفكيري كان منصب ومحصور بمظفر ..
أثناء دخولي وخروجي من الغرفة شفت الرجال اللي طلبوا أيدي له .. سمعت صوته وتنصتت على بعض سوالفه .. كان على طول يحاول يضحِّك الكاعدين بسوالفه .. مرات يحجي لهم نكات .. ومرات يحجي لهم باستهزاء عن وضع مرته وشكان يسوي بيها من مقالب ..
الجكارة ابد ما فاركت حلكه ..
اظن بسوالفه كان يريد يجتذب اهتمام ابوي ويتقرب عليه من خلال إضحاكه والترفيه عنه .. بعد ان شافه مستأنس بجيته .
أبدا ما اهتميت لسوالفه .. ولا فكرت بأي لحظة من اللحظات ممكن أن يخطبوني له .. ما ارتحت لسوالفه .. خصوصا من بدا يشرح وضع مرته ويحاول يقلل من شانها .. بطريقة تهكمية ساخرة وغير لائقة .
من طلب مني أبوي أبين رأيي .. صفنت شويه ..!!
وفجأة خطرت على بالي فكرة ..!!
بداخلي كنت اريد انتقم من مظفر .. يعني لو جاي مظفر خاطبني من اهلي .. كان شجاب هذا علينا .؟!!
فردت اثبت لمظفر باني قادرة على الاستغناء عنه والزواج من غيره ..
بلحظات تفاعلت هذه الفكرة في داخلي .. استبعدت كل مساوئ الزواج .. وكل المرار اللي مريت بي .. وكل ظروف الزيجات السابقة .. وأعلنت موافقتي على الزواج من الرجال ..
بلحظة انفعال وبدون التفكير بعواقب الامور ..
ما كنت اعرف اسمه .. ولا سألت عن أوضاعه ..
اللي فاجئني .. ابوي .. !ّ!
تفاجأ بموافقتي ..!! حاول بشتى الطرق والوسائل يثنيني عن الموافقة .. بدا يعدد لي مساوئ الرجال .. وكان يبالغ بذكر بعضها حتى ارفضه .. وأظن إن البعض مما ذكره ابوي .. غير صحيح .. كال لي:- مامه غازية .. أنتي متأكده من نفسج .. يعني موافقة على هذا الــ ..!! ؟
قاطعته بسرعة حتى لا يتمادى بحجيه .. كلت له :- اي يابه .. اول وتالي لازم اتزوج ..يعنــي شتريدني .. اااااا
بعد ما نطقتها تندمت .. ما اعرف شلون طلعت مني .. حسبالك من حجيتها دا أسَمِعْ مظفر .. مع هذا ولا اعتذرت من ابوي .. بس توقفت وما كملت حجايتي ..
كنت عنودية .. عشعشت بدماغي فكرة الانتقام من مظفر .. وصممت على تنفيذ ما بداخلي حتى وان تسبب لي بالأذية .. ما عاد اهتم لأي شي طالما فقدت مظفر ..
كنت على قناعة .. رغم كل اللي حصل بيني وبينه .. بصدق حبه لي .. فاذا كان قد تخلى عني .. فاكيد بسبب خوفه من مرته ..
اعرف بمظفر يحبني مثل ما احبه .. ويفكر بيَّ مثل ما افكر بي ..
كل ما تطن اذني .. ابقى صامته وفاكه عيوني .. واحاول ابعد كل الاصوات من حولي .. يتهيا لي بلحظتها .. اسمع صوته واقرا افكاره .. اردد وي نفسي .. اكيد مظفر كان يحجي وي نفسه وذكر اسمي .. ولهذا طنت اذني ..
كان ابوي يتوقع ارفض خطيبي .. لهذا طلب منهم فرصة لاخذ رايي .. حتى يجد لنفسه العذر بردهم اذا ما حضروا لبيتنا يريدون الجواب .. فتفاجأ بقبولي .. وبدا يحذرني من عواقب زواجي من الرجال ..
كال لي:- شوفي ماما .. هذا ابو زوريه متزوج وعنده جوكة اطفال .. ومرته تمرضت من وره سوالفه المكسره .. تعرفين ليش يسمونه ابو زوريه ..؟؟!!
:- هههه شمعرفني يا يابه .. ؟ بس مبين عليه خوش رجال .. يمكن يلقبونه بهذا الاسم لان يبيع زوري بالسوك .. !!
ضحك ابوي ضحكة خفيفه :- هههههه .. لج يا خوش رجال غازية .. هذا شرراب عرك .. يوميه يسكر .. واذا ما لكه عرك يشحذ من المرضى دوى كحه ويشربه حتى يسكر ..
:- عزاا .. ليش هو شيشتغل .. ؟!! وشنو هذا دوى الكحه ..؟!!
:- بنتي .. هذا يشتغل فراش بمستشفى الجوادر .. من يخلص الراتب يوكف اباب المستشفى ياعجوز التجي للمستشفى يطلب منها تكول للدكتور يوصف لها دوى كحه .. ومن تطلع ياخذه منها ..
:- ايييي .. عزااا ؟!!
:- هذا الدوى .. يكولون يسكر مثل العرك .. المهم هذا يومية من يخلص دوام يروح لسوك العورة .. مصاحب له عجوز تبيع سمج .. والمره ناصبه عليه .. كل ما يروح لها تطلب منه يحجي لها نكته جديدة .. حتى تضحك .. ومتفق وياها ياخذ منها عن كل نكته تضحكه زوريه .. واذا النكته ما عجبت العجوز ما يحصل منها على شي .. قبل لا تعزل العجوز تجمع له شكو زوريه جايفه او تالفه ياخذهن للبيت .. ويطلع لباب الشرجي .. يحصل له منا ومنا بطل عرك .. يمكن يشحذهن من اهل المحلات بنفس الطريقة .. ويرجع للبيت المغرب .. ان كان محصل عرك ينصب البطل ويكلي السمجات ويبدي يشرب ويفشر على مرته ؟؟؟ واذا ما حصل عرك يشرب الدوى وينطي السمجات لمرته وجهاله ياكلونهن .. لان الدوى الظاهر ينومه ..
الناس من عرفت بسالفته كامت تسمي ابو زورية .. ههههه .
لا تجننيني غازية وتكولين بعد كل اللي سمعتي عنه .. وافقت على الزواج منه .. لج شتترجين من ورا هيج واحد .. هذا طمعان بينا بنتي .. هذا يريد يعيش براسج ... هييييي .. هييييي .. هسه جاييني يكول لي عمي تبت وجاي اريد منك مره .. !! هو هيج واحد ممكن يتوب .. ؟!! ذيل الجلب خلوه بالكصبه اربعين سنه وما انعدل .. من ينعدل ذيل الجلب .. يمكن ينعدل حال ابو زورية .. هذا فد واحد سرسري وملعب ..
عجيب امرج غازيه ..!! بس شكول .. كل الصوج مني ..!! ما ردت اطردهم بساعتها .. كنت متاكد من عندج راح ترفضينه .. !!
خفت لا اطردهم من البيت .. ما اريد اخسرهم .. اول وتالي ذولي عمامج ويجوز يجي يوم تحتاجينهم .. فردتها تطلع منج حتى تكون عندي حجة لرفضهم .. واطلع من السالفة بوجه ابيض وذبها براسج .
كلت له بعصبية :- يابه .. الرجال عنده راتب .. وحسب حجيك .. تايب من سوالفه .. وحتى اذا ما تايب .. تعرف بنتك غازية .. اني اعرف شلونا عدله .. الله يخليك .. اذا من صدك ما تريد تخسرهم .. وتكول ذولي عمامج .. عليش معارض على زواجي منه ..
بقيت اني وابوي نتجادل ساعات بخصوص زواجي من ابو زوريه .. بلا ما نوصل لاي نتيجه .. حاول بشتى الوسائل يقنعني ويثنيني عن عزمي ..
بقيت معنده . ومصره على رايي .
كل ما اصير كبال ابوي وصاحني .. وبدا يحجي لي عن مساوئ الرجال .. ويذكر لي قسم من دكايكه ..
ما كان هامني الرجال .. كل اللي هامني من الموضوع .. اغاضة مظفر .. لا بد وان يعرف مظفر بسالفة زواجي ..
حاولت ادوس على كلبي .. بعد ان اكتشفت زيف ادعاءات مظفر وكذبه .. ربما يكون صادق بعواطفه .. اي .. كان صادق بعواطفه .. بس تنصل عن كل وعوده وعهودة بسبب خوفه من زوجته ..
كنت دائما اقنع نفسي .. بان مظفر ما زال يحبني ..
فكرة عدم حب مظفر لي .. تشعرني بالاختناق .. يضيق صدري ويثكل راسي واصاب بالصداع .. ما معقوله كل ذيج النظرات واللمسات والهمسات الحنونه كانت مجرد وهم .. ممكن اتحمل كل الاسباب اللي بعدت مظفر عني .. الا سبب كونه ما كان يحبني .. وكان يكذب علي .. فهذا امر ما كنت قادرة على تحمله ..
مظفر يحبني .. بس الصوج كله من مرته .. اي السبب مرته .. كان يرجف من يجي طاريها ..
اوووووف لو بس الزمها ..!؟
كنت اردد وي نفسي هذا الامر ... حتى ابعد فكرة كون مظفر ما كان يحبني وكان يضحك عليَّ .
لهذا .. ولاسباب اخرى .. كانت تتفاعل داخل نفسي .. بلا ما اعرف اولها من تاليها بسبب تشتت افكاري .. قررت .. بعد ان تتم الخطوبة .. اروح للصالون واطلب من نضال تتصل بمظفر على تلفون المكتب وتخبره بمسالة الخطوبة .. بلا ما تكول له غازيه طلبت مني اتصل بيك .. وتأكد عليه .. اذا ما يصدك بالسالفة .. يروح يسأل بمستشفى الجوادر عن أبو زوريه .. وشنو علاقته بغازية ...؟
وانتظر ردة فعله ..!!
&&&
بعد ثلاثة او اربعة ايام حضر ابو زوريه بعد صلاة العشا .. جايب ويا جوكة زلم من اطراف العشيرة ..
ما كان كريم بالبيت .. طالع يتعلل مع صدقانه ..
تعمدت اركز نظري بعيونه اثناء ما قدمت لهم استكانات الجاي .. من باوع عليَّ ابتسمت بوجهه .. بقى بس فاك حلكه عيونه .. قبل لا ادير عيني عنه .. غمز لي .. اول مره اشوف وجهه زين .. وجهه وجه ابليس .. ولا عجبني .. بس ولا غيرت رايي .. وصلت له رسالة من خلال نظراتي باني موافقة .. ما درت وجهي عنه الا بعد ان صاح بيَّ ابويه ..
من رحت للغرفة الجوه خربت ضحكت .. واني استعيد نظراته وغمزته ..
بعدها سمعتهم يتضاحكون .. تقربت وكفت ورا الباب وبديت اتنصت على سوالفهم .. حجى لهم ابو زورية عدة نكات .. كانت تتعالى ضحكاتهم بعد كل نكته .. وراها سكتوا شويه .. رد واحد منهم رفع صوته .. حسبالك د يسمِّعني .. طلب من ابوي يرد له الجواب عن مطلب الخطوبة ..
من عرفوا بموافقتي .. قروا الفاتحة .. وهنو ابو زوريه ..
من قروا الفاتحة تندمت هوايه ..
لج غازي شسويتي بنفسج .. ؟!
هذا اذا مظفر ما اهتم للامر .. وعافج ضحيه بين ايدين ابو زوريه .. شراح تسوسن ..!!؟
لج غازية .. ما فكرتي بفطومه وكرار شراح يصير بيهم وراج .. ؟!!
لج .. هاي لو منتحره اشرف لج .. هذا بس لا صدك مثل ما كال عليه ابوي .. يريدني اعيشه واخدمه واخدم مرته واطفاله ..
ردت اطلع من ورا الباب وكول لابوي تراجعت عن قراري .. لكن ...!!
اوووووف ..!!
تذكرت مظفر .. أريد أموته قهر .. واثبت له باني مو بايره . بقيت ساكته .
باليوم الثاني حضر أبو زوريه لوحده .. جاني من باب الدكان .. بلا ما يستأذن من أبوي .. وبلا ما ينطينا علم مسبق بحضوره .. طلع من جيبه خمسة وعشرين دينار .. أبو الحصان .. بقى لازمهن بيده .. كال لي:- غزاوي . ريتج بعد رويحتي .. هاي جبت لج خمسة وعشرين دينار .. دينار ينطح دينار .. بعد رويحتي .. ادري بيج ما محتاجه .. بس لازم اأدي الواجب .. اخذيهن يرويحتي .. اشتري بيهن ادشيديشة .. ومن هاي الفسافيس مالت النسوان .. وانه يا بعد رويحتي رايح اشتريلج غرفة نوم .. وديري بالج علي بالخيبات .. لا تكلين علي .. تراني مشتريج .. فلا تبيعيني ..
بقيت صافنه بوجهه .. ما رديت على حجيه ولا اخذت الفلوس من ايده .. ضحك ببهاته .. كال :- هاااا .. ترا اني حتى المره خبرتها تجي ويانا للمحكمة .. وما عارضت على سالفة زواجنا ... ههههه .. شحدها تعارض .
بقى يسولف وياي نص ساعة .. لهجته بالحجي مثل لهجة النسوان .. كنت اذمي يمه وفكري بغير مكان ..
ما اخذت من ايده الخمسة وعشرين دينار .. ارتاح من رديتهن له .. خلاهن بجيب سترته ..
ما صدكت على ما عافني .. وصيت امي فضيلة تصحي كريم من النوم حتى يكعد بالدكان ووصيتها تريكهم للجهال .. ولبست عباتي وطلعت للشارع العام .. اجرت تكسي ورحت للصالون ..
قبل لا يجي ابو زوريه للبيت .. كنت مقرره اروح للصالون بعد الظهر .. حتى من تتصل نضال بمظفر استمع الى ردة فعله ..
من جا ابو زوريه .. ردت انهزم من كل الدنيا .. فما كان كدامي مهرب غير اروح للصالون ..
حجيت لنضال عل كل اللي صار .. وطلبت منها تتصل بمظفر العصر على تلفون المكتب وتخبره بالسالفة وتشدد عليه حتى لا يكول لي نضال خبرتني .. حتى لا يشك بيَّ محرضتها على الاتصال .. وتفشل السالفة ..
بقيت مترددة بين ارجع للبيت وبين ابقى بالصالون الى ان تتصل نضال بمظفر ..
اخيرا قررت ارجع للبيت .. خفت لا يحضر بعد الاتصال ويشوفني موجوده بالصالون ويعتقد بان السالفة مفبركة ومدبرة ..
تركت الصالون ورجعت للثورة ..
العصر .. بعد ان حكم وقت بداية عمل مظفر بالمكتب .. بقيت رايحه جايه بالبيت .. اريد اشتغل اي شي .. وايدي ما تنطيني .. فكري مشتت .. مرات اروح للدكان .. ومرات ادخل امسح مواعين المطبخ .. ومرات اصعد فوك الصطح بدون سبب .. ومرات اكلب بالملابس .. ادور على ملابس وسخه حتى انظفها .. ومرات امسح التلفزيون وميزه .. بس ولا وحده من هاي الشغلات اتممت عملها ..
كريم بوقتها كان اول ما متخرج من الكلية .. وتكفل بكعدة الدكان بعد ما يصحى من نومته الضحى .. بين ما يسوقونه للخدمة العسكرية .. شافني محتاره ورايحه جايه .. فراد يخفف عني .. بعد ان عرف بسالفة الخطوبة فبدا يشاقيني ويحجي لي على السوالف اللي سامعها عن ابو زوريه ..
بمكان ما اضحك انفجرت بوجهه بحالة من العصبية .. بعد ان فرغت سمي وسكته .. تندمت .. تركته وطبيت لغرفتي وحاولت الهي نفسي واستمع لاغاني ام كلثوم .. خليت الكاسيت بمكانه وقبل لا اشغل المسجل طلعت الكاسيت وكسرته .. حتى المسجل ردت اضربه بالكاع واكسره ..
شمرت نفسي على الفراش .. وانفجرت .. شكو قهر طلعته .. بقيت ابجي .. وابجي .. وابجي ..
دِخْلَت عليَّ امي فضيلة وتبعها كريم .. ترجيتهم يطلعون من الغرفة ويعوفوني بحالي .. وامتثلوا لطلبي .
تمنيت بذيج اللحظة يدخل علي مظفر يشوف حالي .. تمنيته ياخذني بحضنه ويخلي راسي على جتفه ويمسح دموعي بجف ايده او باطراف اصابعه .. ويخفف عني حزني .
من كثر البجي والتفكير تعبت .. وعلى غير عادتي نمت ..
ما اعرف شخربطت من احلام .. كل اللي اتذكره من الحلم .. كنت واكفه اباب بيتنا القديم .. شفت عباس راكب بالسيارة الفولكا .. شفته مر من كدام بيتنا .. وسوى نفسه ما يشوفني .. كنت شايله فطومه بايدي .. عفتها بالكاع وركضت ورا السيارة .. اشرت له باذيال العباية .. زاد من سرعة السيارة .. تعبت من الركض ومن الصياح .. قبل لا تختفي السيارة وتستدير من راس الشارع .. جمعت كل قواي وصحت صيحة قوية .. بصيحتي فزيت من النوم .. على صوت صياح كريم عليَّ ..
كمت على حيلي .. رغم كل الوجع البيَّ ..
بين المصدكه والمكذيه ... سمعت كريم يصيح من ورا الباب :- لج غازية .. هذا استاذ مظفر جاي علينا ..
صدك جذب ...؟!!
ما عاد اعرف شسوي .. نفضت دشداشتي .. وعدلت ذيالها على السريع .. بعده كلبي يخفك .. من كثر ما ركضت وصيحت بالحلم ..
نسيت اشوف نفسي بالمرايا .. سمعت صوته يحجي وي كريم ووي ابوي ..
لج غازية . . هذا طاب للبيت .. شلون راح تطلعين من الغرفة .. شوشتج منفوشه .. ولا عندج لا ربطه ولا عباية .. الغرفة مظلمة والمرايا والمشط عند المغسلة .. وهدومج مبهذلة ..
بقيت ادبج بمكاني .. لا اكدر اصيح على كريم وكله ناوشني العباية والمراي .. ولا اريد اطلع ويشوفني بهاي الحالة ..
مشطت شعر باطراف اصابعي .. وفركت عيوني وخدودي بحرنات ايديه .. وطلعت له مثل المجنونه ..
من لزمت يدة الباب .. وقبل لا افتحه .. صحت :- اهلا وسهلا .. اهلا .. يا هله باستاذ مظفر .. زارتنه البركه ..
بين ما كملت ترحابي بي صرت بوسط الهول .. كام من القنفه ومد ايده حتى يصافحني ..
نسيت زعلي وغضبي .. نسيت حتى اسباب جيته .. نسيت ابو زوريه .. ونسيت نضال .. تصورت نفسي بعدني دعيش الحلم اللي شفت بي عباس .. بعد ان انقلبت الصورة ..
من لامست ايدي ايده رجعت لي عافيتي .. غصيت .. بلعت رياكي وما عاد تطلع من حلكي الكلمات .. احترت بين اعتذر منه حتى اخفي عواطفي واظهر امام اهلي وكاني اتعامل ويا بشكل رسمي .. وبين رغبتي بان احتضنه وبوسه واشمه واشبع شوكي ولهفتي عليه ..
بقت ايدي بين ايديه للحظات .. كنت اتمنى يبقن ملامسات بعضهن طول العمر ..
شعرت بحرج .. سحبت ايدي .. واستأذنت منه .. بين ما اغسل وجهي ..
المصيبة حتى المغاسل كباله ..
غسلت بحذر .. ما كنت اريد اطفر مي .. ولا اطلع صوت .. حتى صوت الحنفية ما ردته يسمعه .. ما اريده يسمع شي من كل اللي يدور حوله .. ولا آني اريد اسمع اصوات غير صوته .. كل اللي اريد اسمعه صوت مظفر .. حتى ترحاب ابوي وكريم المتكرر وشكره على وكفته وياي ووي غازي بالمحكمة .. ما ردت اسمعه ..
بعد ان غسلت وجهي .. احترت بين ان اقوم على ضيافته لو اكعد كباله واسمع انفاسه واراقب حركاته ..
كعدت على جودلية كانت مفروشة كبال القنفة القديمة اللي كان كاعد عليها ..
مظفر يعرف كلشي عن بيتنا .. حاجيتله عن الدكان وعن غرف البيت وعن كل وضعنا .. اكثر من مرة وصلني للمدينة .. واشرت له على واجهة بيتنا ..
بيتنا مثل ما كلت لكم واجهته على الشارع العام ..
بلحظتها حسيت بحرج .. ليكون بيتنا اقل من المقام .. خصوصا بعد ان قارنت بين بيتنا وبين بيته اللي بالمزرعة وبيته اللي بمنطقة القاهرة اللي مرة شوفنيا عن بعد ..
كرر ابوي ترحابه بمظفر وطلب منه يوصل شكرنا وسلامنا لزوجته .. تهرب مظفر من كثر الترحاب ورد الجواب .. وبدا يمهد لحجي بعيد عن مرته وعائلته .. راد يغير الموضوع ويفتح موضوع اخر ..
كنت خايفه ليجيب طاري الصالون .. اللي مخبيه عن اهلي سالفته .
لف ودار بالحجي .. ابتداءا من الشغل بالمحكمة .. الى ان انتهى بموضوع الزيجات المتعددة .. افتهمت من خلال التلميحات .. طرت من الفرح داخل نفسي بعد ان فهمت اللي يريد يوصل له ..
تركتهم بحجة دا احضر الجاي ..
او اجيب من المحل بطل ببسي ..
كان بامكاني ان اصيح على كريم اللي تركنا وراح للمحل بعد ان استنفذ كل كلمات الترحاب .. حتى يجيب بطل ببسي للمظفر .. بس ردت اشغل نفسي باي شي بين ما يصل مظفر لغايته ويطلعها للجوهرة .. اذا كان فعلا جاي من اجل هذا الامر ..!!
خليت القوري على النار ونسيت اشعل الطباخ .. بقيت صافنه .. ركزت سمعي على حجي مظفر ..
اخيرا سمعته كال لابوي :- حجي .. انه ما اعرف الف وادور ( هاي طبعا بعد ان لف ودار وما خله مثل ما ذكره ) انه جاي ادور القرب منكم .. وتشرف بطلب ايد غازية بنتكم ..
وللحكاية بقية...