٣ - إِجـازَة (الجزءُ الأول)

633 45 115
                                    


بالطـائرةِ الخـاصة ،
التابِعـة لأمـلاكِ عائِلة آوه

كان وريثهم الأكبـر
يعتق خصـره
من إحكام حزام الأمـان ،
بعدما أعلنت المضيفة هبوطهم بسلام
بأحضـان جزيـرة چيـچو.

إلتفت يمنةً يطمأن
على فلذةِ كبده
الذي لم يتجاوز الخامسة بعد.

و لأن صغيرهُ كان سعيدًا بتلك
الرحلة للدرجة التي جعلته
يستفيق طوال الليل بالمنزل ؛

فقد أختطفه النوم لأرض الأحلام
فورما خطت قدميه سُلم الطائرة.

تبسم لبراءة مظهره ،
و بحرصٍ شديدٍ فكَّ حزام الأمـان.

بهدوءٍ نهض ،
يستخرج معطف أبنه الأصفر
من الحقيبةِ بجانبه.

و بذاتِ الحرص
ألبسَه أياه قبل أنه يحمله
و يرخي رأسهُ الصغير على عُرضِ أكتافِه ،
يستشعر التحرك الطفيف لكفين صغيريتين
تتمسكَان بملابسه.

رفعَ قبعة المعطف يُغطي بِه
الرأسَ الأشقر الصغير بعدما
طبعَ قبلةً على جبينه ،

ثم ألتفتَ
لذاته
يُكلل عينيهِ بنظارةٍ سوداء
تخفي حُنو حدتهما
كي لا يفقد صُورته القيادية الصارمة.

حمل حقيبةَ ظهرهِ السوداء
على كتفه الأخر ،

ثم عاد يُعانق ذراعيهِ حولَ جسد أبنه ،
أحدهُما لجلوسه و الأخري تدعمُ ظهره
و رأسه.

تمنى أنَّ خبرَ إجازته لم يتسرَب
كالمرةِ السابقة ،
و أن أحدًا لم يرسل عيونًا حولهُ ؛
ليُمضي وقتهُ الخاص مع طفله بهدوءٍ.

-

ساحِبًا حقيبة السفرِ خلفهُ
بصعوبةٍ بسببِ إنشغال ذراعه
بحملِ أبنه النائم ،
على طولِ الممرِ الحصويّ المُمهد
الذي يقود لباب منزله
المُطل على شاطئ الجزيرة.

تركها عَقبهُ ليخرج من جيبه
مفتاحَ المنزل.

أدارهُ مرتين بقالبه ،
يستمع لطقطقتهِ
يتلوها إنفتاح الباب.

أعادَ ذراعه يثبت وضعيه أبنه ،
ثم سحب الحقيبة مرةً أخري
يُدخلها قبل أن يغلق الباب.

"بَـابـا"
كان همسًا ناعسًا
من عذوبةِ صوت النائم على كتفِه.

"أستيقظت لـو ؟"
تفـوه بحبٍ
مموضعًا ذراعه الأخر
خلفَ ظهره
الذي عادَ للوراء
إِثر نهوضهُ عن كتفه.

أومأ بالإيجاب ناظرًا حوله
بنعوسٍ لم يُبارح جفنيه.

و طارَ نعوسهُ بعيدًا
عندما أبصرَ ما حوله
و أستوعبَ أنهما قد وصلا بسلامٍ.

غُبـارُ الجِنيَّـاتِ | هُـونهَـان K_BROmanceWhere stories live. Discover now