ألفا، بيتا، غاما

367 33 3
                                    

بينما كان منير يساعد المصابين هنا وهناك، إذ لمح شيئا ليس بغريب عنه

لقد كان الجناحان الذهبيان

لمحهما يحلقان فوق القرية بطريقة دائرية

فعل منير سحر الضوء واتجه نحوهما، لكن الجناحان هربا بدورهما

طاردهما منير طويلا حتى دخلا في فج بين جبلين واختفيا

توقف منير وتفحص المكان الغريب الذي هو فيه الآن

لقد كانا الجبلان مليئان بالتصدعات، وبينهما شرخ يكفي لمرور شخص واحد على جنب، وكانا سوداوان يتخللهما بعض البني والرمادي، وكلهما يتكونان من حجارة مختلفة الأحجام

كانا الجبلان بقرب منطقة النهر المقدس، لذا يعدان آمنان نسبيا من جنيات الأحلام

لمس منير حجارة الجبلان بيديه فشعر بطاقة تسري في الحجارة، وكأن تلك الطاقة مسجونة هنا، كان هذا عجيبا

رغم تعجب منير من المكان، إلا أنه قرر أخذ المخاطرة، ودخل الشرخ بين الجبلين

لقد كان الشرخ حادا، ويحوي بعض الحجارة المدببة التي تركت جروحا مختلفة على جسد منير سرعان ما شفيت بحكم بنيته الخالدة

لكن الأغرب من هذا، أن مع كل جرح يشعر منير بثقل رهيب في جسده

بينما هو يمشي بمحاذاة الجدار، إذ ضغطت رجله اليمنى خطأ على صخرة بارزة، فانفتح أمامه سرداب سري

أصبح أمام منير خياران، إما أن يكمل طريقة على امتداد الشرخ، أو يغامر بالدخول إلى السرداب

امتعض منير داخليا، فلو أنه ما زال بإمكانه استخدام سحر الماء، لصنع نسختين وأرسلهما عوض عنه، لكن للأسف ختم الشيخ الشبحي سحر الماء، وترك له سحر الضوء

قرر منير أن يكمل ولا يدخل وأن يستغني عن السرداب مؤقتا حتى يعود إليه إذا حالفه الحظ

أراد بشدة معرفة نهاية هذه الطريق الضيقة

مشى بحذر وبخطوات ثابتة حتى تراءى له نورا

وعندما اقتحم نهاية الممر الضيق، وجد نفسه في غابة يقسمها نهر إلى نصفين، وكوخ منصوب على الناحية الأخرى من النهر

كان النهر امتدادا للنهر المقدس، فيبدو أن هذا المكان السري آمن هو الآخر من جنيات الأحلام

ما أثار حيرة منير، أنه يوجد كوخ قد بني هناك، هل هذا يعني أن أحدهم يعيش هنا؟

فجأة عندما خطى خطوته الأولى داخل النهر حتى يعبره، كون أنه لا يوجد جسر للعبور، شعر أنه ثقيل جدا، يكاد لا يستطيع الحراك، فخرج مسرعا من الماء

بقي منير يتبع طول النهر عله يجد طريقا يخوله المرور للضفة الأخرى

وبينما هو كذلك إذ لمح ظلا بين الأشجار

بحر الدماء Sea of BloodWhere stories live. Discover now