الحلقة العشرين

15.4K 456 10
                                    

الحلقة العشرين 😉

مرت الأيام ..

واطمأن العجوز لها عن كل ذي يوما يمر .. تكاثر الحديث بينهما ، وعلمت منه عن "علي" الكثير والكثير حتي أنها علمت بمدي تعلقه بوالده وذكراه .. متجنباً بكل الطرق ذكري أي شيء يختص بوالدته مما زادها هذا فضولا ..

مرت في ظل سعادتها لتحضير الطعام كل يوم مع غضبها الداخلي لافعاله التي تبغضها بل ولا تقبل بها من الاساس .. ولكن حتما سيأتي لها يوماً وستنفجر بكل طاقتها المكبوتة في وجهه .. فهي لن تنتظر كثيرًا علي وضعهُ هذا .. فليعنها الله حين ذاك !!

مرت وهي تجاهد بكل قوتها لراحة العجوز مع استمرار كثرة اغماءته .. الذي ينفي نفيا قاطعا بخطورتها وزيارة الطبيب لأجلها .. لذلك فعلت كل ما يفعله من اعمال إلا دخول غرفة " علي " وتحضير ملابسه تلك التي رفضتها رفضا لا نقاش فيه !!

ذات مساء أخبره " علي " علي الهاتف بأنه لن يحضر الطعام في البيت لحضوره عشاء عمل مع أحد مندوبي الشركات العالمية الكبرى .. مما جعل العجوز وهنا ينعمان في جلسة خاصة في بهو القصر .. مع أعداده لكوبين من العصير الطازج .. والذي أعطاها كوباً منه قائلا بهدوء :
- هذا من أجلك ..

شكرته ثم هتفت علي استحياء :
- شكرًا لك .. لماذا اجهدت حالك .. ثم أنني لن أستطيع الشراب ..

فهم العجوز سبب رفضها واصرارها الدائم لتناول الطعام لحالها ، فخرج صوته قائلاً لها بحذر شديد :
- لما تستمرين في لبس ذلك الشيء حتي داخل البيت .. ألم تعانين منه ؟!!

أجابته بابتسامة هادئة :
- نعم هو مشاقه ولكن لها أجرها عند الله .. ثم أنك غريبٌ عني ولا يجوز لي التخلي عنه أمام الغرباء ..

تحدت باندهاش :
- غريب !!

ضحكت قائلة بتفسير :
- غريب ليس بمعني أن تكون بعيدٍ بل ليس من ضمن الذين حللهم الاسلام للفتاة لرؤية وجهها كالزوج والأب والعم والخال والأخ .. فأنا أقصد ذلك .. ولم أقصدك أنت لذاتك فأنت بطيبة قلبك تذكرني بجدي كثيرًا رغم أنك علي ديانه أخرى ..

- أشكرك كثيرا بنيتي .. بل أنا من سعد قلبهُ بأنكِ أنتِ دون غيرك زوجة ل " علي "

اجتاحها الخجل فاخفضت رأسها قائلة بمرح لكي تنفض عنها تلك الحالة :
- ولا تأخذ عني وعن من مثلي بأننا معقدون أو متزمتون .. أو ينتج عنا الارهاب !!

انهت جملتها ثم انتفضت من جلستها ترفف بذراعيها المفرودتين علي أخر حدودهما في الهواء .. مع حركة جسدها الدائرية .. مغمضة العين باسترخاء مع رفرفة أسدالها الفضفاض خلفها تستأنف حديثها المرح بابتسامه صافية هادئة :
- أنظر جيداً نحن نضحك .. نمرح .. نمازح .. نطير في الهواء مثل الطيور .. نفعل كل شئ إلا محرمات ربي ..

توقفت من حركتها ضاحكة .. تلتقط أنفاسها بتقطع لتكمل حديثها للعجوز الذي شاهدته واقفاً من جلسته قاطعاً ابتسامته باضطراب جلي فسألته بحيرة :
- ما بك ؟!

أحفاد الثعلب Where stories live. Discover now