الفصل الثاني عشر.

7.7K 206 3
                                    


...........


"احتياج...
....
قاربت الشمس على الغروب الآن...
فتح الباب الحديدي الخارجي للفيلا...مجرد عبوري اسوار شعرت بشعور مروع جعلني اتجمد في مكاني "احسست بأني سأموت هنا"..تمتمت في نفسها بدعاء الله ان يعينها علي ماهيا مقدمه عليه قائله.."ياعزيز أعزني وياكافي أكفني وياقوي قوني ويالطيف ألطف بي في أموري كلها وألطف بي فيما نزل"
تنهد بفرح وسرور...وصلنا اصبري حنزل اساعدك عشان تعرفي الطريق

لم تعترض آيلا مطلقا حين طلب منها انه سيعرفها على ارجاء الفيلا..كانت تحتاج إليه شعرت بالضعف لوجوده كهذا..حاولت أن تتوقف عن التفكير لتتغاضى عن هذا الصراع بداخلها، فهمي متيقنه بانه سيحميها، لا تعرف لماذا هذه الثقه ؟ولا تعرف اهو جدير بهذه الثقه ام لا؟
استغرقت وقت وهيا تفكر إلى أن سمعت نداءه يقول...يلا انزلي بالراحه حتلاقي اول ما تمشي خطوتين لقدام عدي كدا واحد اتنين حتلاقي سلمتين...فتحت عصاها وتقدمت تماما كما قال لها..ماهيا اقتربت شعرت بنبضات قلبها تتزايد أكثر فأكثر، شعور غريب سيطر عليها في هذه اللحظه شعرت انها اقتربت جدا من موتها...ظل ينظر إلى ملامحها البارده الخائفه اخذ يتسأل...ايعقل لماذا هذا الخوف؟ تسمر في مكانه لا يعرف كيف يخرجها من خوفها...قائلا...امشي يا آيلا عشان توصلي للباب الاساسي للفيلا وهنا حتعدي عشر خطوات بالضبط يلا ابتدي...لحظه تلاشت كل مشاعر الخوف والحزن وابدلت بالحب وسألت نفسها...الهذ الحد يحبني؟ لقد حسب عدد الخطوات من أجلي شعرت أن حبه يسري في اوصالها..رائحته وجوده انفاسه الساخنه تشتاق لها دائما...فتح الباب وتقدمت إلى الداخل بشئ من الخوف سمعت صوت أقدام تتقدم نحوهما...حبيبي يا كيمو اخيرا رجعت البيت من وقت وفاه ابوك مش شفت وشك...هتف بابتسامه قائلا"معليش يا ست الكل كنت عاوز اختلي بنفسي شويه . اشارت أنفاسها أكثر ورفعت رأسها ببطء شديد متسائله نفسها...ماهذا لم يخبرها انه كان يراعاني طول هذه الفتره؟لماذا كذب إذا؟.
في نفس اللحظه سمعت صوتها تهتف قائله..ماشي ياروح امك الحي ابقى من الميت بس..وهيا تقترب مني شعرت بنفسها الكريه.. ماعرفتنيش على القمر يلي معاك...تنهد بحراره دي يا ماما آيلا بنت عمي عاطف الله يرحمه...ضيقت عيناها وهي تنظر لها ابتسمت بسخريه...أيلا حببتي حمد الله على السلامه كنتي فين طول السنوات يلي فاتت سالت عمك الله يرحمه عنك كتير وطلبت منو يدور عليكي بس مش لقاكي...نظرت إلى ابنها وهيا مبتسمه ابتسامه شيطانيه...انت لقيتها فين يا كريم.....شعرت أيلا بإغماء في عقلها تفكر قائله..انها لطيفه ورحبت بي اذن لماذا عمي كان خائف منها؟ تنهد قائلا...والله يا ماما تفتكري لما قال الطبيب انو بابا عندو بنت... مازالت تنظر اليه قائله اه فاكره وبعدين... ازردر ريقه مكملا... طلع يقصد بنت عمي بابا ما خلفش يا ماما غيري..تنهدت براحه سرت في كيانها تحدث نفسها..الحمدالله مخلفش من العقربه مراته وربنا استجاب لدعائي واخدهم في يوم واحد...كان يتأمل والداته ويراها تبستم.....ايه يا ماما وصلتي لفين...ضحكت وهيا تمرر يدها على خده قائله...لا يا حبيب امك..عاوزة أفهم حاجه من أيلا بنت عمك يعني من لحمك ودمك....هيا مازالت مصدومه اه يا هكذا حقا؟ أم مجرد تمثيليه تتقنها علينا؟.... عاووة تفهمي ايه يا ماما....اقتربت منها تقول"ممكن افهم عمك ليه مش قلي انك مع مراته ناهد يلي رجعها من وراي طول السنين يلي فاتت ...يعني ايه ياماما....اسكت انت عاوزة افهم عملو كدا ليه ..ها يا حببتي عندك رد على سؤالي ..تلبكت وترددت تحاول ان تبقى قويه ارادات ان تجيبها...لكنه شعر بضعفها ووعدها ان يحميها تدخل سريعا قائلا.. ماما آيلا مش ليها ذنب كانت طفله وبابا الله يرحمه هو الوحيد يلي عندو اجابه لسؤالك دولوقتي اجابته اندفنت معاه مافيش داعي نفتح القديم خلينا في الحاضر....هزت رأسها ومالت على آيلا....ماشي عشان خاطرك حعديها وايلا حتعيش معنا من النهارده ...تراقص قلبه فرحا وهي تراقص قلبها خوفا قائلا...بجد يا ماما مش عندك مانع أيلا تعيش معانا...قالت هند وهيا تحاول اخفاء قهرها وحقدها من هذه المسكينه...لا يا حبيبي دا بيت عمها وانت سندها والوصي عليها مش ليها حد تاني...وهي تنظر بعيونها تبستم وشراره تقدح من عينيها ...مش كدا يا بنتي...
تنهدت بخوف قائله...مش عرفه يا طنط خايفه اتقل عليكو..ابتسمت وهيا تمرر يدها على وجنتيها "اوعي تقولي كدا دا بيتك ومطرحك "شعرت آيلا بحراره يدها وخشونتها ففعلت حركتها المعتاده بتحريك رأسها يمينا ويسارا لتبعد يدها عنها... طيب انا حسيبكم اروح اوضب اوضتك بنفسي ....رفعت راسها بأسى قائله" لا شكرا يا طنطن مش عاوزه اتعبك...تقدمت نحوهما وهمست بشر قائله تعبك راحه ياروح طنط وغادرت..
تقدم نحوها بهيئه رجل قوي وبعقل طفل يتراقص فرحا قائلا...ها أيلا قلتي ايه..اخفضت رأسها تقول..مش بقيت فاهمه حتى نفسي ولا عارفه عايزة ايه...كل يلي اعرفه اني بحاجه ليك وبدأت احس بحاجه غريبه ما حسيتها قبل كده...تنهد كريم في راحه قائلا"ريحي قلبك يا ايلا وبطلي تفكري كتير وماما عاملتك احسن ما تعاملني....اه ب... ...قاطعها بحده ...كفايه ما بسش قلت حتعيشي هنا وتحت نظري وانا يلي حراعاكي بعد وفاه ابويه... الله يرحمه...حاضر يلي انت عاوزه حيحصل...تقدم نحوها وهمس..بحبك وانتي مطيعه كدا...دق قلبها قال احبك اسمعت بشكل صحيح ام تهيأت قلبها ...اخذت تفرك يديها بخجل....طب خلاص ابعد كدا انا مش بحب الحركات دي وقولتك ميه مره مش تقرب كدا فجأه ولى انت مستغل اني عمي...قطع حديثها بغضب..اسكتي مش تجيبها على لسانك انتي فهمه وانا مش بستغلك ولا حاجه وحيجي يوم تقوليها ليا زي ماقولتها دلوقتي..ضحكت بخفيه قائله...لا دا انت يا اما واثق زياده من نفسك أو انك مغرور حبتين...اقترب مره اخرى وحرام انفاسه تجتاح وجهها أكثر...لا دي ولا دي كفايه ابص في عنيكي واشوف الحب يلي فيهم....ايلا بانفعال محرج...طب ممكن مش تبص اووي عشان بتكسف...ضحك بحب..."اموت انا بكسوفك دا ربي يعيني واستحمل ومش اتهور.. بتعرفي اني بعشق شفايفك لما تتنهد بغنوة
وسحر صوتك جوه دندنة الحروف
يحمر خدك لما اقولك كلمه حلوه
وعنيكي دايبه من الخجل ومن الكسوف
....شهقت متذمره..استغفر الله العظيم كفايه بقا مش قلت وراك مشوار روح بقا ...اه ورايه مشوار يعني اروح وانا مطمن...زفرت بحده...اه روح ايه حيحصل اكتر من يلي مر عليا روح اتوكل على الله....تنهد بأسى...حاضر لا اله إلا الله...شعرت بحزن صوته من جفاؤها ولكن هذا الافضل لهما كي لا يغضبو" جل جلاله" قائله....محمد رسول الله .

يخرج "كريم" الى مركز الملاكمه...تأتي والداته في هذه اللحظه كامله كأس من العصير تطرق باب غرفتها...
آيلا بملامح ذابله كئيبه... اتفضل...حببتي ايلا عامله ايه دلوقتي...اجابتها وهيا تفرك بيديها الصغرتين فكريم ليس هنا فشعرت ببعض الخوف من اقتحامها غرفتها....الحمدالله يا طنط تسلمي ....اقتربت منها قائله بحقد وغل واستهزاء بإعاقتها...ايه رايك بالاوضه عجبتك.....حدثت نفسها تقول..ملكيش امان
كدبتك دلوقتي باينه
واحده خاينه
وبايعه روحها للشيطان
_شعرت أيلا باستهزاءها ها قد بدأت تظهر وجهها الاخر فأنتي تعلمين اني عمياء ومع ذلك لن أدعكي تؤلمني .... زفرت بحده ...اه يا طنط حلوة تسلم ايدك..
ضحكت عليها...كويس يدوب لحقت اخلصهالك..المهم انها عجبتك...أيلا بضيق "شكرا يا طنط..ممكن ارتاح من بعد اذنك..."هند" بضحكه ساخره...حاضر ياروح طنط ارتاحي ورانا ايام كتير نتعرف فيها على بعض ....حاضر يا طنط..وأخفضت رأسها حتى لا ترى دموعها المتحجره في عينيها وتشعر بضعفها....خرجت وتنهدت ودموعها تتدفق بحراره..انت فين يا كريم مقدرش اعيش هنا من غير وجودك معاك بحس بالأمان .
بتبكى ليه .. قوليلى من امتى الدموع بتغير واقع ..
أستنى عليه .. حيرجع وترمي حملك عليه استني عليه ....يتبع
فوتي لايك +كومنت
.

عمياء ولكن.... تسنيم عبد اللهOù les histoires vivent. Découvrez maintenant