Part 2

76 3 0
                                    


اختبأنا بسرعة خلف الشجيرات قبل أن يلحظوا وجودنا ، لم يكونوا بشراً كانوا أشبه بأقزام ، لكن آذان أكبر و أنوف ضخمة و أسنان عملاقة ، نعم كل شيء كبير إلا طولهم ...
بقينا نراقب الوضع بصمت ، لكن مصطفى بدأ يتحرك بازعاج ، التففنا لنسكته لكنه كان مقيداً بالنباتات ، ألهذا علاقة بما رأيته سابقاً ؟ التفت سيقان النبات عليه أكثر و زاد عددها ، و ظهرت بعض الزهور ، في النهاية انزعج و وقف بسرعة محاولاً نزعها ، حركته هذه كشفتنا للعدو ...
أخذ محمد بالثأر عن طريق ضربه ...
اجتمعت القبيلة الغريبة حولنا ، عندما رأوا مصطفى بدأوا باصدار أصوات مزعجة ، كانت وجوههم مبتسمة أيعني هذا أن الأمر جيد ؟
بالطبع كلا ! قاموا بربطي أنا و محمد و فائز على عامود كبير من معدن ، و وضعونا فوق القش كأننا سنكون وجبتهم التالية ، ليس كأننا ، نحن بالفعل كذلك ، وضعوا العامود على مسندين ، الآن نحن نرى العالم بطريقة أفقية ...
أما مصطفى فقد حملوه للعرش ، و وضعوا له تاج من النباتات ، و أجلسوه أمامهم و بدأوا بالسجود له ...
أجل صرخ مصطفى طالباً مني المساعدة ، تحرك كالنملة في مقلاة و هو يبعدهم عنه :" حمييييير روحو روحو !!! سامر والله لأقول لأمي تعااااال ، وك سوي شغلة " ..
هل يمزح معي ؟! نحن مربطون و هو ملك على عرش ! و يطلب المساعدة ، بدأت تحضيرات الغداء ، جاء قزم منهم و بدأ بضرب حجري صوان ببعضهما ، سيشتعل القش فينا عما قريب ، و سنصبح من التاريخ ، نهاية غير جميلة بالمرة ...
أخذ الأمر فترة طويلة و حمداًلله لم يستطع اشعال النار ، أحس بقليل من الأمل ...
حسناً كان أملاً بسيطاً إلى حين أن أوقع محمد " قداحته " من جيبه ، صرخ فائز بغضب :" يا غبييي ليش تجيبها !! و ليش وقعتها مهو هاظ الناقصنا !!! " ، رد عليه محمد :" بالله !! بدك اياني اولع اول واحد ؟!! الكداحات اول اشي بشتعل و فيها كاز يعني رح تفقع فيّا ! " ، زاد رد محمد من غضب فائز و بدأ بالتحرك محاولاً تحرير نفسه ، و استطاع تحرير قدمه ، و قام بالركل العشوائي ، ليبدأ العمود بالدوران ، فكلما تحرك الأحمقان أصبح دورانه أسهل ..
بعد معاناة القزم بفهم ما الشيء الذي بيده استطاع اشعال النار ، و هذا ما جعل فائز و محمد يجننان بحركتهما و دار العمود بسلاسة ، إن استمر الأمر هكذا فسنطهوا أنفسنا بأنفسنا ! ما زلت على أعصابي ..
وصلت شعلة لبنطال محمد ، أطلق أعلى صرخة سمعتها في حياتي ، و حياة الطيور أيضاً ، و زاد من حدة تحركه إلى أن أسقط العامود و تدحرجنا على الأرض بعيداً عن النار ، و صرخ موجهاً الكلام لمصطفى :" وك يا سعدااااان !!! تع فك الحبل !!! والله لأفرمك كفتة إذا بصير فيّا اشي !!! ولاااا " ..
ارتبك مصطفى و قام بفك القيود بسرعة ، لم يتحرك أي قزم ، أول مرة يقوم فيها مصطفى بانقاذنا ، و أول مرة أشكر الله على وجوده في حياتي !!
بعد أن فكت قيودنا ، وقفت خلف مصطفى ، لاستخدامه كدرع بشري بالطبع ، كان الأقزام ينظرون لبعضهم البض و في النهاية سجدوا لنا كلنا ، لقد صدمت !
تقدم محمد و هو يرفع بنطاله ، و وقف كرجل على وشك رقص رقصة هندية ، و قال :" إسطغفر الله العظيم " ، ضربه فائز على رأسه و قال :" اسمها أستغفر الله مش إسطغفر الله " ، قلده بطريقة غبية ، هم محمد بضربه ، لكنه توقف و قال للأقزام :" بما إني الهاكم طلعوني من هان بسرعة "
صرخنا الثلاثة :" حراااااام ولا !!! "
رد :" مهم بعرفوش دينا خلينا نستغل الشغلة "
قال فائز :" أنا هلقيت بورجيك كيف بدنا نستغل الشغلة ! "
لكمه على وجهه و أسقطه مغمىً عليه ، قمنا بجره لطريق الخروج ، تخلصنا من الأقزام أخيراً ..
و الآن الغابة ، أجل غابة و ليست حرشاً كما ظننا في البداية ، أعتقد أننا في مكان آخر تماماً عن قريتنا و عالمنا أيضاً ...

حاولنا ايقاظ محمد ، لكنه استمر بتكرار :" اخرى خمس دقايق " ، للحق أكيد قد تخطينا موعد النوم ! علينا اللجوء لمكان قبل أن يصادفنا شيء سيء آخر ...
حاولت التكلم ، لكن فائز قال قبلي :" لازم نلاقي مطرح ننام فيه " ، نظر مصطفى حوله باحثاً ، و أشار إلى شجرة ضخمة ، لم أفهم ما أراد ، لكننا تبعناه ، وقف أمام الشجرة و وضع يده عليها ، و الصدمة ، فتحت الشجرة ، أصبح كمغارة أو شيء يمكننا المكوث فيه ، كيف فعلها ؟ هل لاحظ هو أيضاً الأمر الغريب المتعلق بالنباتات ؟
عند استيقاظي وجدت محمد ينظر بسخط لفائز ، و كان يحمل صخرة كبيرة في يده و يرفعها عالياً ، صرخت :" يا غبي !!! شو قاعد بتسوي ؟!!! " ، قام فائز بسرعة حينما سمعني ، و أعطى محمد ضربة قوية ، تم توبيخه بقوة ، في تلك الأثناء أحضر مصطفى بعض الفواكه التي وجدها ؟
أعتقد أنه أكثر شخص قلق على الوضع الذي حصل لنا ، أكلنا و من ثم خرجنا ، عند خروجي لاحظت أن الطريق التي مشينا فيها مليئة بالزهور ، وقفت لبرهة أفكر بالأمر ، إلى أن سمعت صوت مصطفى يناديني ، فتبعتهم ...
أثناء مسيرنا استوقفتنا بعض الصخور المدورة التي كانت تدور حولنا ، ليست صخور بل بيوت سلاحف !

قلب أسودحيث تعيش القصص. اكتشف الآن