1

35 0 0
                                    

بنود رُفِعَتْ..

كلمات سُطِرت..

قلوب رُجَفَتْ..

جبال شهدت..

أن الحرب بدأت فصول وفصول ..

أيام وأيام... وحتى شهور....

ودمعات الشعب تسقي الأرض ، والدماء تعلو الأجساد، مهما حكى التاريخ ، فقد عانى هذا الشعب بصمت، اعتقدوا بأن ما سيأتي بعد الحرب شمس تجعل غدهم أفضل ، تمسكوا بالأمل وسط المأساة وبالحياة وسط الدماء ، كتب التاريخ وسيكتب أنّ شعبنا لن يستسلم .. وسط الظلام بحثوا عن النور.

كتبوا قصتهم بدماء الشهداء الثمينة التي علت المساجد والجبال والبيوت، نساء ثكلوا، رُضّع دُفنوا.. ثم يسأل أحد بأي ذنب قتلوا ؟ .

عاشوا تحت عِبارة : " ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة" .

عبارة أذهلت هذا الطفل الصغير الذي لم يرَ أباه منذ أشهر ولم يسمع عنهُ خبر!.

أو حتى صوت، طفل العاشِرة يحمل في قلبه همومًا أرهقت حمل الجبال الشامخات، شاءت الأقدار والأحوال أن يعيش وحيدًا مع أمه التي تذكُر الله في سِرّها و علانيتها، يستيقظ هذا الفتى كالعادة على صوت الرصاص، مندهشًا حائرًا على أمه المسكينة.. أسرع لرؤيتها وسط حشود المعارضين الذين ملئوا الساحة الخلفية لمدرسته القديمة، بل أقصد .. مدفنتُه القديمة!.

لطالما نقش على جدرانها اسم أبيه وأمه، مشى في صفوفها الدافئة وبين تلاميذها النُجباء، بين ليلة وضحاها رأى أحلامه تتلاشى كالفراشة لا تترك ورائها أثر، أو ربما تناثر قلبُه .. قلبُه الصغير، يصارع داخله مآسيّ والآم..دائم الاعتقاد أنه بمجرد حُلم، هرع إلى والدته المسكينة ليجدها في زاوية قسمه القديم، لم يستغرب وجودها هناك فقد اعتادوا على المبيت في العراء، وسط الزجاج المتناثر، ينظر هذا الحالم الصغير من حُجْرة أو من الفراغ الموجود في الصخرة، كان باليًا على وشك السقوط، لم ينسى أن يضع له خشبة يرتكز عليها لكي لا يقع .

اعتبره كالمرآة التيتعكس له واقع الشعب، اضطجعت أمه على ركبتيه من الجوع، وآسّاها الصغير بقوله"نحن سننتصر" وعيناه تتلألآن كالقمر من الدموع، بكى في صمت شديد كي لايُزعجها في نومها، نامت المسكينة من جوعها كعادتها هذه الأيام بسبب نقص المؤونة،نزع قميصه ليغطيها به، من الحزن والبكاء شعر وكأن هناك غصّة في عُنقه تخنقه ولاتدعُه يتنفسّ ...   

صمود الحق !Where stories live. Discover now