2

9 0 0
                                    


1.....

2.....

3......

ها هو يسرح في عالمه الخاص، أراد أن يصبح طبيبًا أو معلمًا لكن أباه طلب منه أن يصبح شرطيًا لكي يدافع عنهم ويحمي وطن أجداده..

جال عودته للحاضر ترك والداته وذهب مُسرعًا وأنفاسه تتقطع بين هرولة وأخرى..قائلاً : " سأعود لكِ أمي بالأكل" .

فقد تذكر ذلك المتجر الذي كان بجانب بيتهم الصغير، ذو النوافذ البيضاء أو المحطم، كان متجرًا تابعًا للحكومة الفرنسية ولا بدّ أنه ضل كما هو، فكر في الدخول خِلسة و أخذ ما يريد، بعد لحظات من التفكير والركض وجد أمامه حرس ومعهم أسلحة، انقطع حبل أفكاره قائلاً في نفسه :

" ماذا أفعل؟" ..

" هل من حل؟"..

" يالله كُن معي أرجوك"..

" إنها تنتظرني، لن أخيّب ظنها! ".

اختبأ الصغير خلف جدار منزله وهو يحن للرجوع إليه، وماهي إلا لحظات واجتمعت مجموعة من المجاهدين حول المحل يحاصرونه ويقتلون من فيه من المدمرين، رغم وجود عدد كبير من القتلى من الشعب إلا أنهم واصلوا دفاعهم وعزيمتهم بقلب معدنه الحديد، ما إن انتهوا عمت لحظة صمت قاتلة، قام الصغير مندهشًا من مكانه وكأنّه سافر بالزمن إلى مقبرة قديمة .. دماء تعم الشوارع.. غبُار حُمِلّ بالهواء.. فجأة بدون سابق إنذار سمع شخصًا يتقدم نحوه مسرعًا لم يعرف ماذا يفعل، أحكم قبضة يديه وأغمض عينيه ظنًا منه أنه سيخاف، وماهي إلا ثوانٍ وتأتي يد من بعيد تمسكه وتسحبه بعيدًا، لم يكن يصدق ما حدث، تضاربت أفكار كثيرة في عقله لتحل محلها ملامح الذهول، مرت ساعة على هذا الحدث ومازال هذا الشخص يمسك يده، لم يتحدث أو حتى ينظر إليه، ظل متوجهًا للأمام إلى أن وصلوا إلى بيت صغير تغطيه الأشجار، خُيِلَ للفتى من بعيد أنه نبات كثيف، حال وصولهم للباب فُتِح فدخلوا للبيت بصمت شديد، فجأة اشعلت الأنوار ..ظن الصغير أنّه عند الحكومة الفرنسية فقال لهم : " أنّه ليس مذنبًا وكل ما جرى كان مجرد صدفة ليست في الحسبان".

صمود الحق !Where stories live. Discover now