قبلما ابتلعك.

815 72 226
                                    

«لا أحد بالجوار بالبراعة الكافية لإغلاق عيناه.
الشمس تبدأ بالبزوغ عند لحاقنا بمنازلنا.
أيتها الأعين المُرهقة, أقطع لكِ وعدي بالتحرر ، سنفوز دوماً في هذه المعركة.
لا أُضطر أبداً بالتفكير بالموت.»*

تناثرت كلمات ذات الصوت العذب تلك في الأجواء، تغني أغنيتها الحميمية بصوتٍ عذب رقيق يتخللُه بعض الإرتجاف، تُشعرها بالدفء وسط هذا البرد القارس، البرد الذي ظل ينخر بعظامها حتى ظنت أن عروقها تكاد تتجمد.

تدور منذ ساعات بين جنبات أروقة هذه المشفى المُعتمة، مشفى لم تُقدِم عليها قدم بشري منذ حوالي مئة سنة، مهجورة تماماً كما لوسيندا التي تُرِكت لـتواجه مصيرها الحتمي الذي نشاهدهُ ذاك، نور القمر لا يُغنِي ولا ينفع من البصر.

يكاد العمى يُصيبها، وآلاف الأفكار السوداوية تتشابك بذهنها بسلاسة رهيبة، كيف انتهى الأمر بها هنا؟

تسائلت هل تخلى عنها آلان -شقيقها- بتلك البساطة؟ أم أنهُ يُفتش عنها كما تفعل الآن؟ على الأرجح قد ضلَّ الطريق تماماً مثلها.

ليست بالشجاعة الكافية لـتُجابِه ما قيل بشأن هذه المشفى، يُقال حسب القصة المَعنية -والتي كانت سبباً لمجيئها اليائس- تلك المشفى كانت مُكتظة بالمرضى والأطباء في ستينات القرن الماضي إلى أن انضم فرعُ الطب العقلي والنفسي، الأمور كانت على أتم ما يُرام، كلٌ في شأنهُ مُنشغل.

وقد استغل هذا الأمر الأطباء النفسيين لإجراء تجارب مُعينة، تلك التجارب التي كانوا يُجرونها على مرضاهم تقشعر لها الأبدان والأذهان، قتلوهم بدماءٍ باردة فقط لكونهم مرضى لا شفاء لهم حسب ظنونهم، اكتشفت الإدارة تلك الأعمال المُخزية، و كـطريقة غير استثنائية للتخلص من تلك الفضيحة الشنيعة ولكيلا لا تصل لها يد الصُحف المحلية، قررت الإدارة إجراء نفس التجارب التي أُجرِيت على المرضى على سبيل العقاب، لم يكن الأمر سوى زيادةً للأمر سوءًا!!

أن تخلق مريضاً من صُلب إنساناً سوياً يا لُه من أمر بشع!! ازداد المرضى وفي لحظة جنون.. هرب جميع المرضى آكلين رؤوس الأسوياء!! ومات المئات من نُزلاء هذه المشفى، يُقال أن نهاية الأمر كانت بحريق انتشلهم من الحياة تماماً ومن يظنونهُ ظل حيًا فقد فُقِد للأبد ولم يُعثر عليه.

تآكلت المشفى بالكامل، وأكثر مكان يبدو عليه آثار الحريق البشع كانت غرف هؤلاء المرضى وأروقتهم.

مع مُحاولة إعادة ترميم المشفى فقد بائت الفشل التام، احترقت المشفى بأكملها مجددًا من العِدم!!

وقررت فرق الخوارق الإسثنائية الظهور للساحة كما المُعتاد لدراسة الحادث بتلك المشفى، وكانت النتيجة عشرات المختصين بالخوارق لاقوا حتفهم، كيف؟ بالقتل بأفظع الطُرق والبصمات تُشير بقتل أنفسهم!!

عثرتُ عليكِ |  I FOUND YOU Onde histórias criam vida. Descubra agora