المقدمة ❤

489K 8.4K 305
                                    

اخذتها رحلت ذكرياتها لأول مرة قد رأته فيها عندما كانت تبلغ من العمر العاشرة قد حضرت بصحبة والدتها الي قصر السيوفي تنفيذآ لأوامر جدها الذي ارادها لأمر تطلب حضورها اليه شخصيا لتتم معاملتهم اسوء معاملة في ذلك اليوم الذي لاتنساه ابدا حتي الان فعمتها وزوجة ابيها رفضا رفضآ قاطعا جلوسهم فوق المقاعد الثمينة المنتشرة في انحاء القصر لتجلس هي وامها ارضا في انتظار استقبال الجد لهم لتطول ساعات انتظارهم حتي انتصف النهار شعرت خلالها فجربالجوع لتطلب امها من عمتها علي استحياء الطعام من اجلها ليقابل طلبها هذا بالتأفف والنفور المرتسم علي وجهها وهي تاخذهم الي المطبخ تضع لهم الفتات من الطعام ارضا بعد ان اسمعت والدتها الكثير من الكلمات  الجارحة ثم تغادر المكان وهي مازالت تهمهم وتتأفف بالكثير من كلماتها تلك وقتها رأت فجر لأول مرة والدتها تبكي بحرقة شديدة حتي دخلت زوجة عمها صفية مرحبة بها لتري حالتهم المزرية هذة وقد كانت بالخارج بصحبة عاصم واختها نادين
لتهب سريعا تنهر الجميع من اجلهم لتتعالي اصواتهم بحدة حتي تحدث عاصم صارخا في الجميع بينما وقفت ف تنظر اليه برهبة تري امتثال الجميع لأمره الحاد بالهدوء برغم صغر سنه فهو كان يبلغ من العمر وقتها 21 عامآ
ليتوجهه بالحديث الي عمتها قائلا بجمود ونبرة حادة:
= اللي حصل ده ميصحش يا عمتي الست عواطف تبقي من عيلة السيوفي يعني لما تتفضل تزورنا نستقبلها احسن استقبال هي وبنتها واظن جدي لو عرف باللي حصل مش هيعدي الامر ده كده
همهمت عمتها بكلمات مقتضبة تنظر الي زروجة ابيها ثريا تطلب العون لتسرع ثريا بالرد عليه:
= محدش قصد اي اهانة ياعاصم كل الحكاية ان القصر النهاردة كل اللي فيه مشغول بالتنضيف والتجهيز علشان حفلة عيد ميلاد نادين فمحصلش حاجة يعني لو عواطف اكلت في المطبخ
هبت صفية صارخة
= في المطبخ وعلي الارض يا ثريا!
ثم التفتت الي عمتها قائلة بحدة
= ليه كده يا شهيرة دي بنت اخوكي ومراته مش ناس من الشارع علشان تعملوا معاهم كده
صرخت شهيرة قائلة
= بقولك ايه يا صفية بلاش شغل الطيبة والحنية ده كلنا عارفين عواطف وبنتها ايه بالنسبة للعيلة فملهاش لازمة الدوشة دي كلها
هب عاصم قائلا بغضب
=عمتي ياريت تتكلمي باسلوب احسن من كده
تلعثمت شهيرة قائلة بارتباك
= انا مقصدش ياعاصم ياحبيبي بس مامتك هي ال......
قاطع عاصم حديثها قائلا بحدة
= خلاص يا عمتي ياريت نقفل الكلام في الموضوع
ثم التفت باتجاه عواطف الواقفة بأنكماش ورعب تتساقط دموعها بغزارة فوق وجنتيها ليحدثها برقة
=ازيك يا ست عواطف معلش الكلام اخدني ومرحبتش بيكي كويس
ثم اتجه ناحيتها مادا يده بالسلام قائلا بلهجة مرحبة
= نورتي بيتك اتفضلي معايا نقعد في الصالون لحد ماجدي يوصل
سارت عواطف بخطوات مرتعشة في اتجاهه تتشبث فجر بردائها من الخلف بقوة تعيق حركاتها ليلاحظها عاصم ليقترب منها ينزل علي عقبيه حتي يصل الي مستوي طولها يبتسم بحنان مادا يده اليها
=ازيك يا فجرانتي مش عرفاني
هزت فجر راسها بالنفي تنظر اليه بعينيها السماوية المغشية بالدموع ليحدثها برقة  وحنان
= انا عاصم ابن عمك عزيز
مكملا حديثه بمرح
= مش هتيجي تسلمي عليا
هزت فجر راسها بالنفي مرة اخري ليتصنع عاصم الحزن قائلا
=طيب ليه وانا حتي كان نفسي اشوفك واجيب ليكي هدية هدية جملية
انفرجت ملامحها بالفرحة تسأله بلهفة  = هتجبلي عروسة
ضحك عاصم بمرح
= هجيبلك عروسة جميلة زيك كده وشعرها اصفر وطويل زي شعرك بالظبط
اسرعت فجربالركض باتجاهه مادة يدها اليه تتشبث به ليمسكها بين يديه الكبيرة يبتسم لها بحنان قائلا
= يلا بينا نستني جدو سوا وهجيبلك العروسة حالا
افاقت فجر من رحلة ذكرياتها تجلس فوق فراشها داخل تلك الحجرة المتواضعة تنظر الي تلك العروسة القديمة بين يديها فهي مازالت تحتفظ بها حتي الان كذكري جميلة عن اول شخص قام بمعاملتها بحنان في تلك العائلة البائسة التي شاء قدرها ان تنتمي اليها ...

أسيرة ظنونهTahanan ng mga kuwento. Tumuklas ngayon