الفصل السادس

48 5 0
                                    

يجب أن أجهض الجنين بنفسي و أنقذه فإبقائي له ليتربى في بيئة كهذه سوف يقتله نفسيًا و اجتماعيًا. لا يوجد أسوء من أن يكبر طفل في بيت لا يوجد فيه حب بين الأم و الأب على الرغم أن يمكن أن حب كليهما له أكبر من كراهيتهم لبعضهم البعض. إما سيشعر الطفل بأنه قاسي القلب لا يعرف معنى الحب و لا كيفية إظهاره أو سيشعر أنه شخصية منبوذة وحيدة غير محبوبة أو الأفظع و هو إذا كانت فتاة ستكره الزواج و الارتباط و أي شيء متعلق بأي ذكر و ستكون مُعقدة و العكس أذا كان ولد.

دعنا من هذا الدرس الاجتماعي يجب أن اتصرف و بسرعة. استيقظ هيثم في اليوم التالي و كان يعاملني بلطف و حنان لم أعتده منه من قبل و تناول الفطور و كان يجبرني على أن اتناوله أيضًا من اجل الجنين فلكي اتخلص منه بسرعة أكلت حتى أرضيه.

ذهب للعمل كعادته فجريت ناحية غرفة النوم و أخذت أقفز من فوق السرير مرة تلو الأخرى حتى وجدت قطرات دماء تتساقط مني على أرض الغرفة فجريت ناحية الحمام على الرغم أنني كنت انتظر تلك النتيجة الا أنني فزعت. و حين كنت أجري للحمام تعثرت قدمي و سقطت صادمة رأسي بالأرض صدمة شديدة جعلتني أفقد وعيي.

لا أعرف ما حدث قبل أن أجد نفسي في المستشفى و لكن يمكن أن أخمن أنه عندما عاد هيثم من العمل و مرجحةً انه عاد باكرًا حتى يكون بجانبي في الشهور الأولى و لكن لسوء حظه وجدني في الحمام واقعة على الارض فاقدة وعيي و بعض نقاط الدماء ساقطة خلفي من جريي من الغرفة للحمام.

أيًا كان، استيقظت وجدت نفسي في المستشفى و وجدت بجانبي ممرضة و طبيب و هيثم يبدو أنه كان ينتظرني بالخارج. لا أعلم كيف أتتني تلك الفكرة و بسرعة قبل أن أقول أي شيء سألت الطبيب
" يا دكتور الجنين سقط ؟ "
نظر لي بأسى قائلاً
" للأسف ايوة. "
ثم استأذن حتى يرى باقي الحالات و لكن قبل أن يغلق الباب خلفه نظر ناحية الممرضة و قال
" يا مروى روحي قولي لجوزها انها فاقت و يقدر يشوفها دلوقتي."
ثم ذهب. و لكن قبل أن تذهب مروى ناديت عليها و قلت
" مروى بلاش أرجوكي انتي متعرفيش لو جوزي عرف ان الجنين سقط ممكن يعمل فيا ايه ! ده ممكن يقتلني. "
" ما هو كده كده هيعرف مش هتفضلي مخبية عليه طول عمرك. "
" لا ما انتي مش فاهمة. " ثم لخصت لها ما حدث لي كيف تزوجني رغمًا عني بتديير عمي. استشفيت من نظراتها أنها أشفقت عليّ و أحسست أنها يمكن أن تساعدني فكانت تبدو ودودة و تحب الحكايات المأساوية.

لا أعلم كيف خطرت لي الفكرة و لا كيف جاءتني تلك الجرأة لمحاولة تطبيقها. فبسرعة قلت
" مروى أرجوكي ساعديني بس أخرج من هنا. أنا مش هجيبلك أذية. عرفيني بس أخرج ازاي أو اروح فين و بس الهي هيثم برا لحد ما اطلع. "

فنظرت لي خائفة
" بس انا كده ممكن اروح في داهية و يقطعوا عيشي من هنا. "

الصعود للقاعحيث تعيش القصص. اكتشف الآن