الفصل العاشر و الأخير

32 3 1
                                    

أعقبت منة قائلة
" أنا مش فاهمة حاجة و خايفة. "

قمت بتهدئتها هي و أسامة ثم أخذتهم لنسير في الطريق لذي كنا فيه و قمت بشرح الوضع الذي نحن فيه.
" أسامة و منة انتم عارفين ايه سبب وجودكم هنا ؟ "

قاما الاثنان بتحريك رأسهما كأنهما يقولان لا.

" أسامة و منة انتم أسامي أعز صاحبين لدانا. انتم كناية عن أقرب اتنين ليها. أكتر اتنين بتاخد رأيهم في كل حاجة في حياتها. لكن انتم مش عارفين انتم ايه ؟ "

فنظر لي الاثنان متعجبين و لكنني أكملت قائلة
" اسامة و منة الحقيقيين رايحين عند أهلهم في البلد فعلاً زي ما انتم بتعملوا دلوقتي في دماغها. بس انتم مش مستوعبين. "

فقال أسامة
" طب لو احنا صحابها و السما دي منظر لاخر حاجة شافتها و حسستها بالراحة و الأمان. يبقى ايه الطريق ده ؟ و انتي تبقى مين ؟"

" الطريق ده اللي هي عملاه في مخها عشان هي فاكرة في نهايته هتلاقي الاجابة اللي بتدور عليها. أنا المفروض بمثل الحكمة و العقل يمكن عشان كده خليتني عجوزة. بس انا فعلاً مش فاكرة انا بقيت عجوزة ازاي. "

فقالت منة
" يعني الطريق ده ملوش آخر ؟"

" لا له. احنا خلاص اهو قربنا. فاضلنا حبة. "

مشينا حوالي ربع ساعة حتى وجدنا آخر الطريق. لم نرَ له بقية فمشينا حتى وصلنا للنهاية. وجدنا الشارع كأنه جبل و بالأسفل وجدنا الحياتين التي حكيتها لهما. كأننا نتفرج على فيديو و لكنه معروض في أسفل الجبل. تظل الحياتان في العرض مرارًا و تكرارًا. كان المنظر مخيف و نهاية الجبل غير مرئية و كأن أسفل تلك الحياتين المعروضتين أمامنا سحب يصعب الرؤية أسفلها.

" شايفين مجرد افتراضات في عالم افتراضي لا وجود له الا في راس دانا. "

فنظر لي أسامة و الخوف متملك منه هو و منة و قال
" طيب و العالم ده هينتهي امتى ؟ يعني احنا دلوقتي في دماغ دانا و هي بتفكر يا ترى هتاخد انهي قرار ؟ "

" نهاية العالم لما هي تفوق من صدمتها. لان فعلا باباها و اخوها اتقتلوا قدامها و مامتها ماتت من الصدمة. عقلها مقدرش يستحمل كل الاحداث دي اللي حصلت في فترة صغيرة من الزمن فانفصلت عن الواقع. هي دلوقتي واقفة و باين انها عادي ساكتة بس هي في عالم تاني."

فأعقبت منة
" طيب منقدرش احنا نساعدها انها تفوق."

فقلت " حتى لو حبينا كدا مش هنقدر دانا هي اللي في ايدها القرار و هي اللي تختار."

الصعود للقاعحيث تعيش القصص. اكتشف الآن