الدم والنار الثالثة عشرة للكاتبة حنان عبد العزيز

3.9K 106 1
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم
الحلقة الثالثة عشر
من الدم والنار
*************
قبل ما إبداء عاوزة اقولكم أن ده فى الاول والاخر روية للمتعة ، وان احنا اللى بنتحكم فى احدثة فاللى بيقول زعل واتنكد ، يعنى هو احنا اكيد بنتاثر بس مش لازم التأثير ده يتحكم فينا وفى مشاعرنا ،
اتمنى ليكم وقت سعيد ، وقراءة ممتعة .
**************
تمشى الباطل يوماً مع الحق فقال الباطل: أنا أعلى منك رأساً. قال الحق: أنا أثبت منك قدماً. قال الباطل: أن أقوى منك. قال الحق: أنا أبقى منك. قال الباطل: أنا معي الأقوياء والمترفون. قال الحق: وكذلك جعلنا في كل قرية أكابر مجرميها ليمكروا فيها وما يمكرون إلا بأنفسهم وما يشعرون. قال الباطل: أستطيع أن أقتلك الآن. قال الحق: ولكن أولادي سيقتلونك ولو بعد حين.
************************
فى شقة اسكندرية ، سويلم حزين على كل اللى بيحصل وبيستغفر ربه ، ابنه فى ديقة ، وها هى سماح تعبت جدا بعد النطق بالحكم ، والدكتور بيقول أن حالة الجنين مش مستقرة ،
وما أن سمع حربى كلمة جنين ، سهم حدق بعيون واصابته الصدمة ،وظهر على واجه الغل والحقد لم يقدر على إخفائه .

سويلم بيكم حربى ويمد يده له روح يا والدى هات العلاج ده بسرعة ،
حربى بوجه متهجم ، حاضر يابوى واخد منه الروشته ، وقبل أن يذهب ، الا جولى يابوى ، انت كنت عارفة بموضوع الحبل ده ،
سويلم: وتفرج اية معاك ده انى اعرف ولا معرفش ،
حربى : صيحيح عندك حج ، هتفرج اية ، ما عادى انك تخبى علي ماهى مش اول مرة ، زى ما دريت عليا موضوع الوصية بردك صوح ،
سويلم : روح هات العلاج ومتكترش فى الحديد عاد، لا وجته ومكانه ،
حربى عندك حج لا وجته ولا كلامه ، وخرج متجم الوجه ينتابه غضب شديد ونيران تسير بجسده ، كفيلة تحرق العالم بأكمله ، ويحدث نفسه ، حبلة كمان يعنى مهعرفشى اخلص منك يا بدر واصل ،
يقطع تفكيره ، رنين هاتفة يصدح برقم واليد ،
حربى : الو يا بغل انت عاوز اية دلو جيتى ،
واليد : بتهجم عاوز حقى يا بيه ، قولت تسمع الحكم اخد بقيت حقى ،
حربى : جاتك كسر حجك ماكفكشى اللى خدته عاد ولا اية
واليد : اوبا احنا فينا من حمرقة ، تبقى متعرفش انت يتتعامل مع مين ، وبمكلمة تليفون واحدة تنفتح القضية تانى .
حربى : انت بتهددنى يا بغل انت ، ده انا اخفيك من على وش الدنيا ولا يهمنى عاد ،
واليد وقد انتابة قلق فهو يعرف حربى وافتراه ،
لا العفو يا باشا بس انا حاسس ان الظابط اللى كان ماسك القضية ، شكله مش هيسبنى قولت اخد الاوبيج واقب بقى على برا عشان تبقى انت فى امان بس مش اكتر ،
حربى ، وقد تراجع عما كان ينوى فعله ، على العموم خلاص هجهز الفلوس وهتصل بيك وأبلغ على المعاد ، واغلق الهاتف دون أن ينتظر منه الرد .

مرت الايام والشهور :

وفى مكان آخر على مركب لصيد الاسماك .
حيث يعيش راجل عجوز مع زوجته ، فى ذالك المركب فهى بيتهم ومصدر رزقهم
عم سيد الصياد زوجته الست جمالات
يعنى اية يا سيد هتسيبو كدا ، الجدع بقى عامل كيف الشبح من قلة الأقل وكتر الكوبيس اللى بيقوم مفزوع منها كأنه لبسه جنى ، ولعياذ بالله ،
عم سيد بحيرة ، اعمل اية يا جمالات ، لا احنا عارفين عنه اى حاجة ، ومن يوم مالقته وهو بين الحياة والموت ، وهو بيصارع الموت ، وهو على ده الحال ، لا عاوزيأكل ولا يشرب ولا يقولنا اى حاجة ، كل اللى قالوا إنه مش فاكر اى حاجة ، حتى عن اللى ضربوه ،
جمالات بحنيه وعطف قلبى مش مطوعنى يا سيد صعبان عليا ، طب ما ننزل على الشاطئ وتعس كدا على اى اخبار ،
عم سيد ، طب ما اصوره واقول عيل تائه ياولاد الحلال ، عشان اللى كانو عوزين يقتلوه يعرفو و يجو يخللصه عليه وعلينا بالمرة ، بينك كبرتى وخرفتى ياوليه ،
جمالات بتفكير خلاص نخليه يقعد معانا واهو يسعد فى الصيد لحد ما ربنا يأذن ويفتكر حاجة ،
عم سيد هو ده اللى بفكر فيه ، بس هو يفوق وينسى الكوبيس ده ، ده بقى بيشوفها وهو صاحى ،ولا ما شفهاش بيفكر فيها كأنه قاصد يشوفها ويتعذب بيها ، كأنه غاوى يعزب نفسه ،

الدم والنار Where stories live. Discover now