¦مَوعد مُحرج¦

215 20 2
                                    

¦هو¦✨

- أنخرج للحديقة قليلاً؟ ". سألتني ميلودي بعد أن لاحظت هدوئي.
- حسناً".
ابتسمت لي و أخذت بيدي نحو حديقة المشفى،. المشفى ذاتها حيث أخبرتها أنني وقعت في حبّها للمرة الأولى و بطريقة غير مُباشِرة.

- جايا ستحضرُ ڤينوس من المدرسة و تأتيان إلى هُنا  ". شرحت لي بينما كانت تقرأ رسائل جايا عبر هاتفها المحمول.

- أتريد أن تحضرَ لكَ شيئاً؟".
- تركتُ بضعة شطائر في المنزل من ليلة البارحة، أطلبي منها إحضارها".

جاءت مجموعة من الفتيات و جلسن بقربنا على الكرسي الطويل الموجود في الحديقة.
كانت إحداهن إليزا، فتاة مسكينة تُعاني من ورمٍ صعبٍ في دماغها، يقولون إنها ستودّع حياتها قريباً.
ألتقيها عدّة مرات في المشفى و حادثتها.. هي لطيفة و جميلة أو ربما كانت أجمل قبل أن تُصاب به لكونها خسرت خصلات شعرها الطويلة و ازداد نحولها.

تستلطفينها لكنكِ لا تحبين مجالستها لي بالإخص إن كانت مع صديقاتها، تغارين عليّ كثيراً.

- كيف حالكَ هاري ؟". حيتني إليزا لأحييها مُبتسماً:
- أهلاً.. بخير و أنتِ؟".

ابتسمت ابتسامةً صغيرة مزيفة قبل أن تُجيبني :
- يقولون أنني لا أزالُ على قيد الحياة ".

- لا تيأسي إليزا.. المستحيل يحصل أحياناً".
تحدّثت ميلودي محاولةً إعطائها دفعة من الأمل الّذي مُحي من قلبها بشكلٍ نهائي.

أحبّ عندما تتحكم بغيرتها.. لكنني أخافها أحياناً.

لاحظت همسات صديقات إليزا و نظراتهم نحوي لتهمس بلكنة طالبة مُرادها الأمر لا الطلب :
- حَبيبي لنجلس هناك". قالت مشيرةً لكرسيٍ بعيد.
- لِمَ؟".
- أحبّ الحلوس على ذاك الكرسي،. ألم أخبركَ؟ النسيم هُناك لطيف و هناك شجرة تغطيكَ بفيئها و.. ". بدأت محاولات التبرير لأوقفها قائلاً:
- حسناً كما تريدين".

مشينا و جلسنا على ذاك الكرسي.. لم يكن هناك نسيم و فيء الشجرة كان للجهة الأخرى و أنا لم أكن أحمقاً لذا فهمتُ مرادها.

- ميلودي أحقاً تغارين؟ ". سألتها بجدّية.
- لستُ أغار فقط.. أكره أن يُعجب بكَ شخص غيري.. أنتَ الرجل الوحيد الّذي أُعجبتُ به حقاً، ألا يحق لي أن تكون مُلكاً لي وحدي؟ ثم ماذا لو كن يسخرن منكَ؟ أكره ذلك أيضاً".

رفعتُ أحد حاجبي ثم نظرت نحو السّماء هامساً:
- جديّاً ؟ أنا رجل على حافة الموت، ما من امرأة ستخاطر معي.. أنتِ الحمقاء الوحيدة الّتي تفعل".
أعدتُ النّظر نحوها لأجدها تبتسم و تقول بثقة :
-و سأفعل دائماً.. أنا معكَ حتّى النّهاية الّتي لن تكون قريبة ".

مرَّ أمامنا رجلٌ يرتدي قميصاً أبيض يبدو أنه قد سكب بعض الماء عليه عت طريق الخطأ .. أنا أيضاً لديّ ذكريات سيئة مع القمصان البيضاء!.

بداية النهاية|H.SDonde viven las historias. Descúbrelo ahora