((الفصل الخامس عشر)) "الجزء الأول"

19.6K 380 1
                                    

  *في قبضة الطاغية*
((الفصل الخامس عشر)) "الجزء الأول"

_اقترب منها بهدوء مخيف جعلها ترتعد من منظره وهو أتي إليها ،رفعت يدها تحذره من التمادي معها قائلة :
-ابعد بقى عني ،مش كل شوية تتصرف معايا كده !
لم يعبأ لتوسالتها الضئيلة فأخذت تصرخ مستنجدة بأي أحد ،فهجم عليها يكممها بيده قائلًا بصوت عنيف :
-هشششش، اسكتي خالص صوتك مسمعوش !
ظلت تتلوى خائفة فظل يتفرس بها وكأنه يرى نفسه عندما كان يتعذب ويكممونه مثلها فضغط على فمها أكثر وكأنه يرفض واقعه قائلًا بهيسترية :
-اخرسي خالص مش عايز أشوف مقاومتك ليا ،استسلمي !
ظلت "جود" تصدر انينًا مكتومًا وهي تكاد تختنق من يده القوية عليها ،وأصبحت عيناها تدمع بشدة ، أما هو فلم يلاحظ تعبها وأصبح غائبًا عن واقعه فقط يرى ما مر به أمام عينه يرى ذلك المتوحش يحاول قتله بعد أن كممه يرفض ذلك بعصبية ،وجهّ نظره نحوها بطريقة لا إرادية ليجدها تكاد تموت بين يده وعيناها حمروا تين ،فزع وأفاق مرة واحدة وهو يرى منظرها المرعب فأبعد يداه على الفور لتشهق "جود" وتظل تسعل بجنون وهي تهوي منطقة فمها من الاختناق ،نظر "الصقر" حوله سريعًا ليحضر زجاجة الماء ،ويعطيها تشرب منها ،أخذتها سريعًا وشربتها كلها وهي تأخذ أنفاسها ، أما هو فنظر لها مدهوشًا مما فعله ومن منظرها المرعب وترك الغرفة ورأسه ينفجر من كثرة ألمه وقد احتد ملامحه كثيرًا وأصبحت أكثر رعبًا ،جلس في حديقته السرية يستنشق هوائها وهو نائم على الأرضية ينهج بسرعة !
........................
أما عن "جود" بعدما هرب "الصقر" من عندها ،فحاولت أن تعيد وعيها حتى هدأت وهي تهتف باكية :
-ده مجنون مجنون ،يارب نجيني من العالم دي أعيش أنا كده ازاي بس !
ثم حاولت الهدوء والتفكير وهي تهدف محدثة نفسها :
-بس لاء !، أكيد في حاجة غلط ده مكنش حاسس هو بيعمل معايا كده ،امتى هعرف بس اللي جراله ده يمكن ...يمكن أقدر أسامحه !
تنهدت وهي تفكر به وهي تتنهد بضيق !
........................................................................
في المزرعة بالقرية .....
جلست "مليكة" بالغرفة السابقة ل"سلوى" وكان هناك من يراقبها بتكليف من "الصقر" ،نظرت إلى كل المهام الموجودة بالورقة لها وظلت الصدمة تعتليها وهي ترى الشروط التي يجب أن تعمل بها وهي تهتف بعدم تصديق :
-هااار اسوود! ،ده مجنون ازاي عايزني أعمل الافترا ده كله ،وأنا أقول ليه شكل الناس دول غريب كده !،لااا أنا مش هسكت على كده !
رمت الورقة بإهمال ووقفت لتذهب خارجًا ثم نظرت حولها حتى ابتسمت بسعادة وهي ترى ذلك الميكرفون هناك ،توجهت ناحيته وهي تهتف بصوت عالٍ به :
-ياريت كله يجمع هنا لو سمحت !
علم الجميع أن تلك المشرفة الجديدة لديهم ، فتنبهوا لها وتقدموا إلى بهو الصفوف ،ابتسمت "مليكة" لهن ثم قالت بتعريف نفسها :
-معاكم الدكتورة "مليكة" الدكتور الخاصة بيكم ، لكن بالنسبة لموضوع مشرفة ده فأنا مش بعترف بيه لكن أي حد محتاج مني أي مساعدة فهكون تحت أمركم !
ثم أكملت بعد أن رأت تلك الدهشة تعتلي وجوه الفلاحات :
-أما بالنسبة للشروط القديمة فهتتغير ! ، الشغل هيكون على قد قدرتكم والستات الكبير أوي هتقعد في بيتها ترتاح وهنصرفلها معاش ليها يكفيها ،وأنا بنفسي هجيب ناس تساعدكم من برا موثوق فيهم أما دلوقتي فأنا شايفة أنكم تعبتوا أوي ،فارتحوا حبة وهعملكم ورق بالشروط الجديد هعرفها ليكم وقت نهايتها !
تركت المكان وهي ترى التحدي في عيونها قائلة :
-وريني بقى هتمشي ازاي كلامك ده!

*في قبضة الطاغية*...💖 للكاتبه دينا عادل 💖Where stories live. Discover now