اللحن الثالث

466 53 7
                                    





الهواء

الهواء يضربُ وجهه بشراسة ، و كأنه يحاول إيذائه ، و لكنه كان أضعف من ذلك.

في هذا الوقت تحديداً ، كان تايهيونغ يريد الصراخ ، يريد التكلم ، لمَ ؟

لم إخترتِ هذه البلد بين كل البلاد ، كل القرى و كل العالم ؟

لمَ ؟

بدأت قدميه بتحريكه ، لم يعلم لأين عليه الذهاب بعد الأن ، لبيته كما يسميه ؟

لبيت عائلته التي هرب منهُ ؟

أم للجحيم ؟

لذا فقط ترك قدميه تقوم بهذه المهمة عنه ، لقد مشي هناك بصمتٍ تام في الظلام الحالك في منتصف الليل.

ما لفت نظرهُ هو إنارة آتيةً من بيت صغير ، إنارة زرقاء اللون تنبعث من مكان بدا و لو كأنه بيت ، و لكنه لم يكُن كذلك.

لم يلحظ تايهيونغ أنه يقفُ أمام الستائر الأن و يريد الدخول و لكنه لن يقتحم بيت أحدهم في منتصف الليل.

لذا قرر تايهيونغ التخلي عن حلمه الصغير ليملك الأصدقاء و قام بتغير مساره ، لم يعلم أن هناك من شاهده بصمت ، من أراد أن يذهب له أيضاً بدلاً من وحدته و لكنه تخلى هو أيضا عن حلمه الصغير ، ليعود مجدداً لمختبرهِ التي ملأته الأنوار الزرقاء.

ناظراً ناحية كل إختِراعته الفاشلة التي يحاول بها إنقاذ هذه البلد المحترقة الضائعة ، محترقة بهواءٍ لا يعرفُ التفرقة بين صغيراً أو كبيراً. مثيرٌ للشفقة.

يريد إنقاذهم ، و لكنه يفشل ، مِراراً و تكراراً.

لم يعد يملك أية افكار بعد الأن فقط قام بتنظيف مختبره و يريد النوم ، النوم و عدم الإستيقاظ مجددا ابداً.

لا شيء يضاهي النوم ، لا مشاكل في النوم ، لا حزن ، لا آلام ، فقط تكون خارج العالم ، بعيداً عنه و عن كل ما تخشاه ، أول ما يلجأ إليه المرء حين يشعر بالخوف ، الآلام أو الحزن.

عالمك الخاص ، الذي تتحكم به كما تشاء و هو الشيء الوحيد الذي تتحكم به.

تلاشت كُل هذه الأفكار مع وقوع نامجون في النوم ، لينسى كل ما يحمله من هموم.

_

- وداعاً أيها العالم الصغير ، أنا ذاهبُ لعالمي الخاص ، ذاهبُ للنوم -

_

- تايهيونغ هل تعلم ما الفارق بين الأحلام و أحلام اليقظة ؟

تحركت يدا جونغكوك الصغير مستخدماً لغة الإشارة ليعبر عن حيرته.

- لا أعلم و لكن كُلها تتضمن عدم وجودك.

أشار تايهيونغ الصغير ليخفي جونغكوك وجهه الحزين.

- لماذا لا تحبني ؟

أشار جونغكوك جاعلاً تايهيونغ يريد البكاء.

- لأن الجميع يحبكَ أنت و لا أحد يهتم بوجودي.

إستخدم تايهيونغ لغة الإشارة معبراً عن حُزنهِ و سبب كرهه لأخيه الذي لا يزال يحاول جعله يغير رأيه.

- و لكن أنا أحبك.

- أشار جونغكوك و هو ينظر لأخيه بعيون دامعة ، لقد أراد تايهيونغ عناق أخيه و لكنه لا يزال لا يحبه ، كما يظن هو.

- حسناً ؟

قال تايهيونغ بعدم إهتمام مستخدماً لغة الإشارة.

- إذهب للنوم جونغكوك ، الوقت تأخر.

أشار تايهيونغ متحركاً ناحية سريره الصغير بعد أن قام بإطفاء الأنوار ليشعر جونغكوك الصغير بالهزيمة مرةً أخرى و يذهب لسريره هو الأخر ليهرب من عالمه كما يفعل كل من في هذا المدنية الصامتة.









صَامِتWhere stories live. Discover now