الهواء
الهواء يضربُ وجهه بشراسة ، و كأنه يحاول إيذائه ، و لكنه كان أضعف من ذلك.
في هذا الوقت تحديداً ، كان تايهيونغ يريد الصراخ ، يريد التكلم ، لمَ ؟
لم إخترتِ هذه البلد بين كل البلاد ، كل القرى و كل العالم ؟
لمَ ؟
بدأت قدميه بتحريكه ، لم يعلم لأين عليه الذهاب بعد الأن ، لبيته كما يسميه ؟
لبيت عائلته التي هرب منهُ ؟
أم للجحيم ؟
لذا فقط ترك قدميه تقوم بهذه المهمة عنه ، لقد مشي هناك بصمتٍ تام في الظلام الحالك في منتصف الليل.
ما لفت نظرهُ هو إنارة آتيةً من بيت صغير ، إنارة زرقاء اللون تنبعث من مكان بدا و لو كأنه بيت ، و لكنه لم يكُن كذلك.
لم يلحظ تايهيونغ أنه يقفُ أمام الستائر الأن و يريد الدخول و لكنه لن يقتحم بيت أحدهم في منتصف الليل.
لذا قرر تايهيونغ التخلي عن حلمه الصغير ليملك الأصدقاء و قام بتغير مساره ، لم يعلم أن هناك من شاهده بصمت ، من أراد أن يذهب له أيضاً بدلاً من وحدته و لكنه تخلى هو أيضا عن حلمه الصغير ، ليعود مجدداً لمختبرهِ التي ملأته الأنوار الزرقاء.
ناظراً ناحية كل إختِراعته الفاشلة التي يحاول بها إنقاذ هذه البلد المحترقة الضائعة ، محترقة بهواءٍ لا يعرفُ التفرقة بين صغيراً أو كبيراً. مثيرٌ للشفقة.
يريد إنقاذهم ، و لكنه يفشل ، مِراراً و تكراراً.
لم يعد يملك أية افكار بعد الأن فقط قام بتنظيف مختبره و يريد النوم ، النوم و عدم الإستيقاظ مجددا ابداً.
لا شيء يضاهي النوم ، لا مشاكل في النوم ، لا حزن ، لا آلام ، فقط تكون خارج العالم ، بعيداً عنه و عن كل ما تخشاه ، أول ما يلجأ إليه المرء حين يشعر بالخوف ، الآلام أو الحزن.
عالمك الخاص ، الذي تتحكم به كما تشاء و هو الشيء الوحيد الذي تتحكم به.
تلاشت كُل هذه الأفكار مع وقوع نامجون في النوم ، لينسى كل ما يحمله من هموم.
_
- وداعاً أيها العالم الصغير ، أنا ذاهبُ لعالمي الخاص ، ذاهبُ للنوم -
_
- تايهيونغ هل تعلم ما الفارق بين الأحلام و أحلام اليقظة ؟
تحركت يدا جونغكوك الصغير مستخدماً لغة الإشارة ليعبر عن حيرته.
- لا أعلم و لكن كُلها تتضمن عدم وجودك.
أشار تايهيونغ الصغير ليخفي جونغكوك وجهه الحزين.
- لماذا لا تحبني ؟
أشار جونغكوك جاعلاً تايهيونغ يريد البكاء.
- لأن الجميع يحبكَ أنت و لا أحد يهتم بوجودي.
إستخدم تايهيونغ لغة الإشارة معبراً عن حُزنهِ و سبب كرهه لأخيه الذي لا يزال يحاول جعله يغير رأيه.
- و لكن أنا أحبك.
- أشار جونغكوك و هو ينظر لأخيه بعيون دامعة ، لقد أراد تايهيونغ عناق أخيه و لكنه لا يزال لا يحبه ، كما يظن هو.
- حسناً ؟
قال تايهيونغ بعدم إهتمام مستخدماً لغة الإشارة.
- إذهب للنوم جونغكوك ، الوقت تأخر.
أشار تايهيونغ متحركاً ناحية سريره الصغير بعد أن قام بإطفاء الأنوار ليشعر جونغكوك الصغير بالهزيمة مرةً أخرى و يذهب لسريره هو الأخر ليهرب من عالمه كما يفعل كل من في هذا المدنية الصامتة.
YOU ARE READING
صَامِت
Science Fictionلا تتكلم لقد وصلت للمدينة الصامتة. كِيم تايهيونغ معَ كيم نامجون و جيون جونغكوك ٢٠١٨/٢٠١٩ خيالٌ عِلمي مُكتمِلة جميعُ الحقوق محفوظة لي كـ كاتبة أصلية. خالية من العلاقات المحرمة.