صك ملكية

391K 5.1K 348
                                    

الجحيم..هذا هو ما كانت هي مقبلة عليه
لا بل على أكثر من كونه جحيما
و لكن ما باليد حيلة..ورقة الزواج في يده و الأبواب مغقلة و رجاله فقط يحاوطون المكان
هي تعلم جيدا أنه تعهد بأن يذيقها ما يفوق مسمى العذاب
و هي لا تمتلك أدنى شئ تدافع به عن نفسها
هو لم يكن ليسمح لها بأن تدافع..لقد ألصقوا بها الذنب باحترافية
و تركوها له لتتلقى العقاب

استفاقت من شرودها على صوت حقيبتها تلقى بغضب على الأرض
حتى أنها تكاد تقسم أنها سمعت للحقيبة صراخا مكتوما
انتفض جسدها هي أيضا..الوضع يشبه أفلام الرعب
لا..بل الحقيقة أنه أسوأ

المنزل مظلم و أضواء من مصابيح صغيرة تجعل بعض الأشياء قابلة للتمييز
و من الخارج تدخل إضاءة الكشافات البيضاء التي يوضع مثلها في للسجون للبحث عن المساجين الهاربين
و هو يقف خلفها بصدره العريض و أنفاسه المضطربة و كأنها تنبأ بثورة بركان
كانت تتمنى لو أنه يقتلها و يريحها من مصيرها المنتظر من الآلام

" الآن.." قال بغضب يحاول السيطرة عليه كي لا يقتلها في التو و اللحظة
يتجول هكذا خلفها و هي لا تجرؤ على الالتفات
فهي تعلم جيدا أنها لو لمحت وجهه و لو بالصدفة سترى ما ينتظرها
تستطيع أن تتخيل تعبيرات وجهه الآن
كيف أنه يحمل غضبا شيطانيا في عينيه و كيف أن قسمات وجهه تحمل القسوة

" أنت الآن ملكي و لا أحد في هذه الحياة قادر على إنقاذك..لذلك تضرعي لله
و ليكن في عقلك أن كل دعاء لك قد يكون الدعاء الأخير
لن يمر الذي فعلتيه بدون حساب..أنا لست ظالما و لكنني أحب تطبيق العدالة
و هذه ليست العدالة لأي أحد..إنها العدالة في حق أخي
و الآن..
القوانين :
الاستيقاظ بميعاد و النوم بميعاد و أنا مسؤولة تماما عن نفسك
لن يطهو لكِ أحد و لن يحضر لك أحد شيئا ما
لن تضعِ لقمة في فمك قبل أن أضع
و اذا لم أجلس على طاولة الطعام لن تجلسِ أيضا
و عندما أقوم ستقومين حتى و إن كان هذا يعني أنك لن تضعِ في فمك لقمة واحدة
   سيحضر من يحضر لهذا المنزل و سيخرج من سيخرج
و أنت صماء عمياء بكماء و ستنفذين كل ما آمر به
            و ليكن لديك علم فقط..
أنا سأرتكب الخيانة في حقك كل يوم و كل ساعة و كل دقيقة
       أنا سأجعلك خادمة عند أقل النساء قدرا في هذا الكون
و هذا..هذا سيكون ثمن ما حدث لأخي.." مع انتهاء كلامه كان يقف أمامها بالفعل و هي صامتة
   تنظر للأرض تارة و تغمض عينيها تارة أخرى..
إنها صغيرة و مظلومة بعد كل شئ
   و لكن غضبه أعمى و حتى إن عادت بصيرته لن يستطيع الانتقام من الظلمة الحقيقين
    فلا أحد يدمر عائلته بعد كل شئ و كانت هي كبش الفداء
وضعوها أمامه كي ينتهي الأمر
   كي لا يهدم حصونهم واحد تلو الآخر و يذيقهم هذا العذاب
و لذلك كان عليها هي أن تكون الضحية

" الآن..أنت ستحملين حقيبتك للأعلى بنفسك و لا يوجد خروج من الغرفة حتى أقول ذلك.." قال و هو يشير لها لتذهب أعلى السلم و هو يمسك نفسه بقوة جباره كي لا يقتلها و يفنيها من على وجه الأرض

 زواج بالإجبارحيث تعيش القصص. اكتشف الآن