أحيانا نذهب و كل غرضنا هو أن نعود..
نغترب لكي ننتمي..ننفى لنجد الوطن..و ننتهي كي نبدأ من جديد..
###
يدها في يده..أصبحت غريبة عن كل شئ و لكنها و بلا ريب تنتمي إليه..
لن يجعلها تنتمي إلى شخص آخر على أية حال..
ربما لم يقل أحدهما للآخر أحبك و لكن الأفعال و الوعود الصامتة تصمد لفترة أطول من الكلمات- " علينا الذهاب من هنا حالا.."
قال بنبرة قلقة واضحة رغم صوته الذي أنى متعبا جدا..
نظر له كريم بصدمة و هي لم تفلت يده إطلاقا
كل ما كان يخطو خطوة يمسك بيدها أكثر..و كأنه يتأكد أنه اذا فقد الوعي في أي لحظة جسده سيرفض أن يمنح جسدها فرصة الذهاب-" و لكن الرئيس.." حاول كريم الاعتراض
-" إنهم يحيكون شيئا..صمت مروان و هارون و الجميع مريب..
لا أعرف كيف يكون ذلك معقولا و لكن يبدو الأمر و كأنه فخ للرئيس..علينا أن نذهب "قال بتعب و هو بيتلع ريقه بصعوبة..جسده يريد أن يتهاوى و لكنه يجبره على احتمال المزيد..
يغمض عينيه في ألم و هو يسير بأقصى سرعة قد تمنحها له قدماه في هذه الحالة..
و كريم يتبعه فهو يعلم دائما أن حدس عمر يصيب-" اذهب أنت لإحضار السيارة و نحن سنلاقيك عند الباب الخلفي..
فقط تأكد ألا يتبعك أحد.."قال عمر بآخر قوة لديه للكلام..يشعر بيد آن تلتف حول عضده رويدا رويدا
و ثقل جسده يستسلم لها رغما عنه..-" أنت تحتاج إلى الراحة.."
تمتمت هكذا بعد أن لاحظت ثقل جسده بعد كل خطوة..
ابتسم هو..
لأول مرة تراه يبتسم..الابتسامة تليق بوجهه كثيرا..بالتأكيد أكثر من الدموع-" هذه الكلمة لم تتوفر في قاموسي منذ كنت في السادسة..و لن تكون مبالغة إن قلت منذ ولدت..
ربما نجد الراحة في النهاية يا آن..ربما في النهاية "كانت تنظر إليه بتمعن و هو يقول هذه الكلمات..أما هو فقد كان يسحبها إلى ذلك الباب الخلفي بعيدا عن أعين الحراس و الجميع..
لم ينتبه أبدا إلى ملامحها التي انقلبت طفولية فجأة..
و كأنها لأول مرة تلعب الغميضة..تلعبها مع شخص تحبتهرب بخيالها إلى حلم بعيد..إلى حلم يستمر فيه هذا العشق
و إلى لحظة يستمر بها هذا الأمان رغم الخطر..رغم الألم
وصلا أخيرا إلى الباب الخلفي..تأخر كريم بضعة دقائق كاد عمر فيهم أن يفقد عقله و آخر قوة كانت تعينه على الوقوف..
لأول مرة تراه قلقا أو خائفا..رغم كل شئ..هي تريد أن تتأمله..و كأنه طفلها الذي أضاعته منذ زمن و الآن فقط أعادته..
و كأنها يتيمة وجدت والدها الذي رفض لقاءها منذ زمن
و كأنها كانت غارقة في بحر من الوحدة و الظلمة و الآن فقط انتشلها أحد
لقد كانت غارقة من قبله..تلك هي الحقيقة..الفراغ في صدرها كان موجودا منذ البداية
كان يتسع بمرور السنوات..حتى وجدها عمر!! لذلك هي لم تكرهه إطلاقا
لأنه الوحيد الذي نظر إليها بعد أن توقف الجميع عن النظر
هو الوحيد الذي كان على حواف الوحدة بعد أن تخلى الجميع
أنت تقرأ
زواج بالإجبار
Romanceانتقلت وثيقة زواجها إلى أخيه بهذه السهولة و كأنها أحد من العبيد..فتلك كانت التقاليد و لكنه أقسم أن يذيقها العذاب على يديه فهل ستسلم هي ؟ أم ستعشق مالكها الجديد؟