08

15.4K 2K 376
                                    




مسحت على شعري آخر مرة وأخذت أتفقّد نفسي بالمرآة،للمرة..أعتقد أني فقدت ألعد.زفرت وأخذت هاتفي.
معدتي كانت مضطربة وشعور ألتوتر يملئ كل جزء بجسدي.
حملت حقيبتي أضع هاتفي داخلها وتسحّبت خارج ألمنزل قبل أن تراني أمي وتتسائل عن ألزينة ألتي أضعها فقط كي ألتقي بصديقتي للدراسة.

أشرت لسيارة ألاجرة وأنا أحاول ألا أعض شفتاي وبالتالي يفسد مكياجي.أعطيت ألعنوان للرجل ألمسن وهو بدأ بالقيادة يجعلني أفتح ألنافذة وأحاول ألاسترخاء مُغمضة عيناي.
هذا لا يفلح..

ألسيناريوهات ألتي بقيت تلعب بعقلي جعلت ألطريق قصير جداً.دفعت ألاجرة وخرجت لزحمة ألمعجبين ألتي واجهتني أمام قاعة ألحفل ألضخمة.تقدمّت بأضطراب نحو مكان ألحرّاس بجانب باب ألدخول لأريهم هويتي،كما أخبرني.

أخرجت بطاقتي ألتي لوهلة خشيت أنّي نسيتها في ألمنزل،يدي ألمتعرقة مدّت ألبطاقة ألصغيرة للرجل ألكوري ذو ألقبعة ألسوداء،حدّق بالبطاقة لثوانٍ ثم نظر للرجل آلاخر بجانبه.
"تفضّلي معي"
ألرجل آلاخر أخبرني يشير بيده للأمام وألسابق أرجع لي بطاقتي.مشيت خلف ألرجل ألقصير ألذي يرتدي ألزي ألخاص بالحراس أتبعه حتّى ظهرت ألقاعة ألداخلية ألتي بدأ ألمعجبون ينتشرون داخلها هنا وهناك مستعدين لبدأ ألحفل.

"هذا هو مقعدكِ"
أشار لأحدى ألمقاعد في ألسطر ألثالث ألقريب من ألمسرح وأنحنى بأحترام يبتعد بعد أن شكرته.كانت هناك فتاة تجلس قرب مقعدي تعبث بهاتفها والأرمي بومب بيدها الأخرى.

جلست بتوتر أُعدل فستاني فوق ألمقعد وهي رفعت رأسها تنظر لي،"مرحباً" أبتسمت.
"أهلاً"
حييتها بالمقابل.رنّ هاتفي وكنت شاكرة أنها عادت لهاتفها.

جيمين:"هل وصلتي؟"
قرأت رسألته وأسناني ضغطت فوق شفتي ألسفلى.

"أنا داخل ألقاعة"
رددت وبقيت أنظر داخل هاتفي في أنتظار أجابته.

جيمين:"بالفعل!"
جيمين:"ماذا ترتدين؟"
قلب نبض بعنف داخل صدري ورفعت رأسي من ألهاتف قليلاً أنظر حولي.

"لماذا؟"
راوغت أكسب ألوقت لتفقّد نفسي آخر مرة بشاشة ألهاتف.

جيمين:"أنظري على جهة ألمسرح أليسار،في ألنهاية هناك باب في الأسفل"
جيمين:"هل تريه؟"
نظرت ألى حيث ذكرَ وكان بالفعل هناك باب أسود خلف ستارة سوداء.

"أنا أراه"
مسحت بباطن كفي فوق فخدي مراراً وتكراراً أخفف أرتجافي.

جيمين:"عندما تصلين للباب يقابلك ممر مخفي أمامه مباشرة،تعالي هناك"
أغلقت هاتفي أتنفس بتوتر.نهضت بقدمان ترتجف،ما ألذي يحصل معي بحق ألسماء!
نظرت خلفي وأنا أخطوا ببطئ نحو ألمكان ألمنعزل ألذي تكلّم عنه.

هل سأراه الآن؟أقابله شخصياً؟هل سيكون وحده؟عن ماذا سنتكلم؟هل ألبقية يعلمون؟ماذا أن رآنا أحد؟
آخر خطوتين هرولتها وذهبت خلف ألستاره للممر ألذي لم يكن واضحاً من بعيد.

كان ألمكان مظلم وألحماس مع ألتوتر جعلني أدور أتفحّص ألمكان حولي بدقّة.
"بسسـ"
صوت همس خلفي وأستدرت بسرعة،حيث رجل طويل ظهر من باب أبيض يتجه نحوي،ألاضاءة ألخافته لم تساعد على رؤيته بشكل جيد ولكنّي أستطعت تمييز أشياء كثيرة وهو يقطع طريقه نحوي.

مشيته،رجولية جداً،تسريحة شعره ألمرتفعة،هناك عطر ملئ ألجو حولي وألظل وقف أمامي يجعل جسدي يتجمّد مكانه.قلبي نبض وسط حنجرتي وأشكّ أنه يسمع هذا.
شعرت ببرودة شديدة بكلتا يداي.

"ها أنتِ ذا آنسة كالي"
نطق بعد ثوانِ عانى بها جهازي ألتنفسي بأداء وظيفته بشكل جيد.صوته..أجمل من ألهاتف،أوضح وأكثر ثباتاً،نبرته رجولية يُغلفها شيء من ألفرح.كان يبعد ثلاث أقدام عنّي وأستطيع رؤية أنه يرتدي سماعاته من ألضوء ألخفيف خلفه.
"مرحباً"
أردف هامساً وأنا أستعدت وعيي ولكنّي لم أجد شيئاً مناسباً لقوله،"مرحباً؟"
رددت وضغطت شفتاي ضد بعض لأرتجاف نبرتي.
أرجو ألا يكون أحمر شفاهي قد فسد!

"ألمكان مظلم أكثر من أللازم كي لا يراكِ أحد من ألعاملين"
أبتسمت.بتوتر.ولا أعلم أن كان يراني،"ولكن رغم ذلك تعالي لنقترب من ألضوء قليلاً"
ظلّه أشار بيده لأتقدّم للأمام وهو مشى قبلي،وقف قرب ألضوء ألذي يأتي من خلف الستارة ألسوداء ألاخرى وأنا أستنتجت أننا تحت ألمسرح حالياً.

شعاع ألضوء ألطفيف أنعكس ع عيناه وكان يرتدي ألعدسات ألرمادية خاصته.

هو ليس حقيقي..





"إن كان لا شيء سيُنقذنا من الموت ‏فليُنقذنا الحُب من الحياة على الأقل"
‏- بابلو نيرودا.

Serendipity ||JMWhere stories live. Discover now