الباب الرابع: إلى اللقاء

86 4 2
                                    

كان جالسا في بيته بتعجرف وإذ بصديقه زين يدخل ليقاطع شروده وسرحانه اللذان أخذاه بعيدا
زين:صديقي المغرور مرحبا
إياد بنبرة خافتة:أهلا
زين: أرى أنك حزين مابك؟
إياد:لاشيء جالس افكر فقط
زين:في ماذا؟ البنت التي اصطحبتها إلى بيت الغابة؟
إياد بدهشة:ماذا تقول انت ؟كيف عرفت اصلا؟
زين:لدي مصادري الخاصة
إياد:إنه العم سليم اليس كذلك؟ لايتوقف عن مراقبتي ساتحاسب معه لاحقا
زين:انا من ألحيت عليه كثيرا ليخبرني مكانك ،رجاءا لاتوذيه
إياد:وكيف يخطر لك انني سأفعل شيئا مماثلا أنا أحبه كثيرا هو معي منذ الصبا
زين:حسنا لكن لاتغير الموضوع،من كانت؟ وكيف كانت امسيتكما؟
نطر إليه إياد بطرف عينيه ثم قال:ماذا تتوقع؟
زين:اممم بما أن ذوقك صعب فاعتقد أنها فتاة مختلفة ومميزة
ابتسم إياد بسطحية ثم رد فورا:ربما هي كذلك لكن.....
زين:لكن ماذا؟ هل تفكر بها ؟ لاتقل لي أنك احببتها
إياد:حب ماذا ياهذا؟ اتفق معك بخصوص أنها ربما مختلفة ودعني اقل جريئة نوعا ما لكن ليست لدرجة انني احبها ،انا لاأحب
زين:هل تكره مثلا؟
إياد:لاأحب و لاأكره وثم هذا ليس من شأنك لاتتدخل فيما لايعنيك حتى .....قاطعة زين: لاتسمع مالايرضيك معروفة
قهقه إياد ثم قال:لاهذه قديمة :حتى لاأقطع اذنيك
زين:مجنون انت صديقي.
نهض إياد وتركه لوحده مستغربا صفات وتصرفات شخص مثله .

في مكان آخر كانت هناك فتاة تبكي على وسادتها طبعا لاحاجة للتوضيح أنها نبض حزينة على فراق اختها الأصغر ، تلاشى كل شيء لديها ،وردتها اتصالات كثيرة من بينها الخاصة برحاب لكنها تجنبت ذلك ،انعزلت في غرفة فرح تتأمل كل مايوجد بها ،فتحت خزانتها واخرجت ملابسها من هناك وبدأت تشم رائحتها فيهم ،قرأت في كتبها و تأملت صورها بضحكتها العفوية وابتسامتها الطاغية ،ثم مسحت دموعها وجمعت اغراضها وسلمت مفاتيح البيت لصاحبها والقت آخر نظرة على هذه الشقة التي جمعت مختلف الذكريات مع أختها ثم استقلت سيارة أجرة وغادرت.

بعد ثلاثة شهور :

نبض جالسة في مزرعة صغيرة تنظر إلي لون الحشيش الأخضر الذي إن كان يرمز لشيء فهو بالتأكيد يرمز لجمال الطبيعة الخلاب بعيدا عن ضوضاء المدينة وزحمة السيارات قررت الهرب بعيدا والرجوع لمسقط رأسها الا وهي قريتها التي حلقت منها منذ زمن كفراشة تشتم رحيق الزهور لكن سرعان مارجعت وقد تغير كل شيء ،جلست أمها السيدة كريمة التي كانت مثالا للمرأة البدوية الأصيلة التي تحضر بقوتها وجبروتها .
حضنتها نبض :أمي اشتقت لحضنكي كثيرا ،لايسعني أن أبتعد عن هنا سيكون كل شيء على مايرام اشعر بذلك ،نحنا هنا معا.
كريمة:نعم نحن معا لكن فرح ليست هنا وبكت
نبض:أنا آسفة
كريمة:لماذا تتأسفين ؟البنت التي ربيتها لاتخطئ
نبض: آسفة لأنني لم اومن مبلغ العملية لو تصرفت واخذت الأكر بجدية أكثر كانت ستقوم بالعملية وربما لكانت جالسة فرح معنا الآن.
كريمة:اتعرفين ماذا؟ قدر  الله عزوجل مكتوب لجميع عبادع كل انسان يأخذ نصيبه سواء كان قليلا أم كثيرا ،نهاية كل شخص منا معروفة أن يموت ، وفرح ايضا انسانة مثلنا لكن لم أكن لأشبع منها بعد ،أصلا لااشبع منكي ولامن اختكي ابدا أنا لي قلب واحد ينبض لكلاكما يانبض.
نزلت دمعة نبض العفوية كعادتها وتمسكت أكثر بحضن أمها.

في المساء على طاولة العشاء كانت نبض جالسة مع أمها كريمة ووالدها راسم يقلبون  في الأكل أشبه ابمهندس ينقب عن البترول في صحراء بعيدة لأكل والصمت هو الذي عم تلك الحجرة الصغيرة الخاصة بالطعام .
نطق راسم بعد تفكير وتردد:نبض بنتي اريد ان اطلب منكي شيئا واتمنى أن لايفهمني عقلك بشكل خاطئ
نبض:اكيد لا ابي تفضل ولك فهمي الصائب دوما حتى وإن قصدت العكس أنت أبي.
كريمة:ماذا هناك يارجل؟
راسم: أريدك ان ترجعي للمدينة ياابنتي انتي اصبحتي لاتنتمين لهذا المكان ،دراستكي وتعبكي كل هذا السنين كيف تجعلينهما ينتهيان في آخر المطاف بكي هنا قاعدة تنسجين احلاما اكبر من ان تكون وردية وأصغر من ان تكون اقرب للخيال من الواقع.
نبض:لكن انا لاأستطيع الرجوع الآن،لقد حلت الأمور كل شيء هناك يذكرني بفرح ،سوف أحس بفشلي إذا رجعت إلى هناك .
راسم:بل سيحدث العكس إن بقيتي هنا ،الفشل يرافق اولئك الذين يقللون من قناعاتهم ولاتستطيع ثقتهم بانفسهم ان ترسم مسارها الصحيح .
نبض:لكن........
كريمة:اسمعي كلام والدك ياابنتي فهو أكثر انسان قد تهمه مصلحتك وسعادتك .

انتهى العشاء بجواب نبض بالموافقة على طلب والدها فهي دوما تنفذ مايقوله لهاوبالفعل صباح اليوم التالي سافرت ورجعت لكل شيء ،ذهبت لرحاب وبفيت لديها يومان ثم يحثت عن غرفة للإيجار ربما كلمة غرفة اكبر من حجمها الحقيقي ،ووجدت عملا ايضا كنادلة باحد المطاعم الراقية ،غريب الأمر كيف تحولت من محاسبة بأحد البنوك الشهيرة إلى نادلة تستقبل طلبات الزبائن وهذا ماحدث حينما ناداها رجل مسن لتذهب إليه فورا قائلة:تفضل ياسيد ماطلباتك؟
ليجيب هو بكل تذمر:اريد حساء السمك ،هيا اذهبي ولاتتاخري
نبض بعد ان سجلت طلبه:هل تريد شيئا آخر ؟
رمقها بتعجب ليقول:خيا احضريه بسرعة وإلا أشتكيكي للمدير افهمتي؟
نبض بخوف:حسنا حسنا سيكون جاهزا بعد دقائق ،شهية طيبة ،وانصرفت.

نبض مع ذاتها:ياله من رجل غريب لماذا يتصرف هكذا هل اللباقة شيء مستحيل لماذا لايتحلى بها بعض البشر !!

مرت ايام وهي على نفس الحال وفي يوم توجهت لأحد الطاولات لترفع رسأها :نعم تفضل يا....ومالبثت لتكمل جملتها حتى صدمت عندما رأتها جالسا أمامها وهو الآخر كان باديا عليه الاندهاش لرؤيتها بهذه الوضعية فياترى أهي صدفة صنعها القدر أم ان لإياد دور في ذلك وقد حضر بعد ان علم برجوعها ،الكثير من الأحداث قادمة بعد .

بين ثنايا الماضيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن