الباب السابع: بداية جديدة بعهد أليم

37 3 2
                                    

جالسة تنظر للخاتم الذي يزين يديها، ابتسامة ساخرة تلوح فوق شفتيها، أحبته سابقا، كرهته ماضيا وتستعد للزواج به حاضرا، كل شيء مر بسرعة، بصدفة وبغرابة، وقد أطلقت لمخيلتها العنان ليس للتخيل وإنما لتذكر ماحدث قبل يومين منذ أعلنتها صريحة لجده الرفض:

دقات متتالية وخفيفة على باب الغرفة المخصص لها جعلها تنهض لتستقبل الطارق على بابها فوجدته الجد نزار الذي قال ببشاشة غير مألوفة لها:
هل أدخل؟

ردت وهي تستقيم في جلستها:
طبعا تفضل سيد نزار، هذا بيتك أنت

نعم بيتي، وسيصبح بيتك أنت أيضا

نظرت له بغرابة ورددت:
أرجوك لاتحرجني أكثر من هذا سيد نزار، إن كان الزواج من حفيدك مقرون باستمراري هنا معك فأنا سأذهب لمكان اخر

اسمعيني ياابنتي، نبض اسمك جميل كنبض قلب يدق في ثنايا صدر عاشق محب ورجل عطوف، أعلم جيدا أن سبب رفضك لحفيدي راجع لمعرفة مسبقة فهذه الشعيرات التي يكسوها البياض لم تشب إلا بعد خبرة طويلة علمتني الكثير ولكن صدقيني كل شيء سيتغير، لي نظرة لاتخيب بالناس ومنذ التقيتك أول مرة أدركت أنك طيبة وأنك أنت من تستحقين الفرصة لتغيري قلب حفيدي الذي لم يعرف سوى القساوة والجد في العمل بسبب تخلي والديه عنه وتفضيلهما السفر والتجوال بدل الاعتناء به

لكن أنا....

قاطعها مبررا لنفسه قبلها: فكري جيدا قبل أن تجيبي، انظري للأمر من كل الزوايا وليس من زاويتك أنت فقط، ربما هناك ولو نورا صغيرا يطفئ ظلمة رفضك وأفكارك المشحونة بطاقة سلبية، لاتفكري بالحلقة المفقودة بل فكري بما هو موجود لتنجحي، فكري في السبب الوحيد من المئة الذي يجعلك تقبيلين وليس في التسعة وتسعون  سببا الذين يجعلون رفضك محققا

نهض الرجل المسن ولأول مرة انتبهت نبض لسيره البطيء وحركته المثقلة،رجل كهذا ترجاها كي تقبل بحفيده البغيض وياليته ترجاها لفعل شيء سهل بل لتتزوج به،زواج يعني حياة جديدة،مسؤولية،مودة ورحمة فهل  عساه سيكون  ندا لها؟

في صباح اليوم الموالي نزلت نبض تبحث عن نزار وأعلمته بقبلوها المرغم ولكم أسره ذلك فقد عرف أن مفتاح قلب إياد بيدها،فسرت أساريره لذلك وأرسل على الفور لحفيده إياد الذي أنهى عمله في البنك وجاء مسرعا بعد مهاتفة جده الغريبة له

دخل إلى بهو المنزل الواسع ليجد جده جالسا هناك يطالع جريدة ما ربما يقرأ أحداثا مهمة،هل لذلك استدعاه ياترى؟ فضول وأفكار عديدة تجول بباله فجده عندما يطلب منه المجيء يعني هناك أمرا  له ويجب عليه تنفيذه دون جدال حتمي أو نقاش

قبل رأسه بكل حب فهو الوحيد الذي يعطف عليه ويهتم به،فابتسم نزار مرحبا ليجلس إياد،فبادر الآخر بالحوار قائلا:

إياد وبدون مقدمات،أدرك جيدا أني في حال ما إذا طلبت منك أي شيء ستقبل ومن هذا المنطلق سنبدأ حوارنا
ماذا هناك جدي؟ هل بك مكروه؟ سأل مستفسرا ليجبيه الآخر:
أريدك أن تتزوج

بين ثنايا الماضيWhere stories live. Discover now