الفصل العاشر

4.6K 162 0
                                    

انتقلت قوات الشرطة إلى منزل تامر وتحديدا إلى غرفة نومه وحملت سيارة الإسعاف جثة كل من ، منذر ، وتامر ، ونعمات.

ضرب الحاج فتحي كفيه ببعضهما وقال:

-"لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، صدق اللي قال كما تدين تدان وزي ما هما قالوا أن ورد خانت جوزها وهربت مع عشيقها أهو ربنا فضح نعمات اللي كانت على علاقة محرمة بتامر صاحب أخوها منذر ووصمة العار هتفضل ملاحقة العيلة دي طول ما هما عايشين".

سمعت أسماء التي عادت للتو من عملها تلك الكلمات من الحاج فتحي فركضت بسرعة إلى منزل عائلتها ورأت سيارة الإسعاف تنقل والدتها التي أغشي عليها بعدما علمت بموت منذر ونعمات.

أوقفت أسماء توكتوك وطلبت من السائق أن يلحق بسيارة الإسعاف وهذا ما حدث بالفعل واتصلت بفداء ووفاء بعدما وصلت إلى المستشفى وأبلغتهما بما حدث.

مر بعض الوقت قبل أن يخرج الطبيب من غرفة العمليات فتوجهت أسماء نحوه وسألته بقلق:

-"طمني يا دكتور ، ماما أخبارها إيه دلوقتي؟"

هتف الطبيب بأسف وشفقة على تلك الشابة التي ستتلقى منه صدمة قاسية بعدما تعلم بما حدث لوالدتها بسبب الصدمة التي تعرضت لها:

-"للأسف يا آنسة ، والدتك جالها جلطة اتسببت في أنها تتشل ، يعني مش هتقدر تتحرك ولا تتكلم بعد كده".

شهقت كل من أسماء وفداء بصدمة بينما ابتسمت وفاء بخبث فقد تخلصت بضربة واحدة من جميع العقبات التي كانت تقف أمامها في الحصول على الذهب بمفردها فلا يوجد أي شيء سيمنعها الآن من تحقيق هدفها ؛ لأنه لا أحد يعلم أن الذهب كله بحوزتها.

تصنعت وفاء البكاء وهتفت بحزن زائف وهي تجثو أرضا وتغطي وجهها بيديها:

-"يا حبيبتي يا ماما ، كان مستخبيلك كل ده فين يا قلبي ، منك لله يا نعمات أنتِ السبب في كل اللي جرى مع ماما".

دلكت فداء وجهها وهتفت بحدة:

-"خلاص يا وفاء ، مفيش داعي للكلام ده دلوقتي ؛ لأن مش ده الوقت ولا المكان المناسب اللي ينفع نتكلم فيه في الموضوع ده".

تسللت وفاء بعد فترة وخرجت من المستشفى بحجة ذهابها إلى المسجد والتقت بالرجل الذي كلفته بمراقبة نعمات وقامت بإعطائه المال الذي وعدته به ثم سارت مرة أخرى لتعود إلى المستشفى وعقلها يسترجع أمامها جميع الأحداث التي مرت على مدار اليوم ، وفي الوقت نفسه كانت فداء تتأمل والدتها التي ترقد أمامها وأخذت تتذكر هي الأخرى ما حدث بعدما هبطت ورد بالأمس من شقة منذر وهي تحمل الهاتف الذي سجلت به كل شيء.

-"عملتِ إيه يا ورد؟"

ابتسمت ورد بفخر وقالت:

-"كل حاجة مشيت تمام وزي ما احنا كنا مخططين ، أخوكِ طلع خواف أوي واعترف بكل حاجة في ثواني ومن غير ما يغلبني معاه".

وانهمرت دموع الوردحيث تعيش القصص. اكتشف الآن