《ضياع》

118 5 0
                                    

نحاول أن نخفي مشاعرنا وننسى ان اعيننا تتحدث..

         ---------------------------------------------

بينما كان دانيال متجه الى المعسكر الذي يقطن فيه الرئيس انشغل عقله بالتفكير..... ترى ماهو الشئ المهم الى هذه الدرجة الذي يستدعي قدومه بسرعة اخذ عقله يطرح الاف التسألات التي بدأت تزعجه مع مرور الوقت واثناء سيره رأى الشاحنة التي سوف تنقل الجنود الذين قتلو في الحرب......

توقف دانيال يحدق بتلك الشاحنة و كيف يضعون فيها الجنود القتلا وكيف كانت الدماء تغطي الاغطية التي يلفون فيها الجثث..... حتى عادت الى ذهنه تلك الحادثة التي ضلت عالقة في ذهنه و باتت تراوده في كل احلامه جاعلة اياها كوابيس لا يستطيع النوم بسببها .... هي لحظة مقتل اعز اصدقائه لحظة مقتل صديقه يزن بين يديه عندما كان يريد ان يحميك من رصاصة تأهة اردت ان تودي بحياته فكان يزن هو الحاجز الذي منع تلك اللعينة التي لا ترحم صغيرا ولا كبيرا من بطشها و خبثها من قتل صديقه الذي وعد انه لن يخون صداقتهم ولو كلف ذالك حياته..

هكذا اعيد ذلك السيناريو في ذاكرته و كأنه حدث توا
ولم يشعر واذا بالدموع تتراكم في عينيه الما وشوقا لفراق صديقه....... بقي متسمر في مكانه الى ان رحلت تلك الشاحنة حاملة معها ذلك الجسد الذي حال بينه وبين الموت الذي كان كل ما يفصل بينهما مجرد لحظات..... هو اقسم و منذ تلك اللحظ التي قتل فيها صديقه انه سيبقى مدين له طيلت حياته....

وبعد دقائق من السير وصل دانيال الى معسكر الرئيس وقف امام باب الخيمة و اذا به يسمع صوت يناديه من الداخل " ادخل يا دانيال انا انتظرك منذ فترة.."
دخل دانيال الى الرئيس و وقف امامه مؤديا التحية العسكرية ... فأردف و هو ينزل يده " هل طلبتني سيدي الرئيس " رد عليه الرئيس " اجل طلبتك كنت اريد ان اوكلك مهمة و اريد ان اعلمك بها ...."
دانيال
" تفضل سيدي انا اسمعك"
الرئيس
"لقد تم اعلامنا الامس بكتاب رسمي من القيادة العليا انه يجب على كل جندي لديهة صديق قد استشهد في المعركة ان يحمل معه رسالة على عائلة هذا الشخص وقد تم توكيلة بمسؤلية توصيل رسالة الى عائلة الجندي يزن بعتبارك اقرب اصدقائه اتمنى ان توافق لاننا لم نجد شخص افضل منك لهذه المهمة"

دانيال
في هذه اللحظة انا تمنيت الرفض ان اقول للرئيس انني لا أستطيع ان انقل مثل هذا الخبر على عائلة اعز اصدقائي ارت ان اصرخ بأعلى صوتي و اقول له انا الى الان لم اتخطا حقيقة موته و تريدني ان انقله الى عائلته انا حقا ضعيف لا اتحمل هذا الكم الهائل من المشاعر الذي يمزق صدري و خاصة ذلك المكان الذي اكون فيه جميع ما يختلج بروحك من مشاعر قلبي الذي اهلكته هذه الحرب الشنيعة....

ولكن اجابتي حطمت كل ما تبقى لدي من قوى فقلت " نعم سيدي اوافق على نقل هذه الرسالة الى عائلة الجندي يزن " واديت تحية الجنود فاردف الرئيس " شكرا لك حقا شكرا لك لا نك وافقت ايها الجندي المخلص و انا شاكر لك خدمتك و دفاعك عن وطنك و اتمنى ان القاك في السنين القادمة ..."

الأرجوحة The SwingWhere stories live. Discover now