بارت 1

96.1K 1.5K 36
                                    

البارت 1

فى منتصف الليل

تتوقف سيارة سليم منصور فى أرض ما فى الارياف هى ارض ملكه كبيرة للغاية مليئة بالزرع و الأشجار و الورود من كل الانواع يذهب إليها المرء ليستريح من هموم الدنيا فيخرج من السيارة بهيبته الطاغية و يتجه إلى شجرة ما و يجلس أسفلها

تنهد سليم و هو يسند ظهره على جذع الشجرة و تدور كل الذكريات فى عقله فتنزل دمعة حارة من عينيه

فلاش باك

كان سليم عمره 12سنة كان عائد من المدرسة وهو يركض بفرح يريد أن يصعد إلى والده مثل كل يوم ليجلس فى حضنه و يحكى له عن يومه فى المدرسة و لكنه فوجئ بأشخاص كثيرة فى الڤيلة منهم من يبكى و منهم من يتصنع الحزن و منهم من صامت اول من جاء فى باله هو والده فصعد الى غرفة والده و هو يجرى

وصل سليم إلى باب الغرفة و هو يلهث بشدة و ضربات قلبه تتعالى كان يمسك مقبض الباب بيد مرتعشة و لكنه حسم امره و فتح الباب ليجد امه تجلس على الارض بجانب الفراش تقبل يد زوجها و تبكى بقوة و الطبيب يقف من الناحية الأخرى و يضع الملائة البيضاء على وجه والده

كان يراقب هذا المشهد الصعب بعين دامعة لكنه ضغط على نفسه لكى يحبس دموعه فأقترب من الفراش ببطئ و جلس بجانب والده و رفع الملائة عن وجهه و ظل يتأمله لثوانى ثم قبل جبينه و همس بأذن والده بـ..

سليم بدموع محبوسة و ابتسامة مكسورة:عارف ليه يا بابا انا مش حعيط(ثم صمت لثوانى يتأمل ملامح والده) لأنك زمان قولتلى انك مش بتحب تشوف دموعى و مين عارف مش يمكن اجيلك قريب

وقف سليم بجمود و خرج من الغرفة ثم توجه إلى الحديقة الخلفية فسقط على ركبتيه و بدأ الجمود يتلاشى من وجهه تدريجيا و يظهر ضعفه و تتجمع الدموع فى عينيه العسلية الصافية

بدأت الدموع تهطل من عينيه كالشلال و صرخ بكل ما يملك من قوة صرخة قهر صرخة ضعف صرخة وجع ..! ولكنه احس بيد صغيرة ناعمة تربط على كتفه فألتف ببطئ الى صاحبة اليد ليجد ابنة خالته الطفلة الصغيرة عيونها قطعة من السماء و شفتيها مقوسة الى الاسفل بعبوس لطيف و عيناها الواسعة دامعة و تمد يدها بمنديل له

سليم بصوت مبحوح:كارمن

كارمن بعبوس:متعيطش

وضع سليم يده على وجهه و مسحه عدة مرات ثم اخذ منها المنديل و مسح دموعه فأقتربت منه كارمن و ضمته فبكى اكثر وهو يضمها إليه

بعد مدة طويلة ابتعد سليم عنها فوجدها كانت تبكى على بكاءه فمسح دموعها بإمهامه و قبل جبينها ثم اجلسها فى حضنه

كانت كارمن محطمة القلب و هى ترى دموع سليم و كانت تفكر كيف ترجع البسمة الى شفتاه فتذكرت مواساة والدتها لخالتها فقررت قول ما قالته والدتها

  اوقعتنى طفلة  { بقلم لوكى مصطفى }Where stories live. Discover now