الفصل السادس

8.3K 439 18
                                    

أخذت فيدرا تهز جسده بقوة لتوقظه من هذا الكابوس لكن الوضع إستمر لبضع دقائق.. صراخه يعلو أكثر وأكثر حتى إنتفض من مكانه بأنفاس لاهثة.. صدره يعلو ويهبط بفزع... لم يستطع السيطرة على نفسه فبكى بهيستريا قائلاً : يحاول قتلي يا أمي... لماذا وشمتيه على ذراعي؟
إحتضنته فيدرا باكية على مايصيبه... يختلج صدرها بكلماته كالطعنات المسمومة.. تتمزق ألماً على قلة حيلتها وعدم قدرتها على مساعدته..تعالت شهقاتها بالبكاء قائلة : سامحني بنيّ .. ليتني مافعلتها
إختبأ أكثر بين ذراعيها وكأنها ملاذه الوحيد وأمانه من مخاوفه التي لم يعد قادراً على تحملها قائلاً بخفوت : إحميني منه... أشعر بأن قلبي سيتوقف من الفزع
مسحت فيدرا علي ظهره لتبث في نفسه بعض الطمأنينة : أنا معك يا عزيزي.. لا تخف
إبتعد عن أحضانها يمسح دموعه براحتيه محاولاً تهدئة نبضات قلبه التي تدق في صدره بعنف ثم نهض كلياً من مكانه يجر قدميه متجهاً إلى الخارج وسط نظراتها الخائفة.. إستدار إليها قائلاً بصوت مهزوز : أحتاج بعض الهواء.. أشعر بالإختناق
أومأت له إيجاباً قائلة : أجل بنيّ .. سأنتظرك
خرج إلى الفناء بخطوات واهنة يشعر بإرهاق شديد.. جسده متعب وكأنه تعرض لضرب مبرح أثناء النوم.. يرغب في الإستلقاء بعقله بعيداً عن هذه المطاردات الليلية التي بسببها بغض السُبات.. إستقرت أنظاره على شجرة ما أمام الكوخ ..جلس أسفلها مستنداً بظهره على جذعها يضم ركبتيه إلى صدره.. ملتفاً حول نفسه بذراعيه .. أراح رأسه إلى الخلف تاركاً لدموعه العنان فإنسابت علي وجهه بغزارة خوفاً مما يحدث معه كل ليلة ولا يجد تفسير ..إنقضى الليل عليه جالساً في موضعه .. لم يتحرك قيد أنملة غافياً بتوجس لا يحسب إغماض عينيه نوماً إنما غياباً قهرياً عن الوعي.. داعب خيط الصباح الأول جفنيه ففتحهما قسراً ليجد سينتو نائماً بجواره لا يعلم ماالذي أتى به في هذا الوقت المبكر.. إبتسم على شعور هذا المفترس اللطيف به مداعباً رأسه الكبير بأنامله.. فتح سينتو عينيه ينظر إليه يحدثه كعادته.. مال چايدن على أذنيه قائلاً بخفوت : شكراً سينتو.. تأتي دوماً في الأوقات الصعبة .. طبع قبلة عميقة على رأسه ثم نهض قائلاً بمرح لا يعكس ماتعرض إليه ليلته الماضية : هيا إنهض أيها الكسول لنأخذ جولتنا قبل إستيقاظ أمي
****************

في قصر آلابيستر /

كان مارسيل يتابع شئون الحكم التي ألقاها شقيقه على عاتقه.. راحلاً إلى أكثر نقطة منعزلة في ليبرا.. لم يبدي أي محاولة في التواصل معه وكأنه إستصاغ المغيب .. تاركاً ورائه هموماً لا تنزاح من قلبه.. مخاوفاً تزداد عاماً تلو الآخر.. قلقاً يساوره دائماً حول فشل ما أجبر على تنفيذه .. ألماً على فقد أقرب الناس إليه.. أولاً زوجته ثم إبن شقيقه ومن بعدهما شقيقه.. الجميع أحياء لكن كلاً حيّاً بطريقة ما.. زوجته الغالية سجينة داخل جسد لعين .. چايدن واقع تحت مدقة الخطر والتعويذة إقتربت بشدة من السيطرة عليه حقيقةً ليس حلماً فقط ..لوريس لم يخرج من قصر السولانا منذ رحيله وكأنه يعاقب نفسه على عدم حمايته لوريث عرشه.. أما هو يراقب ماتسير إليه خطة الأم ريڤا لاعناً السحر الأسود منه والأبيض .. فاطناً لكون الجميع وسائل لتبرير غايات مبهمة لايدرك منها إلا حماية ليبرا ..ولايوجد مايهون عليه متاريس الأفكار التي تدور في عقله سوى وجه إبنته الوحيدة هيلينا.. عينيها الزمردية وأسلاك الذهب الحريرية التي تغطي رأسها تذكره دائماً بعشقه الأبدي لوالدتها.. يفرح بطولها الذي أينع كثيراً أمام ناظريه.. يتمنى وجود سيلڤيا لتشاركه سعادته بها.. إبتسامتها تثلج صدره براحة عجيبة وكأن الجنة خلقت بين شفتيها الوردية. وجودها بحياته كمعنى اسمها نوراً حل على ظلمة أيامه الحالكة .. لا يناديها إلا بأميرتي واليوم إنتبه لغيابها على غير المعتاد.. سأل إحدى الجواري المكلفة بخدمتها فأخبرته بوجودها في قصر جدتها.. لم يدري لماذا ساوره شعوراً بالخوف عليها هذه المرة بالرغم من مكوثها معظم الوقت هناك.. حاول نفض أي فكرة مزعجة من ذهنه وإستمر في متابعة أعماله التي لا تنتهي

خادم الوشم (Jayden)..(مكتملة)Where stories live. Discover now