الفصل الثالث : على الجزيرة المنسية

157 7 9
                                    


وأبحرت السفينة بدءا من جزر بلاد اليونان نحو مضيق هرقل. ثم اتجهت جنوبا بمحاذاة الشاطئ لكن على بعد يوم ، حتى وصلت إلى بلاد الأسود التي اشتاق أن ينزل بها الثلاثة صائدي الوحوش. واتجه منصور بسفينته نحو الغرب إلى المنطقة التي رسمها بالخريطة بحثا عن الجزيرة المنسية

وهي لم يكن اسمها الجزيرة المنسية. إنما كان لها اسم جميل " بلاد كابي و تاجو " أي (بلاد زهرة الكابي و زهرة الياسمين ) .

و زهرة الكابي هي زهرة شيطانية و زهرة الياسمين هي زهرة بستانية أرضية ، سميت الجزيرة هكذا حيث يكثر في الجزيرة هاتان الزهرتان إحداهما ظاهرة يراها البشر والاخرى مخفية لا يراها إلا الجان ويحبونها كثيرا.

هي جزيرة مثالية لم يتلفها البشر ولم يجلبوا شرهم إليها.

و عندما وصل منصور للجزيرة ونزلوا على شاطئها ، رأى فتاة جميلة تبكي كثيرا ، جالسة عند الشاطئ على صخرة عالية ، ولم يراها غيره ، وحاول التحدث معها ، فلم ترد عليه بل كانت تنظر إليه كثيرا وتبكي. فانشغل بها و خاصة انه لا يستطيع لمسها كانت صورتها أمامه كأنها حقيقة موجودة أمامه لكن عندما يمد يده نحوها لا يجد شيئا سوى الهواء رغم انه يراها ، وكان يكلمها فلا تجيب. "فهل تسمعه ؟" كان يحدث نفسه بهذا ، و الأغرب إنها كانت تنظر إليه بحزن ولا تكلّمه.

وكانت تظهر أمامه هكذا في أول ثلاث ليالي لمجيئهم للجزيرة حيث كانت أيام اكتمال القمر. وتظهر عند ظهور القمر و نوره فقط.

وبينما كان أفراد الرحلة يستقرون على الشاطئ وينتظرون إشارته لبدء خطتهم في إزعاج الجان ، لكن منصور لم يأمرهم شيئا وانشغل بتلك الفتاة.

انشغل بها أكثر من أي شيء آخر وكان لا ينام الليل ، بل في الصباح ينام ، بعد أن تختفي...

فالحوا عليه أن يترك هذه الأوهام ، فلم يفعل ، واخبروه إنها خدعة يقوم بها الجان ليذهِبوا عقله. لكنه لم يخف وظل متعلقا بها.

وفي الليلة الثالثة اختفت من أمامه تلك الفتاة عند انتصاف الليل رغم وجود القمر. وهي لا تفعل شيئا سوى البكاء لكن في اللحظة الأخيرة لاختفائها نظرت إلى عينيه وأوشكت أن تقول شيئا واختفت. حيّره هذا الأمر كثيرا وأحزنه. و لكن لم يفهمه.

وفي صباح اليوم الرابع بدأوا مهمتهم المتفق عليها. فشرعوا في بناء بيت كبير للسُكنى وشرعوا يزرعون الأرض. وهذا استفز الجان جدا ، فبدأت تظهر لهم الهلاوس مبكرا اكثر مما توقعوا وذلك أثناء غروب شمس اليوم الثالث، وعندما اقبل المساء خرجت عليهم اسود جسمها من تراب ، وأخذت تقاتلهم بعنف ،وكانت تأتي من وراء الأشجار الكثيفة التي في وسط الجزيرة. ودارت بينهم معركة شديدة الضراوة على الشاطئ ، وجُرح كثير من البحارة. وكانت الأسود التي كانت تُقتل أو تصاب إصابة بالغة تتحول إلى تراب يتناثر في الهواء. وكانت أظافرهم وأنيابهم حادة ، فجرحتهم جروح كثيرة وكانت أصواتهم مخيفة ومرعبة. وما كانت الأسود إلا محاربين من الجان يدافعون عن الجزيرة

Você leu todos os capítulos publicados.

⏰ Última atualização: Dec 06, 2018 ⏰

Adicione esta história à sua Biblioteca e seja notificado quando novos capítulos chegarem!

اسطورة العهود القديمةOnde histórias criam vida. Descubra agora