(13)

2.6K 106 4
                                    

(بقلم :نهال عبدالواحد)

بدأ سيف يفكر من جديد حتى فجأة برقت عيناه و تذكر شيئًا هاما، كيف غاب عنه؟!

إن يوسف عاشق للسهر، السكر، ألوان الفجور ولا يمكن أن يكون طوال تلك الفترة يحبس نفسه في منزل مغلق، لكنه يمكن أن يسهر في حانات متواضعة في ضواحي مترامية وبعيدة لا يعرفه أحد فيها، إذن فليبدأ رحلة البحث الجديدة.

بالفعل بدأ يخرج يوميًا، يذهب للحانات و الملاهي الليلية المترامية ذات المستويات المتدنية فهو لا يستطيع الظهور في الأماكن الفاخرة وهو مطلوب القبض عليه.

مر يومًا وأيامًا وهو لا يمل، لا يكل وكل يوم يمر يزيد من إصراره ليصل إليها عن اليوم الذي قبله، حتى أخيرًا وجد بغيته، لقد رآه يتردد على أحد الحانات فيجلس، يسكر و ينفق أمواله هنا وهناك فصار مطاعًا بينهم تترامى تحت قدميه الغانيات و العاهرات فمن تضاحكه، من تراقصه، من تمازحه ومن....

المهم ذلك الثمن الهائل الذي يقذفه هنا وهناك، يظل هكذا حتى يفقد وعيه فتحمله إحداهن و تذهب به لبيتها.

عاد سيف والتحدي يملأه من جديد، رسم خطة جديدة، عاد بشخصية جيمي من جديد، ذهب لذلك المكان لكنه لم يدخل انتظر مجيء يوسف وسكره فهو يعلم جيدًا ما تفعل الخمر برأس يوسف فهو دائمًا لا يشعر بنفسه و هو مخمور وعندما يستيقظ من جديد يكون قد نسى كل شيء فقديمًا كان ينظر ما صور الكاميرات في شقته أما الآن...

بعد ما تأكد سيف أن يوسف قد ثمل تمامًا دخل متصنعًا السكر يترنح، يغني، جلس عن مقربة من يوسف الذي كان ساندًا برأسه على البار يكاد فاقدًا لوعيه.

كان لسيف بهيئته تلك مظهرا جذاب، بدأت الفتايات تقترب منه واحدة تلو الأخرى، بدأ يظهر المال فتآتت جميعهن، ظللن جواره يضحكن، يتمازحن و يتدللن لربما يحتاج لما هو أكثر من ذلك وكان يجاريهن ويندمج معهن بشكل لا يثير الريبة.

ثم جاء للجزء التالي من الخطة، بدأ سيف في تصنع النوم والغياب عن الوعي فدخل مجموعة من الشباب ما هم بالطبع إلا رجال سيف دخلوا يضحكون ويشاورون للفتيات فذهبن إليهم خاصةً بعد هدوء سيف وتصنعه للنوم هو الآخر.

وما أن ذهبن نحو هؤلاء الشباب حتى أخرج شئ صغيرًا للغاية وشبكه في شعر يوسف من الداخل فقد كان له شعر طويل وكثيف، وضع ذلك الشئ في خلسة و سرعة ثم بدأ يتحرك مترنحًا مثلما دخل وانصرف وغاب تمامًا.

بعد قليل بدأ يوسف يستيقظ ببطء لكن غير واعي أخذ ينادي على الفتايات في ضجة و صوت عال مما جعل صاحب المكان يتدخل وينادي عليهن فعُدن إليه من جديد فغادر هؤلاء الشباب المكان على الفور.

كان دور الشباب تغطية فعل سيف وخروجه ولم يكن ذلك الشيء الصغير الذي وضعه سيف ليوسف سوى ميكروفون صغير وجهاز تتبع يعد عليه أنفاسه.

(حبي الأول و الأخير )  By : NoonaAbdElWahed Where stories live. Discover now