الفصل الخامس والأربعون - الأخير - الجزء الرابع

77.6K 2.6K 411
                                    


القراء الكرام .. سيتم غدًا استكمال المشاهد الختامية والنهائية للفصل الأخير وذلك لضيق الوقت المتاح ولعدم إضاعة وقتكم في الانتظار ...

قراءة ممتعة مع الأحداث المشوقة ..

------------------------------------

الفصل الخامس والأربعون (الأخير – الجزء الرابع)

أفسدت لياليه باختفائها الذي أحرق روحه وزاد من عذاب ضميره، لم يترك بقعة يمكن أن تتواجد بها إلا وذهب للبحث عنها فيها، ظن من تابعه من على بعد أنه حريص بما يختص بأمور الموضة، لكن القريب منه مُدرك لسبب متابعته الزائدة بتلك الأخبار عله يجد بين العارضات ضالته المنشودة، ورغم مرور الأشهر إلا أن "معتصم" ظل محافظًا على جدية بحثه عن "آسيا"، لام نفسه مئات المرات لتفريطه بها، هي فقط نفذت ببساطة ما طلبه منها مرارًا وتكرارًا لينكوي بعذاب هجرها له، حدق من جديد في صورتها الموجودة بهاتفه متسائلاً بحرقةٍ ومرارةٍ:

-ليه يا "آسيا"؟ للدرجادي كرهتيني؟

انحبست الدمعات المغلولة في عينيه تأثرًا بما اقترفه في حقها من تحميلها ما لا تطيق في أصعب ظروفها ليجني الآن ثمرة كراهيته السابقة لها، تنفس بعمق ليمنع نفسه من البكاء، أعاد وضع الهاتف في جيبه ليحدق من جديد بشرود في الفراغ مستعيدًا تلك الذكرى الحميمية التي منحتهما سكينة مؤقتة، ولكن ما لبثت أن تحولت إلى ذكريات شك وصدام وعنف وبغضٍ لا حدود له ليتضاعف عذاب ضميره، خشي أن يخسر ما تبقى له من أمل لملاقاتها، فقد اختارت الهجر والرحيل وبرعت لأقصى درجة فيه.

.................................................

نقلتها الرضيعة بحضورها الملائكي إلى عالم آخر مليء بالسعادة والتطلعات لغدٍ مشرق تتشاركان فيه حياتهما سويًا، تناست "آسيا" أحزانها وعكفت على رعاية طفلتها موفرة لها كل ما تحتاجه، شعرت بأن وجودها في ذلك التوقيت تحديدًا هو نعمة من الله لتستطيع المضي قدمًا، تغلبت على خوفها من المجهول وخبت أحزانها مع براءة الصغيرة التي استحوذت على كامل تفكيرها، فأولتها اهتمامها بالكامل بجانب متابعة عملها، تحمست كونها امتلكت لون عينيها وبشرتها البضة، حتى خصلاتها الصغيرة المتناثرة كانت سوداء داكنة مثلها، بدت الرضيعة "نادية" نسخة مصغرة منها.

شاطرتها رفيقتها المقربة "جميلة" في تربيتها واعتبرت نفسها في منزلة الخالة وإن لم يكن يجمعهما رابط الدم، التفتت "آسيا" نحوها حاملة الرضيعة من خصرها لتقول لها بلهجة شبه صارمة:

-ده دورك تغيريلها البامبرز

عبست قائلة بتذمرٍ:

-اشمعنى لازم تحطيني في الحاجات دي؟ على فكرة أنا بتاعة الفرفشة

هزت رأسها بالنفي وهي تأمرها:

المُحترَمُ البَرْبَريُّ ©️ - كاملة ✅حيث تعيش القصص. اكتشف الآن