الحلقه الثالثه عشر 13

1.5K 42 2
                                    

حب غيَر حياتي
الحلقه الثالثة عشر

-ربنا حب يعوضنا أيام حرماننا وعذابنا ببعض وأوعدك اللي جاي هيكون أجمل إن شاء الله بس إوعدني إنك تحبني وتفضل حنين عليه العمر كله
-عمري بس مش كفاية عشان أحبك وهافضل أحبك بعد عمري كمان
عاشا معا ينهلان من نبع الحب والسعاده هو يعلمها وهي تفيض عليه من حبها، لكن الأيام كعادتها لاتترك الإنسان على حال واحده أبدا. عاد سعد من المدرسه فوجدها باكيه فزع وسألها عن سبب بكاءها فأخبرته أن داده عزيزة كلمتها وأخبرتها بمصرع والدها في حادث مع إمرأة سيئة السمعه فقالت:
-يعني حتى وهو ميت مش عايز يسيب لنا غير الفضايح
ضمها لصدره وربت على كتفها وقال:
- الله يرحمه ويغفر له ،جهزي نفسك عشان ننزل مصر
-مش عايزه خليني هنا
- الواجب يا لينا إنك تقفي في عزا أبوكي المشاعر مالهاش دخل بالواجب ومهما يكون هيفضل أبوكي
-بس خليك جنبي وماتسيبنيش
أعدت ملابسهما وسافرا للقاهرة وإتجها لفيلا والدها ، أصاب سعد الذهول فلم يتصور أنها بكل تلك الثراء والفخامه، هل تركت كل هذا لتعيش في بيته الفقير؟؟والأن هل ستترك هذا وتعود معه؟؟ إنتزعه من أفكاره صوت لينا وهي تبكي وترتمي في حضن سيده كبيره قالت لها:
-داده وحشتيني
-حبيبتي يا بنتي البيت ماكانش له طعم من غيرك
-أعرفك بسعد جوزي
-أهلا يابني
فقال:- البقاء لله
هنا دخل عمها حسن ، رجل في الستين من عمره يبدو عليه الوقار فسلمت عليه وقالت:
-إزيك ياعمي أعرفك بسعد جوزي
نظر إليه حسن متفحصا وظل وجهه بلا ملامح ثم قال:-
-إتفضل الرجاله في الصالون وإنتي أدخلي مع الستات يا لينا
إنتهى العزاء وقال لها عمها :-
-ممكن نقعد سوا ونتكلم
فقالت :- إتفضل في المكتب ياعمي
دخلت لينا وسعد مع عمها الذي قال:
-عايز أعرف حكاية الجواز دي إيه
قالت لينا:- حضرتك عارف دادي وتصرفاته وحبه للفلوس حب يزود فلوسه فقرر إنه يجوزني إسماعيل إبن أكبر منافس له واحد مالوش هم غير جمع الفلوس زي دادي ولما رفضت صمم فقررت أهرب منه وقابلت سعد مدرس علوم وإنسان محترم وأخلاقه عاليه عرضت عليه أتجوزه عشان أهرب من جوازة إسماعيل وافق بس بشروطه أخدني وعيشنا في بيته في قرية جنب المنصورة هناك عشت حياه تانيه واتعلمت معنى الإحترام والعطاء وإن الإنسان يكون له هدف في الحياه، رفض يمد إيده على مليم من فلوسي وعاملني بمنتهى الحب والإحترام وسامحني على كل حياتي اللي فاتت وعلمني أعيش من جديد..دي كل الحكايه
سكت عمي للحظات ونظر لسعد متفحصا ثم قال بهدوء:
- طبعا إنت عارفه إني كنت مقاطع والدك بسبب سلوكه وبسبب صفقات كتير مشبوهه كان فيها ظلم لناس كتير،لكن إنتي دلوقتي أمانه في رقبتي بس قبل ما نتكلم في الورث والفلوس لازم نرد كل ظلم أبوكي عمله لأننا مش هناخد تركه ملوثه بحقوق الناس
-أنا موافقه يا عمي
-هاخلي ياسر إبني يراجع كل الحسابات والصفقات وندي للناس حقوقها وبعد كده نقسم الورث ومن فضلك خليكي هنا عشان هنحتاجلك كتير، ودلوقتي فيه موضوع خاص بوالدك لازم تعرفيه هو..
قال سعد:- معلش أنا هاستأذن وأسيبكم براحتكم
قالت لينا:- داده عزيزة
دخلت الداده فقالت لينا:- طلعي سعد لأوضتي وطلعي معاه الشنط بتاعتنا
-حاضر
قال حسن:- أبوكي كان متجوز عرفي ولما عرفت إنه مات مع واحده تانيه مصممه تفضحه وتشهر بيه وكمان مش كده وبس دي بتقول إنها مخلفه منه
-ما أعتقدش إنه كان بيخلف لأن ماما قالتلي أنهم بعد ما خلفوني حصلت له حادثه وعملت له مضاعفات ماعرفش يخلف بعدها وده كان سبب من أسباب عنفه معاها، عموما تحليل الدي إن إيه هيكشف المستور وقرشين كويسين هيخلوها تسكت ولو رفضت قدامها المحاكم إحنا هنخاف على إيه سمعته كانت معروفه
-حاولي تسامحيه يابنتي مش عشانه لأ عشانك إنتي عشان ترتاحي
-هاحاول ياعمي
-أما موضوع جوازك ده نتكلم فيه بعدين
-ليه ماله سعد ياعمي؟؟
-مالوش بس سيبي الأيام توضح حقيقة الناس
إنشغلت لينا عن سعد في الأيام التاليه بإجراءات الميراث ومشاكل والدها وسعد يعيش في الفيلا منبهر بكل مظاهر الثراء من أثاث وملابس وطعام وسيارات فارهه، وبمجرد عودة لينا لحياتها تحولت لإنسانه أخرى أكثر رقيا في كل شئ إنها كانت تخفي حقيقتها وتتصنع الرضا حتى لايعيدها لوالدها إذا؟هل كان تحويل زواجهما لحقيقه جزء من إنتقامها من والدها؟ فكيف يمكن أن ترضى بحياه فقيرة بائسه وتترك كل هذا الثراء؟ لم تتخل لينا عن حجابها وإلتزامها بل راعت غيرة سعد وكثيرا ما كانت تصطحبه معها حتى لايشعر بالدونيه أو بتغيرها تجاهه لكنها شعرت ببعض البرود والتغيير في تعامله معها فقد أصبح شديد الصمت والتجهم حتى وهما بمفردهما.بعد مرور أسبوع على وفاة والدها مازالت لينا منشغله بالكثير من الإجراءات شعر سعد برغبته في الإبتعاد لفتره ليعيد ترتيب أفكاره فقال لها:
-أنا هاسافر يومين عشان أجازتي خلصت وأبقى أرجع تاني
-هتسيبني لوحدي؟؟
-مش لوحدك إنتي وسط أهلك
-من غيرك باحس إني لوحدي
تأملها للحظات وضمها لصدره وقال:- لحظة ماهتعوزيني هتلاقيني جنبك
-ماتغيبش عني كتير
-كل شئ بقدر الله
نجلاء لطفي

حب غير حياتي بقلم نجلاء لطفيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن