38

1.9K 66 2
                                    


-انت اتجننت يا كلب !!
هتفت "دينار" بغضب حارق تخاطب إبنها الواقف أمامها في برود تام ، و تابعت بعنف:
-عايز تتجوز الخدامة يا حيوان ؟ و كمان و هي علي ذمة راجل تاني ؟؟
بلهجة هادئة رد "مروان":
-انتي هتساعديني يا ماما .. هتقنعي عبيد يطلقها.
-نعم ! لأ انت فعلا اتجننت !!
باغتها "مروان" بشيء من العصبية:
-انا ماتجننتش و لا حاجة .. قلتلك قبل كده اني بحبها و عايز اتجوزها ، و لو ماساعدتنيش هتصرف انا بمعرفتي.
إكتسب صوتها رنة هستيرية عالية و هي تستطرد:
-اخرس يا حيوان .. عايز تعمل ايه اكتر من اللي عملته ؟ هتهبب ايه تاتي ؟ ده جوزها لسا بيدور عليها و حالف يشرب من دمها و من دم اللي غواها .. و انت جاي تقولي دلوقتي اساعدك و اقنعه.
تأفف "مروان" قائلا:
-انا مابقتش صفير و قادر اتحمل نتايج تصرفاتي.
ردت و الوهن يرجف صوتها:
-انت ضيعت نفسك خلاص .. كنت فاكرة اني خلفت راجل عاقل و محترم .. لكن للأسف .. و يا خسارة ماطلعتش راجل يا مروان.. دايما كنت باجي في صفك و اديها جت علي دماغي انا ، لان انا السبب ، انا اللي عملت كل ده ، انا اللي خليتك تفتري ، انا اللي خليت مابقاش في حد عارف يقف قصادك .. بس زي ما بيقولوا العضو الفاسد لابد من بتره و انا رميت طوبتك و خلاص .. مش عايزة اشوف وشك تاني طول ما انا عايشة.
لم يرد عليها "مروان" .. بل حدجها بنظرة غاضبة و إستدار منصرفا من المنزل ، فصاحت بأعلي صوتها:
-في ستين داهية.

**************************

أسدل الليل ستاره الحالك ، و ساد الظلام في الأفق ..
بينما إجتمع داخل ورشة "رشدي" الصناعية بـ"حي الغورية" مجموعة رجال يرتدون زي العمل الرسمي و السخام الأسود يلطخ وجوههم و إيديهم ..
فيما صاح "رشدي" و هو يقف إلي جانب "توفيق" أمامهم:
-دلوقتي يا رجالة الانسة هانيا بنت اخو الاستاذ توفيق غايبة عنه ، و من الاخر مخطوفة .. في واحد ابن حرام خطفها و حبسها في بيته و مش راضي يحلها .. و انا لما فكرت مالاقتش غيركوا يسدوا في الموضوع ده.
هتف أحد الرجال بحماسة رجولية:
-احنا كلنا فدا الانسة يا عم رشدي.
و صاح أخر بغضب متقد:
-اللي تؤمر بيه انت و الاستاذ توفيق هيتنفذ يا عم رشدي ، كله الا عرض الولايا و الشرف مافيهوش هزار.
ضم فرد ثالث صوته إلي صوت الرجلين بقوله الحاد الحانق:
-و رحمة امي لو كان بسلامته ده مس شعرة من الانسة لاكون معلق راسه علي باب الحارة.
و تداخلت فجأة الصيحات المستنكرة و المتذمرة حتي هتف بهم "رشدي" بصرامة ليسكتهم:
-بـــس .. بس يا رجالة ، انا عارف انكوا جدعان و تقدروا تسدوا في اي حاجة عشان كده انا جمعتوا دلوقتي .. لكن لازم تعرفوا ان الجبان ده عايش في بيت طويل عريض و موقف عليه شوية تيران تحرسه .. اللي عنده استعداد يجي معانا و احنا بنرجع الانسة هانيا يقول عشان هنتحرك حالا !
صاحوا الرجال جميعا في صوت واحد:
-كلنا جايين يا ريس رشدي.
و هنا .. تصاعد رنين هاتف "توفيق" فأخرجه ليجد رقم غير معروف .. لكنه رد في الأخير:
-الو !
أجاب الطرف الأخر بلهجة متحفظة:
-الو مساء الخير .. الاستاذ توفيق علام معايا ؟؟
بوجوم رد "توفيق":
-ايوه انا .. مين حضرتك ؟؟
عرف الأخير نفسه بلهجة رسمية:
-معاك المقدم اياد راشد من مباحث امن الدولة.
أجفل "توفيق" مرتابا و هو يسأله:
-اهلا و سهلا يا سيادة المقدم .. خير في حاجة ؟؟
-حضرتك اكيد عارف مدام قوت القلوب !
-اه طبعا عارفها.
-انا و بنتها في بينا مشروع جواز ، و من خلال العلاقة اللي ربطتنا ببعض هما الاتنين حكولي علي المشكلة اللي واقعة فيها بنت اخو حضرتك ، انا مستعد اقدم مساعدتي لو تحب ، بس محتاجك تيجي تقدم بلاغ في المديرية و انا موجود عشان اقدر اطلع اذن و اخد قوة و اطلع بيها علي بيت الراجل اللي بتتهموه بالخطف ده.
أشرق وجه "توفيق"بالأمل و هو يسأله بلهفة:
-اجي امتي يا حضرة الظابط ؟؟
أجابه "إياد" علي الفور:
-لو حابب تعالي دلوقتي.
-جاي حالا.
قالها "توفيق" براحة و سرور و أنهي المكالمة ..
فسأله "رشدي" بإهتمام:
-ايه يا توفيق ؟ .. خير ايه اللي حصل ؟؟
أطلق "توفيق" تنهيدة من أعماق أعماقه و هو ينظر إليه بعينين لامعتين ...

المظفار والشرسهWhere stories live. Discover now