أناديكِ

133 8 0
                                    

كانت وتين تتجول بفرسها في أنحاء الغابة ، شاردة البال وصل إلي مسامعها صوت رجل يدندن قائلاً
" من جوف الأرض أناديكِ ، أوتبلغكِ آهات حنيني ، إن كنت أنا بعشقي أضنيكِ ، وعدي ألا أنطق يوماً بأنيني ، أينما ألتفت ألاقيكِ ، صرتي ليّ ضلالي و يقيني ، ليست بيدي حيلة لأرضيكِ  ، ها قد أمسي جنوني غراماً فجاريني "
إضطرب نابضها إثر سماع صوته ، إلتفت حولها لاهثه
تمتمت قائلة "  إلياس "
جرت بفرسها ناحية الصوت و هي تصرخ قائلة " إلياس "
وصلت لمنبع الصوت لتجده جالس أمام ضفة النهر ، جرت وتين ناحيته و هي تقول ببكاء  : إلياس ، لقد عدت  إقتربت وتين منه مُسرعة لتصل لمكان مجلسه و تجد سراب أمامها . 
صدي صوت الغِناء مجدداً ، لتصرخ وتين قائلة : إلياس .
" من جوف الأرض أناديكِ ، أوتبغلكِ آهاااااتي... أضنيكِ ..
وعدي ألا أنطق يوماً بأنيني ، أوأحيا ؟ كيف أحيا و أنا إلي زوال ؟  ، فإسيقني و جاريني فأنيني .....
أوأحيا ؟  كيف أحيا و أنا زوال ؟
هل أبقي في الجوف أناديكِ  ؟ و أراقصكِ خيالاً ينسيني ؟
أرجو منكِ حناناً أو سماً ، فإسقيني . "
كانت تعدو باكية و هي تنادي عليه ، لم تجد أحد حولها ، وقفت بفرسها في منتصف الغابة و هي تلهث .
             *********************
دخلت ليلي مُسرعة علي وتين و هي تبتسم ، وجدتها جالسة علي السرير في وضعيه الجنين ، لتختفي الإبتسامة من علي مُحياها ، هرولت ناحيتها قائلة بقلق : ما بكِ يا وتين ؟
نظرت لها وتين قائلة بصوت متحشرج : إنه هنا يا ليلي ، لقد عاد .
نظرت لها ليلي بتساؤل قائلة : من هو ؟
ردت عليها وتين باكية : إلياس .
نظرت لها ليلي بحزن قائلة : مُستحيل يا وتين ، لقد مات إلياس .
نظرت لها وتين ببكاء قائلة : لا لم يمت يا ليلي ، إنه علي قيد الحياة .
قالت لها ليلي بتروي : لقد أخده قيس من هُنَا يا ليلي بعد طعنكِ له ، حتي لو كان علي قيد الحياة ، فهو لن يعود .
قالت وتين و هي تبكي بحرقه : أنا لم أقصد ، لقد أعماني الغضب يا ليلي .
إحتضنتها ليلي قائلة بحنو : إهدئ يا وتين ، لقد مر كل شئ ، يجب عليكِ النظر إلي الأمام .
قالت وتين بعدما تعالت شهقاتها : لقد سمعت صوته اليوم في الغابة ، لقد كان يغني إنه هُنَا صدقيني .
قالت لها ليلي بهدوء : لقد كنتِ تهلوسين يا وتين .
نظرت لها وتين لها ببكاء : لا لم أكن أهلوس .
نظرت لها ليلي مغرورقة العيون قائلة : حسناً ، إهدئ ، نامي الأن .
ربتت ليلي علي ظهر وتين إلي أن غفت ، إنسحبت بعدها إلي الخارج بهدوء لتنزل إلي أبويها .
بلقيس بقلق : كيف هي وتين يا ليلي ؟ لقد عادت من الخارج و هي تبكي و لم تخرج منذ ذلك الوقت .
ليلي بهدوء : لقد عادت وتين للهلوسة يا عمه بلقيس .
نظرت لها بلقيس بصدمة واضحة لتقول بعدها : ماذا ؟ لقد توقفت عن أخذ مضادات الإكتئاب منذ أن خرجت من المصحة ، أيعقل أن تكون تأخذه في الخفاء .
نظرت لها ليلي بحيرة قائلة : لا أعلم حقاً ، منذ أن علمت أن إلياس ليس هو من صدم ليث و هي مُدمرة .
جلست بلقيس علي الأريكة و هي تبكي بصمت علي حال وتينها .
نظرت لها ليلي بصمت و هي تتحسر علي حال صديقتها .
             ********************
كان إلياس واقفاً في غرفته أمام المرآه ، يطالع تلك الندبة أيسر صدره ، دخل عليه قيس ليلتفت له إلياس قائلاً : ماذا هناك ، ألم أقل لك أتركني بمفردي .
نظر له قيس بحزن ليقول بعدها هامساً و هو يشير إلي هاتفه : إن أيهم يريد مُحادثتك .
أخذ منه الهاتف دون أن يعقب علي كلامه و يقول بعدها : مرحباً أيهم -صمت لبُرهه من الوقت و بعدها قال - للأسف يا أيهم لن أستطيع  المجئ ، لديّ أعمال كثيرة ذلك اليوم .
أغلق إلياس معه بعد وقت ليس بقصير و ألقي هاتفه بإهمال علي السرير ، نظر له قيس مُتسائلاً : ماذا كان يريد ؟
نظر له إلياس ببرود قائلاً : كان يدعونا علي حفل عيد ميلاد وتين ، قال أنها ستكون حفلة تنكرية ، يجب أن نتجهز لها جيداً يا قيس .
نظر له قيس مُنصدماً ليقول بعدها : أستذهب ألم تقل أنك لن تأتي يا رجل ؟!
نظر له إلياس بغموض و قال و هو يمسك الدعوة التي أخذها من أيهم : سأكون أول الحاضرين يا قيس و أنت ستكون معي .
                   **************
كانت وتين جالسة علي الأرجوحة في الحديقة تلعب بشعر أسدها الخاص ، وجدت ليلي تتجه ناحيتها مُبتسمة لها .
قالت ليلي بصوت مرح : مرحباً
ردت عليها وتين بخفوت : مرحباً ليلي .
قالت ليلي مُبتسمة : خمني من سيأتي لعيد ميلادكِ ؟
نظرت وتين لها مُتسألة : من ؟
قالت ليلي بحماس : قيصر و إڤانجلين .
نظرت لها وتين مُبتسمة : بيتر بان و ويندي الخاصة به .
قالت ليلي ضاحكة : أجل ، ماذا سترتدين في الحفل .
نظرت لها وتين بتفكر و قالت بعدها : سأرتدي فُستان الساحرة الشريرة من فيلم SnowWhite and the Huntsman .
نظرت لها ليلي قائلة : سيبدو رائعاً عليكِ .
قالت وتين مُتسأله : و أنت ؟
قالت وتين بإبتسامة : سأرتدي فُستان روز من فيلم تايتنيك .
نظرت لها وتين قائلة : ليس سئ .
قالت ليلي بصوت عالٍ كمن تذكر شئ : ما رأيك أن نقوم برقصة  ريبونزيل و هي في المدينة ؟
نظرت لها وتين قائلة : ليست فكرة سيئه ، علي أي أغنية سنرقص ؟
قالت ليلي بعد بُرهه من التفكير : ما رأيك في أُغنية يا ليل ؟
تنهد وتين قائلة : سنري ، ليست سيئه أيضاً .
قالت ليلي بتساؤل : أسيأتي غيث ؟
نظرت لها وتين بخبث قائلة : لماذا تسألين ؟
قالت ليلي بحُمرة طفيفة علي مُحياها : وتين .
قالت وتين بقهقه : أجل سيأتي.
أبتسمت ليلي بشدة تحت أنظار وتين الخبيثة .
                *****************
كان الحفل علي وشك البدء ، تفاقم شعور القلق داخل وتين ، وقفت تُطالع نفسها في المرآه و الفُستان مُلتف و أبرز جمالها و جدلت شعرها الغجري علي شكل تاج ، نقلت مُقلتيها إلي ذلك الخنجر الموضوع علي طاولة الزينة ، أمسكته بيدها و مرت بإبهامها علي الخنجر إلي أن وصلت لنصله ، لاح إلي ذاكرتها نصل الخنجر و هو يُغرز في قلب إلياس ، و الدماء التي أنتشرت عليها .
دخلت عليها ليلي فجأه لتلتفت لها مُسرعة بعدما وضعت الخنجر مُسرعه ، نظرت الي ليلي لاهثه .
قالت لها ليلي بتوتر : ما بكِ يا وتين ، أأنت بخير ؟
نظرت لها وتين قائلة بصوت مُتحشرج : أجل ، هيا بِنَا .
نظرت لها ليلي بشك قائلة : أمتأكدة .
نظرت لها وتين بأنفاس مضطربة و قالت بعدها : أجل ، مُتأكدة .
قالت ليلي بشك : حسناً ، هيا بِنَا .
نزلت وتين مع ليلي بهواده إلي أن وصلت إلي طاولة عائلتهما .
وقفت وتين بتوتر ملحوظ ، غافلة عن تلك العيون الرمادية التي ترصد كل تحركاتها مِن تحت القناع .
إلتفتت وتين إلي ايهم الذي وصل و إحتضنته قائلة : كيف حالك ؟
رد عليها مُبتسماً : بخير، و أنت ؟
ردت عليه مُبتسمة : بخير الحمد لله .
مد لها يده بصندوق ذهبي اللون قائلاً : كل عام و أنت بخير .
نظرت له وتين مُبتسمة قائلة بعدما أخدت  : أشكرك يا أيهم .
نظر لهما إلياس ببرود مُربك بعدها تمتم قائلاً : ستُمحي تلك البسمة من علي وجهكِ قريباً يا ذات العسلين .
                  *****************
مرحباً أيها الأولاد التائهين 👋🏻🖤🖤
رأيكم 🖤💃
22/12/2018 🖤

الندم | Regret |Where stories live. Discover now