الفَصل الثّـاني (حدِيثّ ثمِل).

821 107 1
                                    

"هـذا هُـو الدرس لهذا اليومِ، أراكم بالحصة المُقبلة. كُونوا بِخَيْـر."

تحدّثتَ أديـليا مُبتسمة لطلابها فِي المرحله الثانويّة، ريثما تجمّع أغراضها وتغادر الفَصل.

تعمل أديـليا معلمة. وتبلغ من العمر ستة وعشرون عاما كُانتَ توقّع حضورها لليوم مع تزامن رنين هاتفها بجيب حقيبتها فجأة.

"أجل ؟" ردتّ سريعاً مُستفسرة فورِ رؤيتها للمتصل، بينما سارت للمرآب حيث تركن سيارتها.

"أديـليا. أُجلبي معكِ بعضً مَن حاجيات لليّل-مأكولات حارّة ومَا إلى ذَلِـك، معي فلماً مُرعِبَ لهذا المساءَ."

طُلب أدريـان ويبدو أنه يُحادثها خلال قيادته لسيارة، فِيما ضحكت أديـليا قائلة: "دائماً مَا أكون الطـرف الَّذِي يُجلب المُقرمشات." وتابعت: "علىَ الكلُ، حسنٌ."

"شكراً لكِ، لـاَ تتأخري بالعودة أيتها المُعلمة."
تبسمت: "حسنٌ."

وبهذا هِي أغلقت الخطّ، وقامت بأشعال السيارة والأنطلاق بعيداً عَـن مكان المدرّسة.

-

"هُـنَا ؟" سأل أدريـان، بينما ركن سيارته بجانب زقاق فِـي حي ذُو سمعة سيئة وهو يضِع هاتفه جـانباً بعد ان انتهى من مكالمته مع أديـليا يشتمل صديقه المُتورط بعيناه.

"أجل. أنتظرني هُـنَا، سأدفع لهم أموالهم وأعود." ردّ بـول على مضض وهُو يُخرج كيس أسود اللـون مَن دَرَج السيارة ويهم بالمغادرة.

أذ حديث أدريـان أستوقفه، قائلاً باعتراض:
"سأذهب معك، مَاذا إن أعتدو عليك بالضرب ؟"

"لنّ يُفعِلوا، لَيْـس وكأنك قَلِق عليِ أخي، لقَدَ كنا نتشاجر صباح امس". سخر بـول وبذات الوقتَ يُذكرة.

صفعه أدريـان علىَ راْسه بمزاح، وأردف مُحملقاً به: "سـافل، والخَيْـر لـاَ يجوز عليك، هَيا أنزل مَن سيارتي وَعْد مشياً."

"يـا لك مَن بغيض." قال بـول مُتنهداً بينما نَزَل مَن السيارة، ثمّ أكمل: "سأعيد لك مَالِك بأقرب وقتَ، شكراً لتدييني بعض المال منك لسد ديوني".

"أصمتَ، لا تقل ذلك ونحن.." صمت وهله وتابع بهمس: "أخوة."

"تقصد كالأخوة، أنتَ لسَتُ بأخي، أعني أنتَ.."

أسكته أدريـان وَهُو يصيح فِي غضب: "أوتعلم شيئاً، أنتَ والحقً والحق يُقال سـافل، بغيض، عاهر، واللعنة تُصيبك."

ثمّ أنطلق بسيارته بعيداً، تاركاً بـول فِي ذَلِـك الحي المُرعب يُسدد دِينِه.

-

"ألتقط." تمتمت إيـڤلين فِي ملل، تُلقي القداحة لزيـن.

ألتقط زيـن القداحة مِنْهَـا فِي مَا كُانتَ بالهواء، وأشعل سيجارته ليستنشق بمتعة الدخان السام ثمّ نفث الباقي بعيداً.

"أراكِ هُـنَا اليومِ ؟ أَلَيْس لديكِ جامعة !" سأل زينّ. 
نظرت إيـڤلين دقيقة نحوه وعلّقت: "أراك مُهتماً ؟"

"إنه مُجرّد سؤال !" ردًّ زيـن ببسـاطة، وقَدَ بحلق بهـا بنظرات مُثلجة.

"أهتم بشأونك، زيـن." أردفت هِي، تُخطتف منه سيجارته قبل أن تعانق شفتاه مرة اخرى لتحطها على شفتيها.

"مَا مُشكلتكِ، أنـتِ؟" أنفعل زيـن مَن تصرفها الجريئ وهله ثم عاد يكمل: "لسَتُ بأحد رفاقكِ بالجامعة، لتعبثي معي. إيـڤلينا."

"وإن يُكن؟ فالعبث معك شَـيْء مُثير!" ردتّ إيـڤلين بكلُ سلاسه. وقَدَ رُفعـت حاجباً لهَ كتحدي.

"إيـڤليـ..

قطعته هِي قبل أنَ يبدء فِي الحـال قائلة بِلِسان ثمِل تغير مجرى الحديث بعد ان اسندت جسدها على الكرسي بجانبة: "لَمْ أُحب علىَ مدار حَيَاتِي، سوى كلُ مَن لَمْ يكُن يُناسبني."
وتابعت: "وهُنَـا كُانتَ مُشكلتي !"

نُظـر إليها بعمق، وفكّر..
كم تبدو قاسيه، باردة المشاعر، جريئة، ورغم كُل تظاهرتها بالقوّة، وعدم المُبالاة الَتِـي تسكن داخلها إلى أن بداخلها براكين العالم اجمع.

إنها تُخْفِي الكثير خلف شخصيتها المُسيطرة هذه.

"فِي حُبّ مَن وقعتي يـا صَغِيرَة ؟" سألها، لتفر قهقه مَن فمها لحظة، قبلِ أنَ تكتمها جـرّاء غصاتها الـاَ مُنتهيه.

"بمن كُان لـاَ يُناسبني، ألَمْ أخبرك مُنـذ قليل" عادَت تُخبره مُتنهدة فِي تعب مَن حال قَلْبَها. وهي تشبع عينيها بتحديق به.

إنَ الحُبّ لصعبً .. حين يَكُون مَن طرف وأحد !.

"..تعالِي لهُنَـا."

جذبها لصدرة فجأة فِي لحظة غير متوقعة وعانقها لـأول مـرّة.
مُما أفقدها تنفسها، وأحمرت وجنتيهـا، فِيما حاولت الأعتراض علىَ ذَلِـك ودفعه بلطف لخلق مسافة بَيْنهمَا.

"لسَتُ بحاجة لشفقة!" تهكّمت، ليبقى زيـن يُنظـر لعيناها دون النبش ببنيت شفه.

ثم قال:
"لَمْ تكُن شفقة، مُجرّد عناق.." تنفس صاعداً وأكمل فِيما نهض مُغادراً الحُجرة: "ولكن لتعتقديه أيًا ممَا شئتِ أيتها الصَغِيرَة."

يتبع ..

 مَدِينةِ النّجُومَ  Where stories live. Discover now