Date

173 10 2
                                    

5:00P.M
، الرابع من نوفمبر

-لدي عمل معك
-ماهو يسعدني ذلك؟
-في الحقيقة اريد شراء سيارة جديدة وبما انكَ فتى لابد انكَ خبير في هذا؟
-لا بأس لدي صديقي خبير سيارات ولديه ايضاً معرض سأخذكِ أليه
هزززت رأسي بينما اخذت قهوتي واضعها امامي
نظرت بعمق نحو كتابهُ وانا اضع قهوتي على المنضدة وتنهدت وابتسمت وانا اتذكر شكلي عندما اتشاجر مع جدي واتوسل بهِ لأجل ان يعطيني كتاب وهو يرفض لأنه يريدني ان اركز على دراستي واتذكر تماماً وجهه ابي كيف كان يرفض ذلك بأعتقاده ان الكتب وقرأتي الكثيرة سبب الحادي
كيف كنت اقضي معظم وقتي بعيداً عن عائلتي وصديقاتي وحبيبي وكل شيء لأجل حماسي مع قصة
كيف كنت اعد لأبي الشاي وانا اقرأ وكيف اذهب واتي في البيت كأني غارقة في عالم اخر
كنت انجذب لأسرار الكلمات ويسحرني ذلك العالم المحرم علي
اتذكر جيداً كيف كنتُ اكتب قصصي بنمط تلك الكتب واريها لجدي
كيف كنت احدثهُ عن احداث قصصي بوجهه يشع براءة كـ وجهه طفل امام حوض اسماك

-انهُ كتابٌ لأجاثا كريستي
-اعلم قرأته قبل زمنٍ بعيد جداً
-حقاً اتحبين الكتب
-لم اقرأ كتاباً منذ 15سنة
-لماذا قطعتي القرأة انها ممتعة
ابتسمت في وجهه بححنان وارتشفت قليل من القهوة ووضعتها امامي ورفعت شعري ووضعته خلف آذني واردفتهُ مجيبة
-حُرم علي من قبل ابي لمدة 3سنوات بحجة دراستي ولكن الحقيقة شيئاً اخر واما ال12 سنة الباقية بسبب.....
سكتت وتنهدت ونظرت لوجهه وكأنه ينتظر السماء ان تسقط عليه ليرى ابواب الجنة
-لما تريد معرفة امور كهذهِ عني؟
-تجذبينني
ابتسمت واملت رأسي بمعنى اني" لم افهم اشرح اكثر'
-منذ اول يوم رأيتكِ فيه في هذا المقهى تذكرتُ شكلكِ الذي رأيته قبل سنين مضت في احد معارض فنون وفي ذلك اليوم الذي كانت فيه رسومكِ وكتابتكِ عليها تشع بريقاً كأنها رُسمت من لئالئ البحر لم اعي يومها سبب بريقهم وانتِ تقفين قربهم وتبتسمين وكأن قلبكِ يرفرف خلال ابتسامتك كانتِ ابتسامتكِ على وشك الخروج من تفاصيل وجهكِ ،اتذكر ابتسامتكِ وفرحكِ وحماسكِ الذي لم يقل بمقدار شعرةِ عندما خسرت مدرستكِ لا وبل كنتِ تشجعين زميلاتكِ بكلمات لم اسمع مثلها قط، ادركت يومها ان الحي مصيرهُ التلاقي
سرحت وانا اتذكر ذلكَ اليوم الذي كان في يصادف اخر يومين من السنة بيومها تشاجرت مع اخي وضربني ولكن مع ذلك ارتديت ثيابي. وذهبت متجهة نحو المعرض ولم ابالي بشيء
كنتُ بعلمٍ مسبقٍ أني سأخسر فلجنة التحكيم كلها من الذكور
واتذكر اني رسمتُ يومها على العادات السلبية التي يمارسها الذكر ضد المرأة ...
-اللعنة عليك، لأي ذكرى ارجعتني بكلامكَ هذا ههههه كان ذلك اليوم ههههه
-ما به؟
-لا فقط ذكريات طفولتي، اتسأل ان كُنا سنبقى هنا اليوم؟
قام بوضع يده داخل جيبهِ وثم اخرج بطاقة مزخرفة وقدمها لي، عقدتُ حاجباي بمعنى "ماهذا"
-انها بطاقة لحفل زفاف اختي الكبرى اقريئها
-همممممم
همهمت وانا افتحها واقرأ
-هل انا مدعوة اذن ؟
-نعم لو سمحتِ وكان لديكِ وقت بعد ذلك اتمنى لو نقضي بعض الوقت معاً اعني ان تأخذِ اجازة من عملكِ؟
-لم نتعرف الا قبل بضعة ايام ؟
-لييس بضعة ايام انا اعرفكِ قبل سنتين منذ ارتيادكِ هذا المقهى كنتُ أتي صبحاً مسائاً لاحدق بكِ من خلف كتابي
نظرت بوجهه بضحكة واطلقت ضحكة قوية وكأني لم اضحك منذ عقود طويلة
استمر ضحكي لأكثر من دقيقة حتى انهُ شعرَ بالخجل من ضحكي
نعم اشعر اني مشتاقة للضحك فأنا لم اضحك منذ زمنٍ طويل، فقدتُ قدرتي على الضحك بنفس الوقت الذي فقدتُ قدرتي على البكاء
رحت بباطن يدي امسح دموعي وانا اخذ انفاسي من الضحك
-يونس هذا الشيء ذاته الذي فعلتهُ انا منذ سنتين معك
-حقاً؟؟؟؟
نفس ابتسامتي في يوم المعرض ارتسمت على فمي كنتُ اشعر ان قلبي يرفرف كما وصفهُ يونس قبل قليل لي فقلت غير مبالية بسؤاله القادم
-لم اضحك هكذا منذ زمنٍ طويل جداً جداً
حدقَ بي قليلاً وانا انتظر سؤاله
-لما تتحدثين وكأنكِ كنتِ غائبة عن الحياة منذ زمن طويل ؟
استغربتُ من سؤاله فليس هذا السؤال الذي كنتُ انتظرهُ
بحثت في طيات عقلي عن جواب لعله يعينني ولكن بماذا سأجيبك يا يونس لا املك ادنى فكرة عن جواب لك لا اعرف
-انا مررتُ ....بتجربة لازلت امر بها ......اجبرتني على القفز فوق عمري سنيناً واجبرتني على التصرف ك عجوزاً بالتسعين، عجوز فقد روحه الطفولية واختزلها، ولكنه وجد من يفرغ طاقته الطفولية فيه، لقد وجدتكَ يا يونس واعدتني لأماكن لم اتخيل اني سأعود لها
احدثهُ وانا انظر للجهه السفلية اليسرى وكأني اتحدث ولا اشعر بشيء حولي
وعندما انتهيت حولت نظري لعينيه الذي بانت ابتسامة شبحية على محياه اللطيف
-وماهي تلك التجربة؟
وضعت اصبعي السبابة على فمي وانا اقلد شخصية كارتونية واغلقت عيني بطفولية وهمست لهُ
-هذا سر والسر هو ما يجعل المرء كاملاً وغامضاً
نظرت لساعتي بعدها ولم انتظر ردهُ ووقفت
-يبدو اننا تحدثنا كثيراً يجب علي الرحيل اما عن غداً فلا اوعدكَ بشيء وانتظر مني الجواب اما عن شراء سيارة فحدد موعداً مع صديقك، اراكَ لاحقا

تحدثت بسرعة وكأني لا اريده الرد وهربت منه
من نفسي بالاصح لأني تحدثت معهُ كثيراً وانا التي لم اخض محادثة مع شخص طالت لأكثر من نصف ساعة اما هو فلي اكثر من ساعة اتحدث معه ومر الوقت بسرعة
لم اكن لا اتحدث لاني مصابة بتوحد
بل لا اتحدث لأنني يأست من التحدث لعالم اصم لو صرخت لألف سنة متواصلة لا نفع
اتجهت مثل اي يوم ومارست طقوسي الليلية في الملهى وعندما هممت بالخروج تذكرت طلب يونس بأبتسمت وعدتُ ادراجي
-علي لو سمحت لدي طلب منك عزيزي
جلست فوق المنضدة ورحت احرك يدي واصابعي فوق قميصه وانا افتح ازراره وهو استسلم لي بأستمتاع
-ماهو اطلبي؟
-اود أخذ اجازة لغداً؟
قلتها بهمس وانا اقترب منه لاطبع قبلة سطحية على شفتيه
-لا شيء بالمجان
في الحقيقة لم امارس الجنس مع علي منذ وقتٍ طويل فأنا اشمئز منه وهو يعتبرني ابنته فقط واحد عاملاته
كان طلبه غريباً بعض الشيء واردت التراجع ولكنه هجم علي كالحيوان الجائع كما وصفت
لم يمارس معي الجنس بلطافة يوماً كان دائماً ينهكني ويخرج اسوء ما في وكأنه يتعمد اغتصاب كل شيء بي لجعلي ارضخ لهُ اكثر ولكن لست من خلقت للرضوخ والاستسلام
بعد ساعة انتهى كل شيء ارتديت ثيابي واردتى ثيابه
-هل سأحصل على اجازتي؟
-أجل ،هيا اغربي عن وجهي بسرعة لدي اعمال
نهضت من على الارض بفرحٍ وانكسار وخرجت
فتحت هاتفي ودخلت لجهات الاتصال
"علي"
"يونس"
فقط هؤلاء لدي في جهات اتصالي؟
يالسخافة
ضغطتت على يونس واتصلت بهِ وانتظرت اجابتهُ وانا امشي خارجاً والف نفسي بالجاكيت البني الذي يصل فوق ركبتي بقليل
-الوو قمر كيف حالكِ؟
-الحمدلله
-وانا ايضاً بخير، ماسر اتصالكِ؟
-عن موعد اليوم -تاكسي؟ ؟- اخذتُ اجازة وسنذهب معاً، انتظر منكَ موعداً لطيفاً مثل تفاصيل وجهك
جلست وانا احدثهُ واغلقت الباب ،حولت الهاتف للجهة الاخرى وفتحت حقيبتي لأخرج الثمن وانا استمع لفرح يونس واضحك
-يالسعادتي وكأن الجنة فتحت لي ابوبها اليوم ،لدي خطط كثيرة اولا ً
وراح يسرد لي خططه للموعد وانا استمع له فقط دون ان انبس ببنت شفة وابتسم
-حسناً اراك الساعة الثالثة والنصف
-حسناً الى اللقاء وسأكون منتظراً له على احر من الجمر
-حسناً اننتظر
واغلقت الخط

فتحت باب شقتي واستلقيت قليلاً وانا افكر حتى غططت بنومٍ عميق ولم اشعر الا وأنا اتزحلق من فوق السرير وضرب رأسي بالارض بقوة
وضعت يدي فوق عيني ورحت امسح بها واحاول استعادة ما حصل قبل قليل
نظرت للساعة بطرف عيني فأذا بها شارفت على الرابعة عصراً
نهضت بسرعة ورحت اغتسلت من نتن المهلى وغيرت ثيابي لفستان احمر قصير بدون اكمام وقلادة واقراط بسيطة ومكياج خفيف مع حذاء وحقيبة بلون اسود اخيراً وضعت الجاكيت فوقي واغلقت الشقة ورحت امشي بسرعة طالبة تاكسي
هذهِ اول مرة تأخذني غفوة لأكثر من وقتي المحدد
الم يعمل منبه هاتفي؟

يتبع

IRUNWOMAN ||  امرأة حديدية♣Where stories live. Discover now