الناسُ تتحدّث عن الحبّ من النظرةِ الأولى في الأفلام , تُكتب في الأغاني..و تُطبّق على ارض الواقع كمن يزعمون!
ولكن, يبدو أنني اول شخصٍ سيتحدّثُ عن الكُرهِ منذ النظرة الأولى, اذكُر جيداً أول درسٍ درستهُ لدى الأستاذ تشانيول , كان عالقاً في حلقي مثلَ لقمةٍ سيئة, منذ البدايةِ قد كرِهني وكرِهتُه, لم يوجد بيننا أي توافقٍ إطلاقاً.. لستُ اعرف لمَ يستثنيني من بين كل الطلبةِ كل يوم؟ ولا اعرفُ لم اشمئزُّ منه !
أما الآن, اعتقدُ بأنني وجدتُ سبباً جريئاً لأكرهه...لقد مرّت نصفُ ساعةٍ بينما اسير في طريقِ عودتي الى المنزل..عادةً أتمكن من العودةِ في غضونِ عشر دقائق..
ولكنني الآن اسيرُ بعقلٍ مسلوبٍ و أعيُنَ باكية, أعيني فقط من كانت تبكي..كان وجهي فاقداً للتعابير..
اتحسّس فمي , حيثُ الجُرح الذي سببهُ لي تشانيول.. و أشتمهُ مئةَ مرةً في الثانيةِ الواحدة..
اسيرُ ببطءٍ شديد , تعثّرت بسبب احد المارة, لقد اعتذر..لكنني لم انظر الى وجهه حتى وساعدتُ نفسي على النهوض متجاهلاً يدهُ التي يمدها ناحيتي..
تعثّرتُ ايضاً بسبب الرصيف..
وتلقيتُ الكثير من نظراتِ الشقفةِ و القلق..
" مابهِ يسيرُ كفاقد العقل؟ هذا الصبي يبدو حزيناً حقاً."
" انه يبكي.."
" هل هجرتهُ حبيبته؟"
" ربما توفي احدُ اقاربه.."
أعتقدُ بأنني أسوأ بكثير مما تقولون, لقد حاولتُ كثيراً أن انسى كيف يتمُّ الاعتداءُ على الآخرين..ولكنني الآن أتذكر كل شيءٍ بسبب مافعله تشانيول..
أتذكر ماحدثَ ....منذ سنواتٍ عّده
" أوه ! لقد وصلت اخيراً ! "
ها انا اقفُ قريباً من بوابةِ منزلي الكبيرة , لم أدرِك انني قد وصلتُ لولا ان اتى ذلك الصوت..
صوت سوهو نفسه.
رمشتُ بعد عددٍ من الثوان التي كرّستها في التحديق به..
إنهُ يقفُ بحلّةٍ رائعة , ثيابٌ سوداء و ربطةُ عنقٍ حمراء, شعرهُ ممسّدٌ الى الخلف, و يبتسمُ في وجهي..
تلك الإبتسامةُ الكريهة جداً بالنسبةِ لي, والتي تحملُ رعبَ العالمِ اجمع.
أمال رأسهُ قليلاً بينما يسير ناحيتي..
" الا تُحب رؤية أخيك بعد كل هذه المدة ؟ "
أخي؟
آه..هكذا يخدعُ نفسه..
لم أفكر به يوماً كأخي, علاوةً على أنه ابنُ زوجِ والدتي لا اكثر..
نحنُ لم نكُن إخوةً بالدم سوهو, لم نكُن..
