الفصل الرابع والتسعون

14.7K 1.3K 247
                                    

تحركت يداي لتعبث بخصلات شعري وانا ارمق المكتب من حولي في توتر.. لقد رافقنا جنديان الى هذا المكتب والذ فهمت انه ملك لوزير الدفاع شاهين.. كان المكتب فسيحًا فخما وهذا كان كل ما استطعت ملاحظته في حالتي.. في كل دقيقة مرت شعرت اني على وشك الإنهيار لكني لم افعل ولن افعل.. يجب ان اصمد حتى النهاية.. لا استطيع تحمل تلك الأرواح على عاتقي.. لكن الخوف يمزقني وكمال ليس معي.. فقدانه اشعرني بالضياع الشديد لقد كان هو مرشدي في كل هذا اما الأن.. اما الأن فأنا لا ادري.. لا ادري ما يجب ان افعل.. شعرت بالدموع تشق سبيلها الى عيني من جديد لكني تماسكت يجب ان افعل.. في مثل تلك الأوقات فقط يأتيني السؤال.. ماذا فعلت في حياتي لأتحمل كل هذا العبئ؟..

رفعت رأسي لليام الجالس على الأريكة بجواري حين شعرت بيده تربت على كتفي فأحسست بقطرات الدموع تهبط على وجهي فعقد ليام حاجبيه ومد يدا مسح بها العبرات في صمت ثم التفت يداه حولي تحتضنني في رفق وحنان لم استطع معه الصمود فإهتززت بالبكاء بين يديه وارحت رأسي على صدره محاولة السيطرة على نفسي لكن كيف؟.. كيف وقد فقدت هاديِّ في الطريق ورغم اني لم اعرفه بالقدر الكافي إلا انه فعل الكثير..

ضمني ليام اليه بقوة اكثر ثم ابعدني برفق وهمس:

-انا لازلت معكِ.. وسأظل فلا تستسلمي الأن

اومأت في صمت في نفس اللحظة التي فُتح فيها باب المكتب ودخل وزير الدفاع في صمت وبخطوات سريعة جلس ليس على مكتبه بل على كرسي مقابل للأريكة دون ان يرفع بصره عنا ومجددا وجدت نفسي اتصلب ولا استطيع إبعاد عيني عنه متناسية كل شيء.. من هذا الرجل؟.. لماذا تعتريني رغبة عارمة بالبكاء بمجرد رؤيته.. ماذا بي؟.. رأيت عيناه تنظران الى يد ليام على كتفي فخفق قلبي بدون سبب ثم اخيرا سأل ليام بقلق:

-كمال؟

فتنهد كمال واغلق عينيه ثم هز رأسه نافيا.. فوضعت يدي على فمي كاتمة شهقة ابت إلا ان اتخرج رغم توقفي عن البكاء..

سأل وزير الدفاع بقلق واضح:

-هل انتي بخير؟

افقت من شرودي وقلت بحيرة لسبب السؤال:

-اجل..

ثم لاحظت ملابسي وشعري فقلت بإرتباك:

-هذه ليست دمائي.. انا لست مصابة..

اومأ برأسه ببطء.. ثم عم الصمت المكان.. الجو متوتر جدا خاصتا ونحن في حضور وزير الدفاع نفسه ورغم اني لم استطع الكف عن التحديق به لسبب ما إلا انني لم اجرؤ على الكلام ايضا حتى قال هو بهدوء:

-اذن من قاد هذا الهجوم؟ كمال ام حركة المقاومة؟

اجاب ليام بتوتر مشيرا الي:

-كيسارا.. هي من قادت الجميع.. لقد درسنا خطتها ثم نفذنا

عقد شاهين حاجبيه وقال بتعجب:

The Legend Of Abyss||أسطورة أبيسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن