الفصل السابع " بين وجيف و رجيف "

525 85 0
                                    

- ما بال هذا الحنين الوسنان مرابط في ليلتي و مشاغب في مقلتي ؟ بضعف أرخى سدوله ليهز كياني و يخلي قوة بنياني.

تجلجل نبض قلبي الواني أمام كبرياء أَرَطَّت ظلاله أشجاني ، فإحتارت شطور أوزاني من سطوة عينيك يا أجمل لوحة صاغتها ريشة ألواني.

                          ☆☆☆                           

ماتت الكلمات في فمها و زحفت البرودة إلى جميع أطرافها و هي تلمح تأجج نيران غضبه في وجهها حتى كادت تحترق من لهيب حممها.

ارتجفت لدى رؤيتها للغضب الكامن في عينيه و هي تشعر بعداء غريب يتسلل متلصصا بينهما ، عينيه التي بدت حنونة قبل قليل باتت مخيفة لها الآن...لوهلة شعر بأنه ذاق خمر السعادة لكنها سقته كؤوس الهوان حتى الإرتواء ، نظر للسمكة التي تقبع في قاع الحوض بثبات و كيس المبيدات الذي تمسكه بين قبضتها كما عصر قلبه بأنين أطربه.

- استشعر ارتجافة أصابعها الباردة بين كفه ليشد عليها ثم هاجمها بقوة على حين لحظة وهو يرمقها بأسئلته : هل تستشعرين طعم الإنتصار ؟؟ هل تحين وقت تنفيذ نزعة انتقامك ؟؟ هل أنت راضية عن فعلتك ؟

صهيله أرهبها لتلتزم الصمت فمن أين لها القدرة على الدفاع عن نفسها ؟؟ تجمدت مكانها كمن فقد قدرته على الحركة وأصبح مشلول العقل والجسد..

أردف بجرأة خشنة : لم أنتظر إجاباتك حتى و أنا أعرف النتيجة سلَفاً ، كلما رفعت برج حبك عاليا تدمرينه بإختيارك الصمت....لا تحبسي الكلام في صدرك كثيرا فقد يتعفن.

أنهى كلامه ليغادر و لم يلتفت إلى الوراء ليرى الدموع قد طفرت متجمعة في مآقيها ، ابتلعت غصتها بصعوبة لكنها لم تفلح فهي تنضب بمَجَارى من الدّمع ولا تتوقف كأن بئرا من الدموع اندلع في عينيها إثر الخوف الذي شعرت بها وسط النيران التي عادت لقلبها بإشتعاله الماحق...أحست بقدميها تتحركان استعدادا للحاق به و توضيح سوء الفهم الذي علق فيما بينهما و قد نتج عنه عواقب سلبية لكن المرارة في صوته لسعتها و بقيت ترن بيخ أذنيها كالطنين نازعة خيوطا مرهفة تلعق جروحها العميقة و لم تجرؤ على المضي إليه !

رمت أنظارها لما تحمله بين قبضتها وقد شعرت بفداحة ما اقترحت يداها و ظهر الذنب واضحا على وجهها عندما أدركت أنها تسببت له بالألم بدون قصد ، أغلقت فمها مانعة شهقاتها من الإنفلات عندما سمعت أصوات لكماته العشوائية و هو ينفس عن غضبه في كيس الملاكمة في الأعلى..

استنزف الصمت طاقتها لتغفو لمدة لا تدري مداها ،
عندما استيقظت كانت الشمس كلوحة سريالية تترفَّل على جدار السماء ، بقيت مستندة مع أفكارها و مخاوفها القاتمة التي ظلت تحوم كالصقور في رأسها لفترة قصيرة ثم عزمت بعدها أن تكسر حدة التوتر مع القابع في الأعلى و تظهر له حسن نيتها بإعتذار يليه ، محاولة إخفاء جرحها العميق تحت ستار قوة واهية.

حہبہ على عہرش الکبرياء Where stories live. Discover now