الفصل الاول

22.9K 397 19
                                    

فرشاة وحشية

المقدمة ..

ما بين الممكن و اللا ممكن تنبعث أحلامنا بالأمل.

فيعاكس طموحنا المتوقع والمفروض.

المرفوض دحر الأحلام وتجنب القدرات ووئد وتحطيم الموهبة،

المفروض يُفرض ممن يعتقد انه يملك السلطة، يتمسك بخيوطنا الخفية فنتراقص كعرائس الماريونت ...

وما بين الأبيض والأسود وتلك الرمادية اللعينة، تصرخ ألوان أخرى تتمرد بصخب على المنطق وتضرب بفرشاتها المتوحشة لتفرض اللامنطق، فينبعث النور الجديد المتمرد، شِق آخر يفرض توحش ضرباته، لا يهمه وضع الضوء المتجانس فتصرخ ألوانه ببرية وفرشاة وراء أخرى تضرب بتوحش لهدف واحد

"لا لفرض القيود التقليدية  .. ولا لحياتكم المنهجية"

فليتلاشى تشكيل حياتي النمطية تحت موجات بقع ألواني الكونية!!

..............

الفصل الأول:

عندما تتذكر كيف بدأت قصتها معه لا تستطيع منع نفسها من الضحك، الضحك الساخر كما سخريته منها وهي بحماقتها وحالميتها لم تنتبه لها، بل كانت تغرد حوله وتشدو بأعذب الألحان فتتراقص على أطراف أصابعها بخفه فراشة كما تعودت منذ نعومة أظافرها .. منّ الله عليها بموهبة وقاما والداها الحبيبان بتنميتها لتصبح أشهر راقصة بالية في مصر بعمر التاسعة عشر فقط .. وبعدها تُؤهل للمشاركة في عرض الفرقة المسرحية الروسية "البولشوى" عندما زارت مصر. كانت فرصة عمرها التي لم تحلم أن تحصل عليها، بل إنها جاءت في وقتها بعد موت والديها وانتقالها للعيش تحت وصاية عمها فأصبح ذلك العرض هو كل حياتها القادمة والتي تخفف عنها وطئ الحزن على فراق والديها.

جلست "آيتان" بأناقة أمام سُوَر نهر السين وفي مقابلها على طول جسر العشاق شبكة تمتلئ بالعديد من "الأقفال" على كل شكل ولون، ما بين صغير متوسط وضخم بحجم وجعها بحجم الصفعة التي وجهت إليها، بحجم ابتسامته الساخرة التي كانت تحتل وجهه الوسيم وهو ينحني بطريقة مسرحية نحوها وقام بفتحه ثم ألحقه بالشبكة بجانب تلك الاقفال للعاشقين السابقين. تباً هي لم تطلب منه تلك الرحلة ولم تكن صاحبة اقتراح أن يتسللا بعيداً عن أنظار والديه، بل هو من طلب، هو من منحها الأمل وهو من أغواها بعشقه.

أغمضت عيناها تحاول أن تحجب عنها سيل الذكريات المؤلمة، فتحت حقيبتها الأنيقة مثل كل ما فيها وبحركة هادئة بطيئة كانت تخرج القفل الصغير للغاية، قفل باللون الرمادي، رخيص وصدئ، كما تحرص أن تحصل عليه كل عام  .. وبنفس البطء وكأنها تتلذذ بكل ما تفعل كانت تمد يديها نحو القفل الصامت البارد وتشبك به قفلها، ثم أخرجت المفتاح الصغير وبسلاسة كانت تضعه في سلسلة مفاتيحها، همست ضاحكة عجبا وهي تعد أقفالها الصغيرة

فرشاة وحشية حيث تعيش القصص. اكتشف الآن