الفْصل الرَّابِع || غِيَابٌ مَلحُوظ.

3.3K 306 28
                                    


التَّاء..

عندمَا تَميل النَّفس إلى شىء مَا سيكُون مِن الصَّعب عليهَا الإبتعَاد أو حتى اتخَاذ خُطوَة وَاحده للخَلف حتى لَو اجتمع العْالم بأسره لكَى ينتشلهَا من المْيل ذلكَ ، لأن النَّفس رأت النُّور فِى هذا الشَّىء' نعم رأته وَسط كُل هذا الظَّلَام الدَّامِس ، فمَا بالك إذَا كَان هذا الشَّىء هو شخص وَقعت فِى الحْب مَعه بسبب رزانته المْبالغ فيهَا و رجولته الصَّارخه إنه كمَا يُقال رجل كما يَجب للرجَال أن يَكُونوا.

كعادتهَا تجلس على تلكَ الطْاولة مُحاطه بكتَابين و كُوب قَهوة ، عشر دقائق مَرت و لم يأتِ ، عشر دقائق أخري و لم يأتِ استنكرت هِى مَا يحدث حتى انهَا شككت فِى ساعتهَا لتنظر لتلكَ الساعة المْعلقه على الحْائط و بالفعل مرَّت عشر دقائق أخرى.

إنه اليَّوم الأول صَاحب الأحدَاث السَّيئه ، عادت لمنزلهَا حزينه تُرى هل أصاب صَاحب الذَّهبيتين أذى ؟ كيف له ألَا يأتِ ؟ كيف له ألا يتمعن بحروفه و يتلذذ بكوب قهوته ؟ هى الأن رَاضيه أن تحتضن عينَاه الأحرف و تداعب شفتَاه كوب القْهوة فذلكَ أفضل من غيَابه المْهلك لقلبهَا فلقد حرمِهَا من مرَاقبته.

اليَّوم الثَّانى كَانت طَاولته فارغه و ذلك جعل من تنفسهَا يضيق فجأه و جعل من الحزن يُرسَم على ملَامحهَا الرَّقيقة ، نهضت عائده لمنزلهَا خَائبه الرَّجاء.

أيعبث بقلبهَا ذلكَ الرَّجل الأسود ، كيف سولت له نَفسه أن يفعل ؟ يُشيع الحْب فِى قلبهَا و من ثم يَغيب عن نَاظريهَا ليومين كَاملين ، هى تتمنى رؤيته حتى و لَو ظل مُهتماً بكتابه و قَهوته عنهَا ، المْهم ألا تنقطِع رُؤيتهَا لَه.

اليَّوم الثَّالث لم يأتِ ، هُنا ثَارت تلكَ البْرَاكين بدَاخلهَا بسبب غيَابه المْلحوظ ، كيف يملأ وَقت فراغه بعيداً عنهَا و عن عينيهَا التِّى تُشبه قهوته ؟

اليَّوم الرَّابع لم يأتِ أيضاً ، كأن الأرض شُقَّت و ابتلَعت رجُلهَا الأسوَد ، نهضت مُسرعة لتغادره فثانيه أخرى و ستنفجر بَاكية.

اليَّوم الخْامس لم يأتِ ، علَامات الإنزعَاج بَاديه على وَجههَا و رغم ذلك لم تيأس ظلت جَالسه حتى وَقت مُغادرته لتفعل ذلك.

اليَّوم السَّادس لم يأتِ بعد أو رُبما لن يأتى اليَّوم ، طلبت كوب كَبير من القهَوة و ظلت شَارده فِى مَكان جلوسه و انتهت اللَّيله بعودتهَا لمنزلهَا و البْكَاء يخنقهَا لتنخَرط باكيه بمجرد دخُولهَا.

أيبكِيهَا رجل لَا تعلم حَتى اسمه ؟

......

- رأيكم ...؟

- توقعاتكم ...؟

- كومنتس حمَاسيه يَا بَشر 🙆🏻‍♀️😂

بَارت سَرِيع 💙🌸 دعواتكم لسه مَادتين 😁😁

Livros café preto || Z.Mحيث تعيش القصص. اكتشف الآن