صرت أكره كلمة يوما ما سأكون ما أريد.. لماذا التسويف؟ لماذا لا تكون ما تريد الآن وحسب؟ لماذا تضع نفسك تحت رحمة تصاريف القدر وترضى لنفسك هوان أن تريد شيئا يحول بينك وبينه الزمن بتقلباته؟ تعلم الحكمة من ديوجينيس الكلبي السينيكالي، ذلك الفيلسوف الإغريقي الذي رأى منتهى الحكمة في ألا يريد شيئا، أن يقلص حاجاته إلى الحد الأدنى: جرة فخارية فيها طعامه وشرابه وضوء الشمس من فوقه.. عندما لا تريد شيئا فلن تفتقر لشيء.. وتقول الأسطورة إن الإسكندر وقف قبالته، وهو يعلم من هو، قال له: " ديوجينيس! ما تريد منى فعلته لك!" فكر ديوجينيس للحظة ثم أخيرا وجد شيئا. قال له: "سأكون لك شاكرا لو تنحيت عني قليلا لأنك تحجب ضوء الشمس!".. تستكمل الأسطورة فتقول إن الإسكندر قال: "لو لم أكن الأسكندر، لوددت أن أكون ديوجينيس.." ..عاش الإسكندر حياة قصيرة عظيمة، ثم مات وقد ترك لنا سيرة مثيرة ، أما ديوجينيس فقد ترك لنا حكمة أبدية في مواجهة غلاظة الحياة وسوء مكرها..
