الجُزء الثالث| بِداية حَيَاة

4.9K 460 94
                                    

كُانتَ ترتشف مشروبً بارد يحاكِ برود الطقس بالخارج وقالت فِي حنق وهِي تنظر للأمطار بالخارج: "أبغض الشّتاء."

"أحُبّ الشّتاء."

صدى صوتَ آلاورا خلفها لتلتفت لهَـا ببتسامة ساخرة: "أعلم."

جلست آلاورا ولفت شالها الصوفي حوّلها وقالت بستنكار وهِي تنظر لعُلبة مشروب الغازي بيدها: "مَن يرتشف مشروب بارد بهذا الطقس !"

"بـرلين روُس تفعل." ردتّ بثقه. وتابعت فِي شرود: "أتعلمين يا آلاوا. السيّد غُـوردان يبدو صعّب التعامل مَعَه.. لا أعلم.." مسحت علىَ جبينها فِي تشتت وأكملت: "بالغذ ينتظرني يوم شاق، أعني الوضيفة والإقامه هناك أناس جدد.."

صمتتَ لحظه وأكملت: "أنـا مُتوترة."
أقتربت آلارا منها وأحاطت شالها الصوفي حولها وأخبرتها: "لـاَ تفعلِي." قبلت مُقدمة راْسها وأضافت: "ستكونِي جيدة. سأزورك كـلُ بعـد حين لـاّ بأس، ثـمّ إنه حلمك !!"

قهقهت بـرلين بخفى ونظرت لـ آلاورا مُطولاً: "أنـا فخورة لأمتلاك صديقة مثلكِ آلاوا." ثـمّ عانقتها بقـوّة.

-

فِي الصباح اليوم التالي كُانتَ تضع بـرلين الحقائب داخل صندوق السيـارة.

"أين ذهبت مَن كُانتَ مُتوترة بالأمس ؟ أرى أمامِ مرآة بكامل حماسها!" سخرت آلاورا مُتكأ علىَ إطار بـاب المنزل.

أغلقت بـرلين الصندوق وقالت: "لـاَ تهدمِي حماسي وثقتي الآن آلاورا."

"إنني أمزح. أتصلِ عليّ فور وصولك لهناك." أردفت إلاورا مُعانقه بـرلين عناقاً أخيراً تودعها فيه.

"سأفعل."
صاحت بـرلين مُبتسمة وصعدت سيارتها حيث وجهتها.

لقَدَ كُانتَ رحلة مُملة والطريق طويل، بينما أستمتعت لكل أشرطة الراديو طوال طريقها..

فور وصولها للبوابة الكبيرة كُان هناك شخصاً يبدو وكأنه الحارس فتح لهَـا البوابة لتدخل بسيـارتها لداخل.

أركنتها جانباً ونزلت تشمل البيت الكبير بعينيها. وفكرت يـا لهَ مَن بيت جميـل.

"هـل أنتِ هِي الآنسة روُس ؟" سأل أحداهم بصوت رجولي خلفها لتلتفت سريعاً لصاحب الصوت إذ بِه شاب أشقر بعينين خضراء.

"أجل. أنـا هِي." ردتّ رافعه حاجباً.
"أنتِ غيّـر مَا توقعت أنّ تكونِي." أجاب هُو مُتفحصاً إياها.
"مَاذا توقعت أن أكون ؟" سألت مُستنكرة.

"توقعت أنّ أرى فتاة قاسية الملامح، علمية النظرات والنظارات. أنا سعيد لأنني أخطأت التقدير."

خَلِيْط مُثلجحيث تعيش القصص. اكتشف الآن