- 11 -

101 8 16
                                    

للسّادة الّذين يفكّرون بالانتحار..
ماذا ستفعل إن لم يعجبك المكان الّذي ستذهب إليه؟
تنتحر مجدّداً..؟!





















لا أعلم ما الّذي يجول طوال الوقت بتلافيف أدمغتنا
إذ نحن في حالة عبوديّةٍ مطلقةٍ للحياة مذ ولدنا و حتّى المتمرّدون يتمرّدون ضمن نطاقها
لكنّ المنتحرين لا يعتبرون أحراراً أو شجعان، بل أغبياء.

إذ لا يهمّ بدءك بالشّيء بقدر ما يهمّ انهاؤك له
فنحن غالباً رهائن أقدارنا
لكنّ قدرنا متفرّعٌ غالباً
يمكنك أن تستمرّ، أو تتوقّف
تكمل، أو تستسلم
تحيا، أو تعيش
تكون، أو لا تكون
إذ مهما كان خيارك، فقد كان الوحيد المتاح لك و إلّا لاخترت غيره

لكن لو أكملنا بهذا المنوال..
سيغدو النّدم شعوراً مجرّداً فاقداً لقابليّة الانتماء لباقي المشاعر
و رغم علمي أنّ معارضي كلامي كثر، لكنّي حقّاً أراه منطقيّاً
ففور الإيمان بخبايا القدر، لا يغدو للنّدم محلٌّ من الوجود

و هكذا نعود لبداية الحلقة
أقدارنا ذات تفرّعاتٍ مقدّرٌ لنا اختيار أحدها لبلوغ نتيجةٍ معيّنة
لكنّ هذا لا يحلّل جلوس أحدنا أمام المرآة و قول 'كلّ شيءٍ مقدّر، لمَ أتعب نفسي؟'

إذ أنا شخصيّاً أؤمن أنّ الأقدار مكتوبةٌ فعلاً
لكنّها تتغيّر أثناء عيشنا حسب تطوّر الشّخص و نهضته
أشعر بالتّناقض بكلماتي، لكنّها ليست كذلك فالفاصل بين معانيها يكاد يكون نسيجاً لا يُرى، لكنّه موجود

ما أحاول قوله بتعبيرٍ أبسط..
حياتنا لو كانت علقماً نتجرّعه كلّ فينة
فبيدنا الاعتياد عليه، و هذا ما لن يمكن حدوثه غالباً
أو استبداله حسب مشيئتنا عصيراً محلّى


















"ألفٌ أرنب يجري يلعب يأكل جزراً كي لا يتعب، باءٌ بطّة نطّت نطّة وقعت ضحكت منها القطّة،تاءٌ تاجٌ فوق الرّأس فيه الذّهب و فيه الماس، ثاءٌ ثعلب صاد دجاجة فهو مكّارٌ وقت الحاجة..أم أنّه كان ذئباً؟ لا بل ثعلب، جيمٌ جملٌ في الصّحراء مثل سفينة فوق الماء، حاءٌ حوريّة..حليب..حليم..حلم؟"
صمتت تحاول التّذكّر دون تركيزٍ كبيرٍ بالأمر

قاطعها هاتفها رانّاً قرب أذنها فرفعت دون رؤية اسم المتّصل
هي حقّاً تشعر بمللٍ جم
أن تكون طبيباً شيء، و أن تكون مريضاً شيءٌ آخر

- مرحبا~
قالت بخمولٍ و نعاس

- أهلاً هارييت، كيف حالك؟!

- بخيرٍ إيمّا~
بذات النّبرة أجابت

- أمازلت نائمة؟ لمَ لم تأت للجامعة؟!

- تعرّضت لحادثٍ بسيط، سأغيب لفترةٍ ربّما

- أيّ حادث؟!

ثرثرة صمته..Nơi câu chuyện tồn tại. Hãy khám phá bây giờ