- 23 -

110 8 2
                                    

Don'T Waste Time On Revenge
The People Who Hurt You..
Will Eventually Face Thier Own Karma












إنّ حظّـــــــي گدقيـق فوق شوگٍ نـــــــــــــــــثرون
ثمّ قالـــــــــــــوا لحــــــــــفاةٍ يوم ريحٍ اجمــــــعوه
عــــــــظــم الأمــر علــيهم فقــــالــــــوا اترگـــــــوه
إنّ من أشـــــــقـــاه ربّــــي گــيـف أنتم تســـــعدوه
                                            (جامع إدريس)

















تدفّقت شلّالات نياجرا من عيناها و هي ترى قبر والدها و قد جاور خاصّة والدتها دون أن تعلم ما إن كانت صدفةً أو قدراً
لم يفلت يدها و لم ينبس بحرف و هي لم تحاول سحب يدها من خاصّته
حدّقت برهةً دون ابداء حركةٍ قبل أن تتقدّم بضع خطواتٍ و تجثو قربه
أفلت يدها مكرهاً حين ارتأى أنّ عليه أن ينأى قليلاً تاركاً مجالاً لهذه العائلة الصّغيرة لتجتمع مختليةً بمكان سينتفي إليه كلّ البشر

لم يُسمع تالياً سوى نشيجها الممزوج مع صوت البومات و رفرفة الخفافيش
لم يملك وقتاً للتّمتّع بالرّعب المحيط بأجوائه أو بتصوّر زومبي يغادر قبره الآن
كان منشغلاً بمراقبتها و بالكاد سمح لعيناه أن ترمشا

في حين تنتحب و تلطم وجهها تارةً و التّراب قربها تارةً مردّدةً جملاً و مصطلحاتٍ لم يفهمها و لا يخال لها معنى حتّى
أسدلت يداها على عيناها مستكملةً هستيريا النّواح خاصّتها غير قادرةٍ على كبح جماحها

كانت تعلم أنّها ستنفجر..
لكنّها الآن تشعر بالدّفء و كأنّ أحدهم يربّت على ظهرها لتفرغ كلّ ما طمّسته بنفسها

لم تعلم أهذا تأثير لمسة دانييل ما يزال مستمرّاً؟
أم أنّ روحيّ والديها يجافيانها و يحومان حولها الآن؟

همست بالكثير بلغتها الخاصّة الّتي احتلّتها شهقاتها تلك
أخبرتهما عن كم تتوق للقائهما و عن عمق الفجوة الّتي تركها رحيلهما
روت لهما باختصارٍ ما كانت و ما أصبحت بعدهما

ثمّ عندما اكتفت..
كفكفت دموعها و عادت للوقوف

التفتت إليه في ابتسامةٍ هادئةٍ لا تتناسب إلّا طرداً مع وضعها السّابق ما جعله يرفرف بجفناه بعدم فهم
ألن تفقد وعيها الآن مثلاً..؟

"هارييت..؟"
نبس بشكٍّ لتعيد نظرها لقبريهما

"قالا أنّهما لن يتركاني.."
همست في ثقة

"قالا..؟"
كرّر مستنكراً لتومئ

"قالا..ربّما لا، لكنّهما زرعا هذه الفكرة برأسي"

"كيف تشعرين؟"
سأل مستطرداً

"بأسوأ ما قد يراودني طوال حياتي"
ران الصّمت برهةً لتقتطعه آخذةً خطواتٍ للخلف تبعها بعيناه

ثرثرة صمته..Donde viven las historias. Descúbrelo ahora