2

8.3K 338 3
                                    

الفصل الثاني.....

لم تشعر سوى بيد ناعمه صغيره تحاوط يدها لتفتح عيناها الدامعه لتجد اخاها محمد ينظر لها ويمسك يدها بدفئ .....

جذبته لها وعانقته قائله بخفوت..
-كان بيزعق لماما ؟!

هز رأسه نافيا ليقول..
-لا كان بيزعق لحمزه عشان قال انه مش بيحب ماما!!

قطع حديثهم طرقات علي الباب لتدلف والدتهم قائله...
-قومي يا ليلي حضري معايا الاكل ..وانتا يامحمد دلوقتي هتروح درس القرآن غير هدومك يلا....

وقفت ليلي لتجمع خصلاتها في ربطه وتضع حجاب علي رأسها لتخرج مع والدتها…..

امسك محمد بطرف فستان والدته البيتي وشد عليه لتنزل الي مستواه وتقول بقله صبر ....
-نعم يا محمد ؟!
-مش معايا فلوس و عايز اجيب عصير وانا راجع !!
-هششششش وطي صوتك ؛ بص استني دقيقه لو مجبتلكش فلوس امشي ومتتكلمش ماشي ياحبيبي ؟!
-ياسلام وهي دي محتاجه تفكير خد يا محمد ...
جاء صوت حمزة بجوارهم وهو يخرج بضع جنيهات يعطيها للطفل الصغير بينما يرمق فاتن بغضب من تمنعها او حتي تفكيرها في رفض طلبه البسيط ....
لايعلم كم يكويها الامر وقله حيلتها مع والده المشتكي من زيادة مصاريف البيت و اتهامها بالاصراف علي تفاهات اولادها علي حد قوله....
دلف سعيد و محمد يركض نحو الباب متجها الي درسه في الطابق السفلي من نفس البناية ....
تأفف : الواد ده علي طول ماسك فلوس في ايده ...انتي هتبوظي بالاسلوب ده ..
قاطعه صوت حمزة ليحرجه ....
-طول عمرك بتديني فلوس من وانا صغير و كان كلامك ان الاطفال لازم تتراضي ولا ده مش طفل ؟!
احمر وجهه من الغيظ ليصيح بحمزة ...
-وادي اخرتها بقيت قليل الادب ومش نافع خليك ياخويا في كليتك الفاشله اللي اخترتها و اوضتك اللي مش بتخرج منها !!
عضت ليلي علي شفتها السفلي مراقبه لتلك المشاحنات بين الطرفين و هي تشعر بشفقه علي حمزة من هدم والده له باستمرار....
تلاقت نظراتها بنظراته الغاضبه قبل ان يرد بغضب علي والده ...
-خليك انت في مراتك و عيالها وسبني انا في حالي وان شاء الله قريب اوي هغور من هنا وسيبهالك مخضره...

دخل غرفته بعد ان دفع ليلي من امام الباب بغيظ لينهي مشاهدتها لتأنيب والده وتقليله من شأنه ...
اغلق الباب الا انه لم يحميه من وابل الشتائم المستمر ولم يتوقف من والده ....
سعيد بحنق ...
- قله ادب بنخلفوهم عشان يربونا ....وانتي كمان ايه اللي لبساه ده في البيت ؟!
ليلي بسرعه : انا يا عمو ؟
-ايوة انتي !! هو في غيرك قدامي ...
تنحنحت بوجه احمر خجلا لتردف ...
-لابسه ايه مش فاهمه ...
زفر سعيد بحنق واغمض عينيه حتي لا يفرغ غضبه علي ابنه فيها ....
-الحجاب ده !! مالوش داعي تلبسيه في البيت محدش هنا غريب وحمزه زي اخوكي بالظبط ..
نظرت الي والدتها متسائلة لتهز فاتن رأسها بالموافقه حتي لا تغضبه ....
لتقول بخفوت ...
-حاضر يا عمو ...
مدت يدها تزيل حجابها ... وتعيد ترتيب خصلاتها البنيه كلون معظم بنات مصر في ربطه صغيره ليتدلى علي ظهرها ....

ذوات رحمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن