الفصل 16

9.1K 304 0
                                    

...ثم سمعته يهمس:
-ياألهي!
فأدارت راسها الى الوراء ...فشاهدت طيفا اسود يبرز من بين الدخان واللهب..فصرخت صرخة حادة من الأرتياح وقد تعرفت الى مارك يحمل فرانك على كتفه...ثم...وصل اللهب الى خزانات الوقود واذا بقوة الأنفجار سقطت  نيكول ارضا ويستلقي دوغلاس فوقها ليحميها من الشظايا.زجاج الطائرة

وارتفعت السنة اللهب والدخان ككرة كبيرة في الهواء.
واحست بهواء حار لاذع يدخل رئتيها قبل ان يدفعها دوغلاس بعيدا عن اللهب...كانت اغصان واوراق الأشجار الخضراء القريبة قد تحولت الى رماد يطير في الهواء.
قوة يدي دوغلاس دفعتها عدة امتار لكنها لم تكن تفكر في نفسها فارتدت عائدة وكل همها ان تصل الى مارك...اتجهت ايدي الرجال الى الهدف نفسه يتسابقون نحو جسدي الرجلين المنبطحين ارضا.كان جسد مارك فوق فرانك ليحميه من اللهب المتفجر.
اثنان من الرجال اوقفاه على قدميه فبدا واعيا بعض الشيء...وقادوه الى مكان امن من النار المشتعلة اما الأخرون ودوغلاس من بينهم فقد شكلوا حمالة بشرية من ايديهم ليحملوا فرانك  الى مكان آمن.

ثم بدات صفارات الأنذار من سيارات الأطفاء والأسعاف تتناهى بعيدا بينما حملت نيكول ساقيها المرتجفتين الى مارك الذي تلطخ صدره ببقع من الدماء بينما حرق اللهب نصف شعره وإحمرار  ذراعيه ويديه.
اخذت تنتحب وهي تسأل:
-مارك..هل انت بخير؟...هل اصبت بأذى؟..

-لاتقلقي علي.
رغم قساوة كلماته كانت في نظرته لمعان غريب وهو يبعدها عنه...فقد حجبت عنه رؤية رجلين ينحنيان فوق فرانك فأردف:
-يجب ان نوصله الى المستشفى.
وصل دوغلاس قربهما:
-سيارة الاسعاف والأطفاء وصلت..لكن...اخشى ان يكون الوقت متأخرا.

مسحت الكلمات نظرة الألم عن وجهه وبسرعة البرق دفع يد دوغلاس عنه وصفعه بمؤخرة يده فرماه ارضا وصاح مارك:
-لا!اللعنة!لم يمت!كان حيا عندما اخرجته من الطائرة!

صاحت نيكول وهي تحاول منعه من الركض نحو الجسد فرانك دون حراك.
-اوه...مارك...لاتفعل،لاتذهب الى هناك!
ارعبتها النظرة في عينيه وهو يحدق في الجسد المضجر بالدماء امامه.
سمعت احد المسعفين يقول:
-انه ينزف داخليا بقوة.
وهمس اخر:
-انه ضعيف..
وضع الجسد على الحمالة ببراعة ومنها نقل الى سيارة الأسعاف فلحق بهم مارك...وكأنه مربوط بحبل غير مرئي بفرانك الفاقد للوعي.
بينما ابواب السيارة تقفل التفتت نيكول الى دوغلاس:
-احضر العمة روز لتعتني بالأطفال .

دون ان تعطيه الفرصة لمعرفة ماذا ستفعل اسرعت الى السيارة التي قادها مارك الى مكان الحادث وجلست خلف المقود...فتبعت سيارة الأسعاف التي اطلقت صفارتها.

في المستشفى ارشدت الممرضة نيكول الى قسم الجراحة وهناك وجدت مارك يجلس على اريكة عند اخر الممر  وكان يميل الى الامام ومرفقاه على ركبتيه ويداه متشابكة امامه يحدق بذهول الى باب غرفة العمليات.
انتقلت عيناه اليها وهي تجلس قربه تلف ذراعها خصره دون ان تتفوه بكلمة مواساة...فكل مسوف تقوله في هذه اللحظات لامعنى له.
سارت الدقائق ببطء لانظير له وانتظرا بصمت دون تفكير.
كان مارك كالتمثال المنحوت من الحجر...متوترا لاتتحرك فيه الاعيناه اللتان كانتا تلاحقان كل شخص يدخل او يخرج من ابواب قسم الجراحة.
فجأة لاحظت عيناه تضيقان وهما تلاحظان رجلا قصيرا عجوزا يخرج من باب غرفة العمليات لايرتدي ثياب العمليات الخضراء المألوفة...بل رداء ابيض يصل الى ساقيه،يسير متجها نحوهما وعلى وجهه ترتسم خطوط الحزن فصاح بمارك.
-اعتقد اني قلت لك دع احد يهتم بيديك.
رد مارك بلامبلاه:
-انها مجرد خدوش

𝓐𝓻𝓻𝓸𝓰𝓪𝓷𝓽.....حيث تعيش القصص. اكتشف الآن