بارت 2

683 31 10
                                    

-مات أخي !!

في نفس اليوم  سافرت عائداً إلى اليابان بلدي الذي هجرته منذ سنين , ذهني مشوش التفكير , وفؤادي معذب الضمير ...

أيعقل أنه مات بسببي ؟

 هل أمنياتي الأنانية سبب موته ؟

 هل كرهي له , وحقدي عليه سلط عليه ملك الموت ؟

بدأت أفكر وأفكر , وعذاب ضميري يمزقني إلى أشلاء ...

وما إن هبطت الطائرة حتى توجهت مسرعاً الى منزلنا ...

 وصلت إليه  منزلٌ كئيب , يكسوه النواح على فقدان صاحبه ...

 دخلت غرفة اخي , و كأنني في حالة سكر , وفجاة بدأت أجهش بالبكاء , وبكيت كطفلٍ صغير ...

-أسفٌ يا اخي على تقصيري , اعتذر عن كل ماسببت لك من قلق , سامحني على أنانيتي , اعذرني على لؤمي و كراهيتي , أرجوك سامحني .

حزن الضيوف على حالتي , فتركوني وحيداً في تلك الغرفة , وحالتي يرثى لها من اليأس و الألم ...

لا أدري كم من الوقت مر وأنا ابكي و اطلب السماح من أخي , ولكن ما اعلمه أن أديل من عشت حياتي وأنا أفكر بها ... زوجة أخي المتوفى ...

 طرقت علي الباب تطلب الدخول ...

مسحت وجنتاي المبللة , ثم سمحت لها بذلك ...

 عندما دخلت كنت خافض الرأس , لا أجرؤ على النظر إلى عينيها ...

جلستْ بعيدةً عني , ثم قالت بصوتٍ مبحوح ...

-بما أنك عدت إلى اليابان , وتنوي البقاء هنا , سأسافر أنا إلى والداي , فلا أظنك تحب وجودي , و قد غادرت البلد بعد زواجنا.

صدمت , و تلقائياً رفعت راسي , انظر إليها وقد اتسعت مقلتاي , لا ادري هل انا متفاجئٌ مما سمعت أم أن حزني  قد أثر علي ...

قلت ...

-تسافرين ؟!

هزت رأسها إيجاباً ...

-ولكن لم يمضي على موت أخي سوى ... لا لم يمضي شيء كيف تسافرين .

ندمت على ما نطق به ثغري , فما قلته آلمها , وجعل الدموع تنهمر على وجنتيها , الان نظرت إليها جيداً , هذه الحادثة جعلت منها زهرة ذابلة و وقد فقدت رونقها , وجهها شاحب البياض , مقلتيها حمراوتين , وتحت عينيها هالة سوداء ...

قلت محاولاً تهدئة النار التي اشعلتها ...

-أرجوكِ يا زوجة أخي اصبري قليلاً , و لا تسافري الآن , على الأقل إلى أن يجف قبره .

نطقت بكلمات متقطعه و بصعوبة ...

-أنا لا أريد ترك هذا المكان ... أنا أحبه ... ذكرياتي كلها فيه ... ولكنك هنا الان و علي اخلاء هذا المنزل لك .

سرقتِ قلبي|  ©2015Where stories live. Discover now