25 / 5 / 2019

1K 128 102
                                    


اعتاد كل يوم قبل تركي وحيدًا في المنزل ... أن يضع قائمة من الوصايا تتقدمها " لا تفتح الباب، الباب لا تفتحه ... الباب لا يُفتح من قِبلك، ما لم تسمع صوتي أنا ... فقط، الذئاب تتجول دائمًا في حينا "

خرج متناسيًا وشاحه، فشددته في اللحظة الأخيرة قبل أن يغادر ... ألفه حول عنقه وأتبرأ منه لاهماله الدائم، كنت وحدي من يعتني بكلينا ... تذمر وفكه قليلًا ثم غادر، يُقال أن له أعمالًا تأتي ببعض المال من حين لآخر ... عدا أني لم أعرف حقيقة عمله يومًا، لا شك أنه يورط نفسه.

ارجعت برأسي اتنفس بصعوبة عدة مرات ... لقد نال التعب مني ، ونوعاً ما بدأت أفقد السيطرة على هذا الحمل ... فكرت في أحاديث كثيرة ربما لها أن تحسن مزاجي الحالي ... ولكن جفناي كانت تنزلق دون ان الحظها ... آخذة رغبتي في النوم التام طويلاً ، ولئن كنت أكثر ارهاقا من بلوغ السرير ، غفوت في تلك الوضعية

الساعة: الواحدة ما بعد منتصف الليل.

لحظتها حين فتحت عيناي إثر طرقات الباب، قادني الخمول الجسدي والعقلي والرغبة باستعادة حالة اتزان سمعي هادئ، إلى لف أصابعي حول مقبض الباب بعد وصوله، سأفتح له الباب ... وأعود لنومي الآمن.

بعثرت شعري أحاول استرجاع النقص في ذاكرتي، نعم ... لقد منعني من فتح الباب ما لم أسمع صوته، أدركت ذلك توًا فتراجعت مرتعبًا حتى هوت ساقاي أرضًا ... لم تكن تلك طرقاته، وما كان صوته.

لا انكر ان حدقتاي توسعت بشكل لم اعهده في نفسي ... و تسللت فوق اطراف اصابعي محاولاً عدم إثارة شبهات او ضجة ... تخطت الساعة منتصف الليل ، كان كل شيء هادئا ميتاً بشكله المعهود ... لكني أحسب أن الرعب جعل له نكهة مرة أكثر ، وعلى الارجح ... مع ارهاقي هذا ... يصبح الأمر أصعب بالنسبة لي يوماً تلو يوم ... هو تأخر و فرض علي ملأ دور فرد غير الراعي بحال كلينا ... لقد عاد الهذيان ذاك الي ربما قليلاً ... و بشكل واضح أهملت أني اضيع الوقت بالتفكير الساذج ذاك ... لأني حين قررت الركض مسرعاً للاختباء ... تناهى الى مسامعي صوت مزلاج الباب وهو يتحطم

اخترقوا الباب الخشبي المتهالك الذي ما ظننته يومًا آمن، وأدركت لوهلتي الاولى أن الأمان كان وجوده ... لم يجرؤ أحد على مسي وهو جواري، كانت اصوات غنائهم الطائش تتعالى ... رائحة الكحول سببت لي سعالًا أهوج، لم يكن ملجئي إلا الجدار ألتصق به ... كانت فرصة مثالية لأحدهما كي يثبتني

لقد شعرت بذعر لا مثيل له أطلقت لاجله غارات صراخي باسرها ، ذلك ما سبب لجم فمي بأصابع كفه ، كانت متسخة ... تثير في رغبة الغثيان ... و في يد زميله زجاجة فودكا محطمة الأطراف تتوعد جسدي باختراقه ... ، حاولت منحه آخر شعلات طاقتي في نظرة تتوسله ... ، فقابلني بأخرى أشعلت نيران ارتياعي ...

ابي ... انقذني

باتت دموعي تخرج من العدم ... إلى الحد الذي اختنقت فيه وما عدت قادرًا على جعل رئتاي تعمل كمستقبل نهائي للهواء، كان يُحشر بالكاد في حنجرتي ويتراكم كغصة توشك على قتلي ... أردت منفذًا للتنفس، فعضضت اليد الآثمة دون تفكير ... رفعها متألمًا يصرخ ويشتم، وعيي على الحدود ... سأفقده، لا يمكنني المقاومة أكثر ... لعلي إن أغمضت عيناي الآن، أجده جواري حين أستيقظ، كما لطالما حصل مع أبطال التلفاز ... تُقتطع لحظات الخطر، ويحل محلها الأمان فجأة ... لقد أردته، صرخت باسمه ... اقتطع لحظتي تلك رجوتك.

بطاطس و عسل أسودحيث تعيش القصص. اكتشف الآن