مبارك ديكلاسيس [١]

20 0 0
                                    

التاريخ:١١١ [الشتاء ٣]
في بيت مختارية القرية
الساعة الثامنة مساءً

"مبارك ديكلاسيس"
قالت خالته -التي ربته-

" مبارك ... مبارك ! "
قال والده

"انا سعيد حقاً لك يا ديكلاسيس"
قال عمه

" وأخيراً ستفارقنا "
قالت أبنت عمه الصغيرة فلوش

"هي! ڤلوش عيب عليكِ ! "
قال لوريس شقيقها الاكبر ثم اكمل موجهاً حديثه لديكلاسيس:
"مبارك ديكلاسيس  ... اتساءل ما هو شعورك الأن؟ "

نظر ديكلاسيس الى الجميع بهدوء ثم قال وهو يتنهد.
"جميعاً، انا حقاً احترم مشاعركم لكن هل يمكن ان نؤجل هذا ؟"

علت الشهقات في المكان فكل الأطفال ينتظرون هذه الحظه بفارغ الصبر. أن يجتازوا عمر الحادية عشر، فيعترف بهم جميع من بالقرية ويقروا بهم على انهم كبار. ويبدؤا بإتمام مهمات صغير كجمع التوت من الغابة، او تجميع البيض من المزرعة وغيرها من الأعمال البسيطة.

"ديكلاسيس مالذي تقوله ؟"
سأل الأب:
" ... اه، هذا حقاً ثقيل علي يا ابي لا اريد أن أوكل بمهام الأن"
"عليك تحمل المسؤولية انت الأن رجل"
" ابي ... عمري إحد عشر سنه فقط "
علت الضحكات المكان وبدأ احتفالهم المتواضع بعيد ميلاده. كعك، شموع، غناء، وهدايا كذلك لكن ديكلاسيس ظل عاقداً حاجبيه طوال الحفلة بينما استمتع الأخرين فيها بالفعل ولاسيما الشقيقين لوريس وڤلوش.
***
"حسناً، لقد تأخر الوقت كثيراً ! جميعاً إنصرفوا للنوم أنا سأهتم بتنظيف المكان. "

قالت الخاله فور إنتهاء الإحتفال. فـإنصرف أهل البيت الي غرفهم. الكبار في الداخل والأطفال في العلية. لكن ديكلاسيس لم يغادر. قال لخالته انها حفلته ومن واجبه ان يساعدها في التنظيف. وافقت على طلبه رغم تعجبها من شهامته فقد كانت بحاجه للمساعدة بالفعل. وهكذا ذهب الجميع وبقي ديكلاسيس وخالته.
" اممم خالتي. "
" اخرس ! كم مره قلت لك نادني بأمي"
قالت بإنزعاج وهي منشغله بالتنظيف.
" عذراً. "
" لباقتك هذه لم اعتد عليها من قبل "
قالت بمزاح، لكنه بدا جاداً. فتوقفت عن العمل ونظرت له طويلاً بإستفسار لما رأت الهم على وجهه.
"هي ... ديكلاسيس، قل لي مالخطب ؟ "
سألت بحنيه شديده.
" أنا لا اريد أن أعمل يا أمي. "
لم تستطع تحمل نظرة الحزن في عينيه فأشفقت عليه ووعدته أنه لن يذهب غداً فطمع بالمزيد فأخبرته انها ستناقش الامر مع عمه -زوجها- ووالده غداً. كلماتها افرحته بشده فإنصرف فوراً للذهاب للنوم في العلية ناسياً أمر التنضيف من شدة سعادته. بينما أكملت الخاله التنظيف وحدها بتبسم من تصرفه.

قرية ليدينياحيث تعيش القصص. اكتشف الآن