■غُفْرَان|forgiveness

62 8 3
                                    

كانَ ذلك سريعاً، لم أكن أدرك كم من الوقت مَر وأنا بتلك الحال، ذلك الصوت، الصوت الذي يجلجل في رأسي كأفعى إفريقية في يومٍ قائظ،
ضحكاتٌ تمتزج بالبكاء، وقلبي، قلبي محشورٌ بكأسٍ زجاجي ضيق، لا سبيل لإخراجه أو الابقاء عليه، في كلا الحالتين ستناله يدُ الأذى،
الليل والصباح، حرقة الشمس ووحشة الظلام، لم يكن لأيٌّ منهم معنى لدي، لم أعد أبصر شيئاً رغم أن الرؤية واضحة ، لأدرك أن الأمرين مختلفان رغم تشابههما؛ كاختلافنا أنا وأنتِ،

أيدٍ كثيرة ممدودة نحوي،لكن ليس لتشد على يدي كما اعتقدت، بل لتجرني إلى أسفل،رأيتُ خيالاً ليدك أيضاً، لكنني كل ما أشددت القبض عليها شعرتُ بأنني أمسك بنصلِ سكين، الدماء لم تعد تخيفني، ما أثار قلقي في تلك اللحظة كان وجهك، لم أعد أتذكره، وكأنما كنتِ موجودة في صفحةٍ مطوية يسمحُ للجميع فتحها، سواي..

كان رحيلكُ مبكراً مع أسراب العصافير، لو كنتُ أعلم  أنكِ تبحثين عن الدفء لأشعلت لكِ نفسي عودَ ثقاب، لكنني لم  أكن موجوداً لأعلم أنكِ تمطرين كل ليلة، خلف وجهك الملائكي قبعت أشد الملامح حزناً، كانت العاصفة تقتلع مسامير صوري المعلقة على جدار قلبك،لكنني لم أهرع كي أضمد كدماتك..

سألحق بكِ لكن أعتقد بأني لن ألتقيك، فأنا لا أستحق سوى هاوية سحيقة، بينما أنتِ حيثُ تنتمين؛تسبحين مع الغيوم..

اليومَ أطلبُ منكِ شيئاً واحداً، لكنه الأقرب للمستحيل، شيئاً أنا نفسي لا أستطيع أن أمنحه لي مهما حاولت،
في الفسحة الصغيرة الفاصلة بينا أرواحنا سأخبركِ، لن يدومُ الأمرُ طويلاً، مجرد كلمة واحدة تلك التي أريدك أن تمنحيني إياها، ما أحتاجه يا عزيزتي
هو الغفران.

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: Jun 01, 2019 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

|هَذَيَان|°Where stories live. Discover now