الجزء الثالث عشر

5.8K 252 7
                                    

......الفصل الثالث عشر......(كومة مشاعر).....

....في أجواء هادئة لأبعد الحدود وفي مكان تطغى عليه الأجهزه كانت كلوديا تجلس على الكرسي الذي بجانب ويليام وكأنها تجلس لمقابلة شخصية فجلستها رسمية جداً....كان ويليام ينظر إليها ويبتسم أما هي فكانت تقلب نظرها في أرجاء الغرفة ولكنها تشعر بإبتسامات ويليام الجريئة نحوها....وبينما هي تجول بنظرها وقعت عيناها على عينين ويليام المتلألئة فابتسمت نظير إبتسامته الساحره فضحك هو ثم قال"ساذجة...."
أخفت كلوديا إبتسامتها بغضب فكيف يقول عنها ساذجة وبهذا الشكل المعلن؟...فرأى ويليام ذلك الغضب على شفتيها المطبقتان بإحكام فابتسم مستمتعاً بذلك وأضاف"ومغفلة أيضاً......"
فلم تتحمل كلوديا ذلك فوقفت بغضب وقالت"أظن أن جون وكريستين لم يغادرا المكان إلى الآن...سألحق بهما"
فقطب ويليام جبينه بإبتسامه"ماذا....هل غضبتِ؟؟"
كلوديا وهي تكاد تفقد أعصابها"مارأيك...؟؟"
ويليام"لما الغضب...ألستِ كذلك؟"
فدمعت عينا كلوديا دون سابق إنذار وقالت منفعلة بصوت خنقته عبراتها"أنت محق....فأنا ساذجة ومغفله وغبيه أيضاً ولولم أكن كذلك لما أتيت إلى هنا دون أن أتأكد من قاتل توماس فلو فعلت ذلك لما أقحمت نفسي في هذه الدوامة...ولولم أكن كذلك لما بقيت هنا مع الشخص الذي أشك بأنه قاتل توماس....أنت محق ياويليام أنا فعلاً كذلك" ثم أشاحت وجهها عنه مخفية ألمها العميق....
فنظر ويليام إليها بأسى وأراد أن ينهض لها لكن ألم الرصاصة منعه من ذلك فعاد لفراشة بعد أن أصدر صوتاً خفيفاً يدل على ألمه...فهرعت كلوديا إليه عندما سمعت صوته الأليم وقالت وهي تدنو منه"ويليام أياك أن تنهض وأنت على هذا الحال.."
فلف ويليام يده التي تعلوها الأنابيب على خصرها ثم ضمها إليه فوقعت خصلات شعرها الناعمة على وجهها وهمس بأذنها"أنا لم أقصد أنك ساذجة ومغفلة...قصدتك كذلك عندما أردتي الأعتراف لجيرمن بالحقيقة...فإذا أزعجك كلامي فأنا أعتذر"
فوضعت كلوديا يديها تحت ظهره وضمته هي بدورها كأول خطوة جريئة تقوم بها نحوه وتركت هذا الخطوة شعوراً عميقاً في نفس ويليام.....لم تقدم كلوديا على هذه الخطوة إلا تبريراً للهم الذي تشعر به والحيرة التي تدور في رأسها....أشياء كثيرة كانت كلوديا بحاجة إلى من يقاسمها إياها....
فقالت بصوت أشبه بالأنين"لم يزعجني كلامك بقدر ماتزعجني الحيرة التي أنا بها...ويليام أنا لاأعلم هل أصدقك أم أصدق توماس...أنا حائرة فعلاً"
فرفعت كلوديا رأسها بعينين متعطشه للأجابه فقال ويليام وهو يمسح على شعرها بلطف"صدقينا نحن الأثنين..."
فظهر التعجب على حاجبي كلوديا اللذان أرتفعا للأعلى"وكيف ذلك..؟"
ويليام"صدقينا الآن...ومع مرور الأيام ستظهر لك الحقيقة عندها ستصدقين أحدنا"
أومأت كلوديا رأسها باقتناع فهذا الحل سيريحها قليلاً ثم توسدت صدره بارتياح وماكاد رأسها أن يرتاح على صدره حتى سمعت صوت الستارة التي بين سرير ويليام والباب وهي تسحب فأدركت أن أحدهم أتى فنهضت بسرعة كالملدوغة وانتصبت قائمة ثم نظرت للذي أتى فإذا بممرضة حسناء قادمة ومعها سرير اتجهت به نحو ويليام ثم ابتسمت له وقالت برقه"أسمح لي سيد هاري أن أنقلك للغرفة المجاورة..."
اومأ ويليام رأسه بإيجاب فقربت الممرضة السرير حتى أصبح ملاصقاً لسرير ويليام ثم وضع ويليام أرجله على السرير أستعداداً للأستلقاء عليه لكن ألم الرصاصة منعه من النهوض بجسده العلوي فالتفت إلى كلوديا"ساعديني...."
فسعدت كلوديا لهذا الشيء وعندما همت بذلك سمعت الممرضة تقول لويليام"أنا سأقوم بذلك فأنا هنا من أجل مساعدتك"
فأسرعت كلوديا للجانب الآخر حيث ويليام ثم قالت للمرضة"شكرا ولكن أنا التي سوف تساعده...."
غضبت الممرضة وقالت وأثر ذلك واضح في صوتها"لايحق لك التدخل في عملي" ثم وضعت يدها على كتف ويليام وقالت بدلاال"كما ان هاري سيرغب بذلك مني أكثر منك...أليس كذلك ياهاري؟"
فسحب ويليام كتفه من تحت يديها بغضب ثم قال وهو يحد نظراته بها"أنا قلت كلوديا وإياك أن تتدخلي مرة ثانية...اسمعتي؟"
أشفقت كلوديا على الممرضة من نظرات ويليام الحادة فهو كما يمتلك عيوناً تقتل من سحرها فإنه يمتلك عيوناً تقتل هلعاً....
فأومأت الممرضة رأسها بانصياع وهي تعقد يديها أمامها ثم ابتعدت عن مكانها لتترك لكلوديا حرية التواجد به...فأتت كلوديا بمكانها فقال لها ويليام"أجلسي فقط على السرير وأنا سأستند عليكِ.."
كلوديا"لا...بل سأحمل نصف جسدك"
فابتسم ويليام إبتسامه مشككه بقدراتها"صدقيني ستسقطين...أنا ثقيل عليكِ"
فدنت كلوديا من"بل سأفعل..."

Love Crime H.S (جريمة حب)Where stories live. Discover now